منظور عالمي قصص إنسانية

كتاب جديد يستكشف التحديات المشتركة التي تواجه نظم الغذاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخيارات التصدي لها

أهدار الطعام. المصدر: الفاو / جوناثان بلوم
أهدار الطعام. المصدر: الفاو / جوناثان بلوم

كتاب جديد يستكشف التحديات المشتركة التي تواجه نظم الغذاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط وخيارات التصدي لها

حذر كتاب جديد هام صدر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط من "خسارة ثلاثية الجوانب" ناجمة عن إساءة استخدام الموارد الطبيعية، وفقد الأغذية وهدرها، والخسارة التدريجية للمعرفة التقليدية.

ويؤكد الكتاب على أهمية التصدي لهذه المخاطر من خلال التحول إلى نهج أكثر استدامة للإنتاج الزراعي وتبني سياسات أقوى على أساس نهج متعدد القطاعات.وقال كل من جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة (الفاو) وكوزيمو لاشيرنغولا الأمين العام للمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط خلال تقديمها للكتاب المشترك: "يواجه العالم، بما في ذلك منطقة البحر الأبيض المتوسط، عدداً من التحديات التي بدورها تتضمن أشكالاً مختلفة من الخسائر المتصلة بالغذاء والموارد الطبيعية والمعرفة وتشكل عقبات كبيرة لتحقيق الاستدامة".ويسلط الكتاب الضوء على مجموعة من التحديات التي تفرض ضغوطاً على أنظمة الزراعة والغذاء في البحر الأبيض المتوسط، منها على سبيل المثال: محدودية الإمدادات المائية، حيث تحتوي منطقة البحر الأبيض المتوسط على ثلاثة بالمائة فقط من موارد المياه في العالم ولكنها تشكل موطناً لأكثر من 50 بالمائة من الشعوب التي تعاني من فقر المياه، بواقع نحو 180 مليون شخص. تقلص الأراضي وتدهورها. يحذر الكتاب من "تقلص مساحات الأراضي الصالحة للزراعة نتيجة التقدم الحضري"، بالإضافة إلى تآكل التربة وزيادة نسبة ملوحتها والتصحر، وهي أمور ينجم كثير منها عن ممارسات زراعية غير مستدامة. كما تحذر بعض التقديرات من أنه إذا استمر تدهور الأراضي بنفس المعدلات الحالية، فإنه سيتم بحلول عام 2020 فقدان ما مساحته 8.3 مليون هكتار إضافية من الأراضي الزراعية، مقارنة بعام 1960.فقد الأغذية وهدرها. لا توجد تقديرات دقيقة لحجم الفاقد والمهدور من الأغذية في منطقة البحر الأبيض المتوسط بشكل عام، ولكن تشير البيانات القطرية إلى وجود مشكلة كبيرة، حيث يصل حجم الهدر الغذائي في إسبانيا إلى 7.6 مليون طن سنوياً، و8.8 مليون طن في إيطاليا، و9 مليون طن سنوياً في فرنسا. مصايد الأسماك والغابات في خطر. يتعرض ما نسبته 52 بالمائة من الثروة السمكية التي تم مسحها إلى عملية صيد بمستويات غير مستدامة. وعلى نحو مماثل، تقلصت مساحة الغابات في المنطقة بشكل كبير، على الرغم من الدور الهام الذي تلعبه في النظم الإيكولوجية المحلية.هجرة الأدمغة العاملة في الزراعة. تلاشى وجود المجتمعات الزراعية والتقاليد في بعض المناطق. على سبيل المثال، إن متوسط أعمار المزارعين في منطقة المغرب العربي في شمال أفريقيا يزيد عن خمسين عاماً، وبنفس الوقت تواجه المنطقة واحداً من أعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم. ويشير الكتاب إلى أن العديد من التحديات التي تواجه النظم الغذائية والموارد الطبيعية والمعرفة البشرية هي في الواقع مشتركةً بين جميع بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويسلط الكتاب الضوء على أهمية وجود جدول أعمال مشترك للبحث والعمل، وسياسات وابتكارات متكاملة – على المستوى التقني والتنظيمي – للتصدي للجوانب الثلاثة من هذه الخسارة بطريقة منسقة.