منظور عالمي قصص إنسانية

بان يعتذر عن استجابة الأمم المتحدة للكوليرا في هايتي ويحدد خطة جديدة لمكافحة الوباء ومساعدة المجتمعات

معالجة مرضى الكوليرا في  مركز في كاب هايتي. المصدر: اليونيسف /  ماكسين برادلي
معالجة مرضى الكوليرا في مركز في كاب هايتي. المصدر: اليونيسف / ماكسين برادلي

بان يعتذر عن استجابة الأمم المتحدة للكوليرا في هايتي ويحدد خطة جديدة لمكافحة الوباء ومساعدة المجتمعات

أعرب الأمين العام بان كي مون عن أسف المنظمة الشديد للخسائر في الأرواح والمعاناة الناجمة عن تفشي وباء الكوليرا في هايتي.

وفي جلسة إحاطة غير رسمية بالجمعية العامة عصر اليوم الخميس بدأ الأمين العام كلمته بمخاطبة الشعب الهايتي بلغة الكيريول.

"نيابة عن الأمم المتحدة، أريد أن أقول بوضوح: نحن نعتذر للشعب الهايتي. نحن ببساطة لم نفعل ما فيه الكفاية فيما يتعلق بتفشي وباء الكوليرا وانتشاره في هايتي. إننا نأسف بشدة لدورنا."

وأسهب الأمين العام قائلا إن هذا الأمر قد ألقى بظلاله على العلاقة بين الأمم المتحدة وشعب هايتي، وأصبح شائبة في سجل حفظة السلام الأمميين والمنظمة بأكملها.

ولكن السيد بان أشار أيضا إلى انخفاض معدل الإصابة بالمرض بنحو 90% منذ ذروته في عام 2011، بفضل تنسيق الجهود الدولية والهايتية، لافتا إلى أن تمويل الدعم لهذه الجهود كان من الصعب تأمينه.

وقد سلط الأمين العام، في كلمته، الضوء على "نهج الأمم المتحدة الجديد للتصدي لوباء الكوليرا في هايتي"، الذي يتطلب حوالي 400 مليون دولار من المساعدات على مدى عامين مقسمة على مساري النهج.

"أود أن أؤكد على أن القضاء على وباء الكوليرا في هايتي يتطلب مبالغ محدودة، بمقياس الاحتياجات الإنسانية والتنمية العالمية. هذه المهمة واقعية وقابلة للتنفيذ. فمرض الكوليرا يمكن علاجه والوقاية منه، ويمكن السيطرة عليه والقضاء عليه. لا يقف في طريق التنفيذ سوى الموارد الكافية ووسائل إيصالها."

ويهدف المسار الأول إلى تكثيف الجهود المبذولة بشكل فوري لخفض معدلات انتشار عدوى الكوليرا وتحسين فرص الحصول على الرعاية والعـلاج، والحد من تفشي وباء الكوليرا في هايتي، ومعالجة المسائل طويلة الأجل والمتصلة بالحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.

أما المسار الثاني، المتمثل في توفير حزمة من المساعدات المادية والدعم، فيسعى إلى تجسيد اعتراف المنظمة وإقرارها بمعاناة شعب هايتي نتيجة لتفشي الكوليرا، والتزامها بمساعدة ودعم أولئك الذين تعرضوا لأشد الآثار المباشرة للوباء.

"المسار الثاني هو تعبير ملموس عن أسف منظمتنا لمعاناة تحملها الكثيرون من الهايتيين. على هذا الأساس، فإننا نقترح اتباع نهج مجتمعي من شأنه توفير حزمة من المساعدات المادية والدعم لمساعدة المتضررين بشدة من الكوليرا."

وختاما أعلن الأمين العام أن تنفيذ النهج يعد اختبارا لالتزام المنظمة تجاه الفئات الأكثر ضعفا، ومسؤولية جماعية لهذا المسعى الحاسم لحفظ السلام:

"لن أدعي أن هذا النهج الجديد يخلو من المخاطر أو الصعوبات. إن القضاء على الكوليرا في هايتي والارتقاء إلى المسؤولية الأخلاقية تجاه من تأثروا بشكل مباشر سيتطلب التزاما كاملا من جانب المجتمع الدولي، وبشكل حاسم، الموارد اللازمة. وفي ظل تاريخهم المليء بالمعاناة والمصاعب، شعب هايتي يستحق هذا التعبير الملموس عن تضامننا."