خبراء أمميون: على المجتمع الدولي واجب منع التطهير العرقي في جنوب السودان
جاء ذلك في ختام زيارة لمدة عشرة أيام قام بها الخبراء الثلاثة إلى أحدث دولة في العالم.
وقالت رئيسة اللجنة، ياسمين سوكا، إن "ما يجري حاليا تكرار لما حدث في رواندا والمجتمع الدولي ملزم بمنع ذلك"، مسلطة الضوء على مؤشرات مثيرة للقلق مثل زيادة خطاب الكراهية، والحملة على وسائل الإعلام والمجتمع المدني، وتعميق الانقسامات بين 64 قبيلة في البلاد، وتجدد التجنيد في بلد تفيض فيه بالفعل الأسلحة وتنتشر به الجماعات المسلحة المنحازة لكلا الجانبين المنخرطين في الصراع المسلح".
وأضافت السيدة سوكا أن هناك بالفعل عملية تطهير عرقي منتظمة تجري في عدة مناطق بجنوب السودان من خلال التجويع والاغتصاب الجماعي وحرق القرى. "في كل مكان جلنا فيه عبر هذا البلد سمعنا القرويين يقولون إنهم مستعدون لسفك الدماء لاستعادة أراضيهم. وقال لنا الكثيرون إن الوضع وصل بالفعل إلى نقطة اللاعودة".
ويعتقد على نطاق واسع أن القتال سيشتد خلال موسم الجفاف، الذي يستمر حتى نهاية شهر شباط فبراير.
وقد حددت اللجنة عددا من الخطوات التي يمكن للمجتمع الدولي أن يتخذها فورا لتجنب إراقة الدماء بشكل شامل، بما فيها الإسراع بوصول قوة الحماية الإقليمية المؤلفة من 4000 عنصر إلى جنوب السودان، وضمان ألا يقتصر وجود القوة على العاصمة، وتجميد الأصول، وسن عقوبات مستهدفة وتنفيذ حظر الأسلحة.
هذا ودعا المفوض كين سكوت، أحد أعضاء اللجنة، أيضا إلى إقامة المحكمة المختلطة التي وعِد بها جنوب السودان، قائلا إنه "لا توجد محاكم في أجزاء كبيرة من البلاد كما أن الوسائل التقليدية التي كانت تتم بها المصالحة قد انهارت الآن".
وقد زارت اللجنة، التي من المقرر أن تقدم تقريرا إلى مجلس حقوق الإنسان في مارس المقبل، بانتيو في ولاية الوحدة حيث لجأ أكثر من مائة ألف شخص في المخيم الذي تحميه الأمم المتحدة. وهناك التقوا امرأة تحدثت عن تعرضها لاغتصاب جماعي من قبل جنود، قبل ثلاثة أيام فقط من شن هجوم على قريتها وسماعها لتقارير عن اغتصاب ثلاث نساء في اليوم نفسه، من قبل جنود خارج المخيم، فيما كنّ بطريقهن لجمع الحطب.