منظور عالمي قصص إنسانية

دي مستورا يؤكد ضرورة تنفيذ بعض جوانب خطته المتعلقة بحلب

أطفال بالقرب من ماسورة المياه الرئيسية التي تضررت خلال القتال في حي الشيخ سعيد في شرق حلب، سوريا. المصدر: اليونيسف / عبد الرحمن إسماعيل
أطفال بالقرب من ماسورة المياه الرئيسية التي تضررت خلال القتال في حي الشيخ سعيد في شرق حلب، سوريا. المصدر: اليونيسف / عبد الرحمن إسماعيل

دي مستورا يؤكد ضرورة تنفيذ بعض جوانب خطته المتعلقة بحلب

فيما كثفت العمليات الهجومية الجوية والبرية على مدينة حلب السورية خلال الأسبوعين الماضيين، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة ركز فيها على الوضع في المدينة.

واستمع المجلس إلى إفادات من المبعوث الخاص المعني بسوريا، ومنسق الإغاثة الطارئة، والمدير الإقليمي لمنظمة اليونيسف.وأشار ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص لسوريا إلى سيطرة القوات الحكومية السورية على عدة مناطق في شمال الجزء الشرقي من حلب، مما أدى إلى انقسام أكبر معاقل المعارضة في المناطق الحضرية إلى جانبين.وقال دي مستورا أمام المجلس عبر دائرة تليفزيونية من جنيف، "خلال الأيام القليلة الماضية فر آلاف المدنيين من أحياء في شرق حلب إلى أجزاء أخرى من المدينة. تشير التقارير الأولية إلى تشريد ما يصل إلى 16 ألف شخص، ويزداد الرقم كل ساعة. ومن المرجح أن يفر آلاف آخرون إذا استمر انتشار القتال وزادت حدته خلال الأيام المقبلة. لذا اقترحت بقوة، ولدي معلومات أن الحكومة السورية وافقت على ذلك، بأن يتوجه علي الزعتري منسق الشؤون الإنسانية في سوريا مع أكبر عدد ممكن من أعضاء الفريق الدولي للأمم المتحدة إلى حلب في أقرب وقت ممكن، للانضمام إلى الكثيرين من زملائنا من الموظفين المحليين الذين بدأوا بالفعل العمل هناك لمساعدة المدنيين السوريين في حلب، بشرقها وغربها."وأضاف دي مستورا أن العنف في حلب لا يرتكب من جانب واحد. وقال إن الهجمات على غرب حلب، حتى وإن لم تكن بنفس نطاق تلك التي تستهدف شرق المدينة، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت وقوع اعتداءات من شرق حلب على أحياء سكنية في غربها من بينها قصف مدرسة في العشرين من نوفمبر تشرين الثاني.وفيما تركز جلسة مجلس الأمن على الوضع في حلب، قال دي مستورا إن الحرب مستمرة في مناطق أخرى في سوريا منها إدلب وحماه وحمص.وتفيد التقارير ذات المصداقية بأن جماعات المعارضة المسلحة منعت، في كثير من الأحيان، المدنيين من مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتشعر الأمم المتحدة بالقلق إزاء احتمال اعتقال المدنيين الفارين إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، بسبب ما يعتقد عن علاقة أولئك المدنيين بالمعارضة المسلحة.وشدد دي مستورا على ضرورة السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى جميع المحتاجين للمساعدة أينما كانوا، وبدون شروط مسبقة.وبالنسبة للخطة التي قدمها دي مستورا الشهر الماضي لحل الوضع القائم في حلب، قال المبعوث الخاص إن تطور الوضع بسرعة يجعل بعض نقاط الخطة غير قابلة للتطبيق السريع. وذكر أن العناصر التي مازالت مطروحة تتمثل في مغادرة أعضاء جبهة النصرة من شرق حلب ووقف القصف وتيسير الوصول الإنساني والحفاظ على الإدارة المحلية."أنا مقتنع بأن المساعدة في ضمان مغادرة المقاتلين، الذين يعتبرهم مجلس الأمن إرهابيين، والذين مازالوا موجودين في شرق حلب، يمكن ويتعين أن تكون نتيجة يمكن أن يوافق عليها الجميع في سوريا والمجتمع الدولي. لذا أحث الأطراف المعنية على ألا تفقد تركيزها على هذه المبادرة العملية التي ما زالت قائمة وخاصة في هذه اللحظة الحرجة، حيث يتوقع استمرار القتال في شرق حلب لمدة أسابيع مع وقوع الكثير من الآثار المأساوية."ومن المقرر أن يقدم ستيفان دي مستورا إفادة لأعضاء مجلس الأمن الدولي في الثامن من ديسمبر كانون الأول لاستعراض مزيد من التفاصيل حول آخر تطورات العملية السياسية في سوريا.وبدوره دعا ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، جميع الأطراف وذوي النفوذ إلى بذل كل ما في وسعهم لحماية المدنيين والسماح بالوصول إلى الجزء المحاصر في شرق حلب قبل أن تصبح مقبرة عملاقة واحدة.وأضاف عبر دائرة تليفزيونية من لندن:"اعتبارا من اليوم، نتيجة القصف فإن جميع المستشفيات قد تضررت مباشرة عدة مرات ولا توجد هناك مستشفيات تعمل بشكل ملائم في شرق حلب، هناك فقط وحدة علاج الصدمات... جميع المرافق الطبية الأولية الأخرى تعمل بالحد الأدنى من القدرة وليست لديها قدرات معالجة الصدمات، وتترك معظم الجرحى المدنيين غير قادرين على الحصول على العلاج الأساسي. وهناك عدد قليل من سيارات الإسعاف المتوفرة إن وجدت ونتلقى تقارير من الجرحى المدنيين الذين يتم نقلهم إلى المرافق الطبية على عربات الخضار. الوصول إلى المياه النظيفة نادر. لجأ الناس إلى نبش الأرض بحثا عن الطعام، حيث تم استنفاد المخزون الغذائي الإنساني للأمم المتحدة، وفي حين ارتفعت أسعار المواد الغذائية والوقود بشكل كبير إلى مستويات كبيرة لا يستطيع بقية المدنيين تحملها. الناس محاصرون وفي رعب. الوقت ينفد أمامهم."وأضاف أوبراين، أنه فيما يراقب العالم الأحداث في حلب، يوجد سبعمائة ألف شخص في المناطق المحاصرة الأخرى في جميع أنحاء البلاد، معظمهم في ريف دمشق وتحيط بهم القوات الحكومية، مشيرا إلى أنهم محاصرون ويراقبون الأحداث في حلب ويتساءلون : هل سيكون دورنا في المرة القادمة؟"قد يكون متأخرا جدا بالنسبة لكثير من الأشخاص في شرق حلب، ولكن من المؤكد أن هذا المجلس يمكن أن يجتمع معا ويوقف الوحشية وكذلك يمنع مصيرا مماثلا حتى لا يصيب غيرهم من السوريين. ما يريدونه ونريده نحن فوق كل شيء يتمثل في ثلاثة أمور، أولا: احترام حقيقي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية؛ ثانيا: وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق. وثالثا: وضع حد للحصار الوحشي لمرة واحدة وإلى الأبد. "ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، هناك ما يصل إلى أربعمائة ألف شخص من النازحين يعيشون الآن في غرب حلب. وتستمر الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري والشركاء في الاستجابة لاحتياجات النازحين الموجودة مسبقا في غرب حلب، فضلا عن موجة نزوح جديدة من شرق حلب في الأيام الأخيرة.