منظور عالمي قصص إنسانية

الصين أول بلد يتقدم بأكثر من مليون طلب براءة اختراع

المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) السيد فرانسس غري. المصدر: ويبو / ايمانويل بيرود.
المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) السيد فرانسس غري. المصدر: ويبو / ايمانويل بيرود.

الصين أول بلد يتقدم بأكثر من مليون طلب براءة اختراع

تشير آخر بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى تزايد في طلبات الحصول على براءات الاختراع عالميا لتصل إلى مستويات قياسية، مدفوعة بنمو اقتصادي ضخم في البلدان الأسيوية، خاصة الصين.

وعززت الصين من موقفها كقوة اقتصادية بتقديم مبتكريها ومبدعيها أكثر من مليون طلب براءة اختراع عالميا عام 2015، وهو مستوى قياسي جديد، لتصبح بذلك أول دولة تكسر حاجز المليون تطبيق لبراءة اختراع.

ووفقا للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، التي نشرت الإحصاءات الجديدة اليوم الأربعاء في بيان صحفي، فإن ذلك يعكس اتجاه الاقتصاد الصيني عالميا.

هذه البيانات لها أهمية خاصة، حيث ينظر إلى براءات الاختراع والعلامات التجارية بوصفها معيارا لاقتصاد المعرفة ومؤشرا للنمو العالمي، وذلك بحسب ما قاله المدير العام للمنظمة فرانسيس غري في مؤتمر صحفي بجنيف.

"عندما ننظر إلى حالة الاقتصاد العالمية، ونرى أن صندوق النقد الدولي على سبيل المثال قد وصف أداءه بالمخيب للآمال، وبينما نرى أن معدل النمو المتوقع للعالم هذا العام 3.1٪ و1٪ للاقتصادات المتقدمة، فندرك أن ما تظهره هذه الأرقام هو النقيض. إذ لدينا بيئة نمو منخفضة جدا كما شهدنا لبعض الوقت، ولكن في مجال الملكية الفكرية لدينا نمو عالٍ نوعا ما."

وأضاف غري أن الحكومات وصانعي السياسات يراقبون عن كثب براءات الاختراع كمقياس رئيسي للابتكار والإنتاج.

وقد تفوقت الصين عالميا في شتى المجالات، حيث أودعت العام الماضي أكثر من مليون طلب براءة، بزيادة قدرها 18% عن طلبات عام 2014.

وأوضح غري قائلا، "إن أرقام الصين استثنائية جدا. هذا أول مكتب براءات اختراع في العالم يتلقى أكثر من مليون طلب العام الماضي. هذا أمر مبهر حقا. إنها لا تزال تنمو بمعدل غير عادي ... نرى أيضا في أرقامهم أن مكاتبهم تأتي الآن على رأس براءات الاختراع والعلامات التجارية والتصميمات عالميا."

وفيما يتعلق ببراءات الاختراع، أودع المبدعون في جميع أنحاء العالم نحو 2.9 مليون طلب براءة العام الماضي، أي بزيادة بنسبة 7.8% عن عام 2014. وشكّلت إيداعات المقيمين، التي يطلب المبدعون بموجبها الحماية ضمن اقتصادهم الوطني، حوالي ثلثي مجموع إيداعات عام 2015.

كما قفزت طلبات الحماية على العلامات التجارية إلى نحو 6 ملايين طلب عالميا، غطت 8.4 مليون صنف عام 2015. وذلك نتيجة لارتفاع عدد الطلبات في الصين بشكل أساسي.

أما التصميمات الصناعية فقد شهدت أيضا ارتفاعا في التسجيل في جميع أنحاء العالم بنسبة 21٪ عام 2015، ويعزى معظم الفضل في ذلك إلى النمو القوي لحجم التسجيل في الصين.

واجمالا قادت الدول الأسيوية هذا النمو في الطلبات على حقوق الملكية الفكرية عالميا.

"مرة أخرى نرى تزايد هيمنة آسيا في أنشطة التقدم بطلبات الملكية الفكرية. إذا نظرنا إلى الأرقام نرى أن 62٪ من أنشطة الإيداع العالمية لبراءات الاختراع تنبع في آسيا، و55٪ من النشاط العالمي في العلامات التجارية في آسيا، و68٪ من طلبات التصميم في آسيا."

وفي خضم ارتفاع الطلب العالمي على حقوق الملكية الفكرية، أكد غري أن هذا أمر من شأنه أن يرسي دعائم النشاط الاقتصادي عالميا، مشيرا إلى أن هذه البيانات أيضا تمثل أخبارا جيدة بالنسبة لبقية العالم وليس فقط للدول التي تأتي على رأس القائمة، حيث تظهر رؤية تطور صحي في الاقتصاد العالمي العام الماضي.