منظور عالمي قصص إنسانية

الموصل: مجتمع العمل الإنساني يؤكد الحاجة الملحة إلى موارد إضافية لدعم عشرات آلاف الأُسر

فتاة صغيرة تقف قرب ممتلكات عائلتها في حي كوكجلي الموصل  في انتظار الجيش العراقي لنقلهم الى مخيم للمشردين داخليا. المصدر: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / ايفور بريكيت
فتاة صغيرة تقف قرب ممتلكات عائلتها في حي كوكجلي الموصل في انتظار الجيش العراقي لنقلهم الى مخيم للمشردين داخليا. المصدر: مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين / ايفور بريكيت

الموصل: مجتمع العمل الإنساني يؤكد الحاجة الملحة إلى موارد إضافية لدعم عشرات آلاف الأُسر

مع مضي الشهر الأول لبدء الحملة العسكرية المكثفة لاستعادة الموصل، أعرب مجتمع العمل الإنساني في العراق عن بالغ القلق إزاء محنة المدنيين، داعيا مجددا جميع أطراف الصراع إلى بذل قصارى جهدها لحماية حقوق وأرواح المدنيين والالتزام بالقانون الدولي الإنساني.

وأكد بيان مشترك لمختلف المنظمات العاملة في المجال الإنساني نزوح ما يقرب من 59ألف شخص، منهم نحو 26 ألف طفل. ودعماً لحكومة العراق، بدأت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تقديم المساعدة للأسر النازحة والمقيمة في المناطق التي تمت استعادتها حديثا.

ويقيم أكثر من 40 ألف نازح في مخيمات رسمية في ثلاث محافظات، تدار من قبل الحكومة والأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الوطنية والدولية. وأشار البيان إلى أن أكثر من نصف النازحين هم من النساء والفتيات والأُسر التي تعيلها النساء، وغالباَ ما تكون هذه الفئة من الناجيات من الانتهاكات الجنسية وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.

ومع اقتراب وصول العمليات العسكرية إلى المناطق المكتظة بالسكان في مدينة الموصل، يشعر العاملون في المجال الإنساني بقلقٍ متزايد حول قدرة الأُسر المتضررة من الصراع على الوصول إلى بر الأمان والحصول على المساعدة. وفي حالة حدوث أسوأ الاحتمالات، قد يتعرّض ما يصل إلى مليون شخص للخطر الشديد المتمثل بتبادل إطلاق النار والقناصة، ومخاطر العبوات الناسفة، والطرد القسري والاستخدام كدروع بشرية.

وقال البيان إن هناك عشرات الآلاف من الأُسر التي تحتاج إلى المساعدة المنُقذة للحياة على وجه السرعة في المناطق التي تمت استعادتها حديثاً.

وفي العديد من المناطق التي تمت استعادتها حديثاً، تضررت البنية التحتية المدنية مثل محطات المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات، كما أن الخدمات الطبية غير متوفرة في كثير من الأحيان. وتعاني الأُسر من الجوع بسبب فقدان سُبل كسب العيش، ووقف الإنتاج والإمدادات الغذائية، وزيادة أسعار المواد الغذائية في الأسواق. كما تضررت إمدادات مياه الشرب والإنتاج الزراعي، وكذلك المعدات الزراعية. وتضطر العديد من الأُسر إلى شرب المياه غير المعالجة من الآبار.

ولم يتلقَ الأطفال اللقاحات ضد الأمراض، وحرموا من التعليم النظامي، وكثير منهم في حاجة ماسّة إلى الدعم النفسي والاجتماعي.

وحذر البيان من أن انتشار الألغام في المناطق التي تمت استعادتها حديثاً واستخدام الجماعة المسلحة المسيطرة على الموصل تكتيكات "حرق الأرض"، تُشكّل مخاطر فورية وطويلة الأجل على السكان والبيئة.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق "بالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني، نقوم بتقديم المساعدة إلى النازحين والأُسر الضعيفة في المجتمعات التي تمت استعادتها حديثاً حيثما كان ذلك ممكناً. نعمل بأقصى سرعة ممكنة، وبتنسيق وثيق مع السلطات العراقية لمساعدة السكان الأكثر عرضة للخطر في العالم."

وفيما أعربت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن امتنانها للدعم الذي تتلقاه من الجهات المانحة، أكدت على الحاجة الماسة إلى موارد إضافية لدعم عشرات الآلاف من الأُسر التي تحتاج إلى المساعدة العاجلة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير ليلا، تحتاج الأُسر، التي فر الكثير منها دون أي متعلقات تقريباً، إلى مدافئ وبطانيات ولوازم فصل الشتاء الأخرى.

ويقوم أكثر من مئة شريكٍ من الشركاء في المجال الإنساني حالياً بتقديم المساعدة إلى الأشخاص المتضررين من العمليات العسكرية الجارية وفقاً للمبادئ الإنسانية والحيادية والنزاهة والاستقلال.

ومن بين الموقعين على البيان، ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في العراق والممثلة المُقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية، وبرونو جيدو ممثل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وفاضل الزعبي ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، وإيفو فريجسن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، و بيتر هوكينز ممثل اليونيسيف في العراق.