منظور عالمي قصص إنسانية

مسؤول دولي: جنوب السودان ينذر بخطر كبير

مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – أوتشا، جون غينغ في زيارة  لموقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين في ملكال في ولاية أعالي النيل. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / غويمار باو سول
مدير عمليات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية – أوتشا، جون غينغ في زيارة لموقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين في ملكال في ولاية أعالي النيل. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / غويمار باو سول

مسؤول دولي: جنوب السودان ينذر بخطر كبير

قال جون غينغ مدير شعبة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا، إن الوضع الحالي في السودان قد طال أمده حيث يحتاج 5.8 مليون شخص إلى نوع من أنواع المساعدة، بما في ذلك 3.2 مليون شخص مشرد داخليا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده اليوم في المقر الدائم تطرق فيه إلى ما عاينه في زيارته الأخيرة إلى البلاد التي قام بها في الفترة بين السابع والتاسع من تشرين الثاني نوفمبر الجاري.

وأضاف، "زرت دارفور حيث تحدثت إلى المشردين داخليا الذين نزحوا مؤخرا. الوضع في دارفور، التي تستضيف أكثر من 2.6 مليون نازح داخليا، قد طال أمده بالنسبة لهؤلاء النازحين الذين يسعون لإيجاد سبل العيش وبناء حياتهم."

وكان غينغ قد زار السودان لتقييم الوضع الإنساني والتواصل مع الشركاء في مجال الإغاثة حول تنفيذ البرامج الهامة، والتحدث إلى المتضررين والسلطات وغيرهم من المعنيين، بما في ذلك الجماعات النسائية.

وقد ركز غينغ في زيارته على كيفية ربط المساعدة الإنسانية بالإنماء، قائلا إنه بالإضافة إلى التحديات الكبيرة في الميدان، يتوقع الناس من المتجمع الدولي أن يساعدهم في عمليات الإنعاش.

وعقب انتهاء زيارته إلى السودان، توجه غينغ إلى جنوب السودان في الفترة من التاسع وحتى الثاني عشر من الشهر نفسه لتقييم الوضع الإنساني والتواصل مع الشركاء في المجال الإنساني حول تنفيذ البرامج الهامة، والتحدث إلى المتضررين والسلطات وغيرهم من المعنيين. وقال إنه من بين الدول الثلاث التي زارها خلال شهر تشرين الثاني نوفمبر، فإن جنوب السودان ينذر بالخطر الأكبر:

"في كل عنصر من عناصر العمل في البلاد، تشهدون تدهورا. تشهدون تدهورا في الوضع الإنساني نتيجة تدهور الوضع الأمني وتصاعد القتال. هناك تدهور في الاقتصاد مرتبط أيضا بالتدهور الأمني. هناك تدهور في القدرة على الحكم. فعندما تتخذ القرارات لا يتم تنفيذها وذلك بسبب الانقسامات داخل الهيكل الإداري."

كما قام غينغ بزيارتين ميدانيتين ليعاين الوضع على أرض الواقع في طويلة بالسودان وياي بجنوب السودان.

وانتقل جون غينيغ إلى الحديث عن هايتي، واستنكر نقص التمويل المتوفر لتقديم المساعدة إلى المتضررين من إعصار ماثيو.

وأشار إلى أن إعصار ماثيو الذي عصف بهايتي مطلع شهر تشرين الأول أكتوبر كان مدمرا جدا، حيث تضرر 1.4 مليون شخص بشكل مباشر.

وأضاف غينغ الذي قام بزيارة ميدانية إلى هايتي مطلع الشهر الحالي: "شرد 175 ألف شخص داخليا كنتيجة مباشرة لإعصار ماثيو، وهم يعيشون الآن في ثلاثمئة وسبعة ملاجئ مؤقتة، بما في ذلك ثمان وستون مدرسة. وما يقدر بثمانمائة ألف شخص بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية لأن الإعصار قضى على كل شيء بالنسبة لهم."

وفيما كان يراقب سير الإعصار، أرسل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية مسبقا موظفين إلى الميدان لتقديم المساعدة في اليوم التالي والتعامل مع مخلفات الإعصار.

وأضاف غينغ أن عمل الموظفين في هذه الظروف ليس سهلا أبدا إذ إن الإعصار ألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية، لكنه أثنى على حسن استعداد وكالات الأمم المتحدة، قائلا إن برنامج الأغذية العالمي تمكن من تقديم الطعام إلى خمسمئة واثنين وعشرين ألف شخص من أصل ثمانمائة ألف تم تحديدهم على أنهم بحاجة إلى المساعدة. وأشار في هذا السياق إلى استمرار الاستجابة الأممية بما في ذلك من قبل منظمة الأغذية والزراعة فاو لتدارك الموسم الزراعي حيث يتم تنظيف الأراضي من الركام وتوزيع البذور.

وقال، "أحد الأشياء التي فاجأتني أيضا قلة حجم التمويل المتوفر. في العادة، يكون توفير الأموال في حالة الكوارث الطبيعية أمرا أسهل بالمقارنة مع الكوارث الأخرى. أصدرنا نداء صغيرا نسبيا إذا ما نظرنا إلى النداءات العالمية التي تتجاوز العشرين مليارا، إذ كان المطلوب 120 مليونا لمساعدة الأكثر تضررا، ولكن لم نتلق سوى 40 في المئة منه حتى الآن، وهذا لا يتسق مع ما نحصل عليه في العادة في الشهر الأول من إطلاق نداء متعلق بكارثة طبيعية حيث كنّا نحصل على ستين في المئة."

وتطرق غينغ إلى حملة التلقيح ضد الكوليرا التي وصفها بالناجحة حيث تم استهداف 800 ألف شخص.