منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: التسامح هو التزام بالبحث في ظل تنوعنا عن الروابط التي توحد الإنسانية

أطفال في حدث تفاعلي - نحن عائلة: تعليم أطفالنا من أجل عالم أكثر أمنا - لربط الشباب في جميع أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للتسامح.  المصدر: الأمم المتحدة / مارك غارتن
أطفال في حدث تفاعلي - نحن عائلة: تعليم أطفالنا من أجل عالم أكثر أمنا - لربط الشباب في جميع أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للتسامح. المصدر: الأمم المتحدة / مارك غارتن

الأمم المتحدة: التسامح هو التزام بالبحث في ظل تنوعنا عن الروابط التي توحد الإنسانية

مشددا على أهمية التسامح، لا سيما في عالم اليوم المتنوع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى رؤية العالم من منظور "نحن الشعوب " و بناء معا مجتمعات أكثر شمولا، وأكثر سلاما وأكثر ازدهارا.

وقال السيد بان كي مون في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتسامح، "تواجه قيم التسامح والتفاهم المتبادل، والتي تكمن في جوهر ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تحديات شديدة في أنحاء العالم "

وأضاف أن اللاجئين والمهاجرين ما زالوا يواجهون "الأبواب المغلقة والقبضات المشدودة"، مؤكدا أن "المتطرفين المتسمين بالعنف يواصلون استهداف الأشخاص لمجرد معتقداتهم الدينية وتقاليدهم. ويوما بعد يوم، يظهر التعصب الأعمى وجهه من خلال العنصرية والكراهية ضد المسلمين ومعاداة السامية وغيرها من أشكال التمييز".

وقال بان كي مون"الكثير من الصراعات المسلحة لها أبعاد طائفية. والكثير من النزاعات المجتمعية تنحسر في أسس طائفية."

وتابع الأمين العام قائلا إن الأمم المتحدة، تعزز التسامح باعتباره هويتها الأساسية. "عندما نتمسك بالتسامح، نحن نشجع العالم على محاكاة تلك الأمثلة الجميلة. عندما يواجه التسامح التهديد، يجب أن نرفع أصواتنا بقوة".

وذكر أن الأمم المتحدة قد أطلقت حملة جديدة لتعزيز التسامح والاحترام والكرامة في جميع أنحاء العالم. وتأتي هذه الحملة كاستجابة محددة لكراهية الأجانب التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون، وتهدف إلى تسليط الضوء على فوائد التنوع والهجرة. كما أنها أيضا جزء من الجهود العامة لتعزيز التفاهم المتبادل والانسجام العالمي.

وقالت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالة لها بمناسبة اليوم، "التسامح هو بمثابة محرك للتنمية المستدامة، كما أنه يعزز بناء مجتمعات أكثر شمولا، وبالتالي أكثر مرونة تكون قادرة على الاستفادة من أفكار وطاقة ومواهب أعضائها الإبداعية ".

ومشددة على ضرورة التصدي للتهديدات التي تواجه التسامح مثل الاتجاهات والخطاب الذي يدعو إلى الانعزالية، ومقولة إن العالم سيكون مكانا أفضل إذا عاش الشعب منعزلا، في "ثقافات نقية، آمنة من التأثير الخارجي"، أكدت بوكوفا:

"يجب علينا أن نتذكر الحقائق التاريخية، نتذكر كيف اختلطت الشعوب والهويات، مما أثمر عن ثقافات أكثر ثراء وأكثر تعقيدا مع هويات متعددة. ومن خلال شهادة حية من مواقع التراث العالمي، يمكن أن نظهر أنه ليست هناك ثقافة واحدة نمت في العزلة، وهذا التنوع هو مصدر قوة لا مصدر ضعف ".

وفي رسالتها، تحدثت المديرة العامة لليونسكو أيضا عن ازدياد المواقف العنصرية والتصنيف النمطي للأديان والثقافات. وشددت على أن التسامح ليس قبولا ساذجا أو سلبيا للاختلاف، مشيرة إلى أنه كفاح من أجل احترام الحقوق الأساسية.

وفي عام 1996 دعت الجمعية العامة الدول الأعضاء إلى الاحتفال باليوم الدولي للتسامح في 16 تشرين الثاني نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور. وجاء هذا الإجراء في أعقاب إعلان الجمعية العامة في عام 1993 بأن يكون عام 1995 سنة الأمم المتحدة للتسامح بناء على مبادرة من المؤتمر العام لليونسكو في 16 تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام، حيث اعتمدت الدول الأعضاء إعلان المبادئ المتعلقة بالتسامح و خطة عمل متابعة سنة الأمم المتحدة للتسامح.