منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: إنتاج الغذاء في سوريا عند أدنى مستوياته على الإطلاق

نساء في القامشلي، سوريا، يتحدثن مع موظف برنامج الأغذية العالمي في مركز لتوزيع الغذاء. المصدر: برنامج الأغذية العالمي / هبة انتي
نساء في القامشلي، سوريا، يتحدثن مع موظف برنامج الأغذية العالمي في مركز لتوزيع الغذاء. المصدر: برنامج الأغذية العالمي / هبة انتي

الأمم المتحدة: إنتاج الغذاء في سوريا عند أدنى مستوياته على الإطلاق

قالت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن سبعة ملايين شخص في سوريا لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وسط تدني إنتاج الغذاء إلى مستوى قياسي.

ويعرقل انعدام الأمن في أنحاء البلاد والظروف المناخية غير المواتية في بعض المناطق الوصول إلى الأراضي وإمدادات الزراعة والأسواق ويصعّبان أكثر من أي وقت مضى مهمة المزارعين في الحفاظ على سبل معيشتهم وتوفير الغذاء للبلاد التي يمزقها النزاع.

ووفقا للتقرير الأخير لبعثة تقييم المحاصيل والأمن الغذائي الذي أعدته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي، فإنه بعد خمس سنوات من النزاع في سوريا، فقد العديد من المزارعين القدرة على تحمل الوضع. كما أن ارتفاع الأسعار وندرة المدخلات الرئيسية مثل الأسمدة والحبوب يعني أنه لن يكون أمام المزارعين أي خيار سوى التخلي عن إنتاج الغذاء إذا لم يحصلوا على الدعم الفوري. ويرجح أن يكون لذلك تبعات خطيرة ليس فقط على الأمن الغذائي للأسر الزراعية، ولكن كذلك على توفر الأغذية في البلاد، وقد يؤدي في النهاية الى مزيد من عمليات النزوح.

ونظراً إلى أن الأزمة المستمرة والعقوبات المرتبطة بها أعاقت التجارة والأسواق، فقد أصبح الحصول على الحبوب والأسمدة والمعدات والوقود الضروري لتشغيل المضخات والجرارات الزراعية، محدوداً. وغالباً ما تكون المدخلات المتوفرة في الأسواق المحلية مرتفعة السعر بشكل مفرط كما أن جودتها مشكوك فيها.

وزاد نقص تساقط الأمطار وتدمير البنية التحتية للري الأمر سوءا بالنسبة للمزارعين الذي يحاولون مواصلة إنتاج الغذاء في ظل ظروف صعبة للغاية. وفي بعض الحالات دفع ذلك المزارعين إلى التحول من زراعة محاصيل قيّمة وذات قيمة غذائية عالية، إلى زراعة محاصيل أقل تغذية ولكن لا تحتاج إلى الكثير من المدخلات، مثل الشعير.

وفي الوقت ذاته أظهر التقرير فروقات كبيرة بين المحافظات من حيث إمكانية الوصول إلى الأراضي والمدخلات الزراعية – وهو مؤشر على فرص محتملة لتكثيف الدعم للمنتجين في المناطق التي يسهل الوصول إليها نسبياً.

وقال عبدالسلام ولد أحمد، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للفاو في الشرق الأدنى وشمال افريقيا: "اليوم نرى أن ما يقرب من 80% من الأسر في أنحاء سوريا تواجه صعوبات بسبب نقص الغذاء أو المال لشراء الغذاء – والوضع سيصبح أسوأ إذا ما فشلنا في دعم المزارعين ليتمكنوا من الحفاظ على أراضيهم وسبل عيشهم. وكانت الزراعة هي المصدر الرئيسي لعيش الأسر الريفية قبل الأزمة، وهي لا تزال تنتج إلى حد ما، إلا أنها تتعرض لضغوط وصلت إلى أقصاها، كما استنفد المزارعون قدراتهم على التحمل".

وبدوره أكد مهند هادي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا على أن "الأمن الغذائي لملايين الناس داخل سوريا يواصل التدهور حيث يصنف أكثر من سبعة ملايين شخص على أنهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي في أنحاء البلاد بعد أن استنفدوا مدخراتهم وأصبحوا غير قادرين على إطعام عائلاتهم".

وأضاف أن "برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو يعملان معا للاستثمار في مزيد من مشاريع سبل المعيشة في الزراعة باعتبار ذلك أكثر الطرق فعالية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي على المدى الطويل".

ووفقاً لآخر المسوحات الأسرية، يحتاج ما يقارب 9.4 مليون شخص في مختلف أنحاء سوريا إلى الحصول على المساعدات- بزيادة نحو 716 ألف شخص عن العدد في شهر أيلول سبتمبر من العام الماضي. والمحافظات التي تضم أكبر زيادة في عدد المحتاجين هي القنيطرة ودرعا ودمشق وإدلب وحلب.