منظور عالمي قصص إنسانية

2016 الأكثر احترارا على الإطلاق مع انبعاثات قياسية وذوبان الجليد في القطب الشمالي

في إقليم السند، باكستان، امرأة تحاول حماية ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات من الحرارة الشديدة. المصدر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / هيرا هاشمي
في إقليم السند، باكستان، امرأة تحاول حماية ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات من الحرارة الشديدة. المصدر: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / هيرا هاشمي

2016 الأكثر احترارا على الإطلاق مع انبعاثات قياسية وذوبان الجليد في القطب الشمالي

ذكرت الوكالة الأممية المعنية برصد الأحوال الجوية، أن عام 2016 سيكون الأحر قياسا بارتفاع درجات الحرارة في العالم بنحو 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مشيرة إلى أن ذلك يعود جزئيا إلى ظاهرة النينيو التي بدأت في أواخر العام الماضي.

ويعني استمرار هذا الاتجاه أن 16 من السبعة عشر عاما الأكثر احترارا على الإطلاق جاءت في هذا القرن. ويشار إلى أن درجات الحرارة ليست هي المؤشرات القياسية الوحيدة لتغير المناخ.

ففي نفس الوقت يستمر ارتفاع تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي لتصل إلى حدود جديدة، فيما يتقلص جليد البحر القطبي ليصل إلى مستويات منخفضة للغاية لا سيما في بداية هذا العام وفي تشرين الأول أكتوبر حيث تبدأ فترة التجمد. وشهد هذا العام أيضا ذوبانا كبيرا ومبكرا على غير العادة للغطاء الجليدي في غرينلاند.

وفي بيان صحفي، قال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتري تالاس إن درجات الحرارة في أجزاء من المنطقة القطبية الشمالية في روسيا سجلت ارتفاعا بلغ من 6 إلى 7 درجات مئوية فوق المتوسط ؛ فيما سجلت درجات الحرارة في المناطق القطبية وشبه القطبية الأخرى في جميع أنحاء روسيا وألاسكا وشمال غرب كندا ما لا يقل عن 3 درجات مئوية أعلى من المتوسط.

وتظهر نتائج المنظمة أن ارتفاع درجات الحرارة يبدو أكثر وضوحا في نصف الكرة الشمالي. أكثر من 90 في المائة من مساحات الأراضي في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية شهدت ارتفاع درجات الحرارة أكثر من درجة مئوية فوق المتوسط، على الرغم من أن معظم بلدان الجنوب الأفريقي والعديد من المناطق الأخرى في أنحاء نصف الكرة الجنوبي شهدت نفس الاتجاه.

وكانت درجات حرارة المحيطات أيضا فوق المعدل الطبيعي، مما ساهم في "تبييض" المرجان بشكل كبير، وحدوث خلل في النظام البيئي، بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم، الذي شهد تدمير 50 في المائة من الشعاب المرجانية في مناطق معينة. وكانت درجات الحرارة أقل من معدلاتها في المحيطات الجنوبية، وخاصة حول ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.

كما ارتفعت مستويات سطح البحر بنحو 15 ملم بين تشرين الثاني نوفمبر 2014وشباط فبراير 2016 - أي خمسة أضعاف نسبة اتجاه ما بعد عام 1993 والذي سجل ثلاثة إلى 3.5 ملم سنويا.

وأوضح تالاس قائلا "نظرا لتغير المناخ ارتفع معدل وقوع وتأثير الأحداث المتطرفة. موجات الحر والفيضانات أصبحت أكثر انتظاما. وزاد ارتفاع مستوى سطح البحر من هبوب العواصف المرتبطة بالأعاصير المدارية ".

وفي الواقع شهد عام 2016 تأثيرات كبيرة للظواهر الجوية المتطرفة، أبرزها إعصار ماثيو في تشرين الأول أكتوبر. وشهد العالم أيضا الأعاصير والفيضانات وموجات الجفاف والموجات الحارة الكبرى، والحرائق الأكثر ضررا في تاريخ كندا.

وتعمل المنظمة على تحسين مراقبتها لانبعاثات غازات الدفيئة ومساعدة البلدان على اتخاذ تدابير فعالة للحد منها.

وكجزء من المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، المنعقد حاليا في مراكش بالمغرب، نشرت المنظمة بيانا مبدئيا يتضمن للمرة الأولى، تقييما للآثار الإنسانية المترتبة على تغير المناخ، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى مداخلات من شركاء الأمم المتحدة. وسيتم نشر البيان الختامي في وقت مبكر من العام المقبل.

وربطت المنظمة الأحداث المتعلقة بالأحوال الجوية بالنتائج التي توصلت إليها المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والتي أظهرت نزوح 19.2 مليون شخص بسبب الطقس وقلة المياه والمناخ والأخطار الجيوفيزيائية في 113 دولة في عام 2015 ( ولم تتوفر بعد بيانات عام 2016). ويشكل هذا العدد أكثر من ضعف عدد النازحين بسبب الصراع المرتبط بالإنسان والعنف.