منظور عالمي قصص إنسانية

منظمة الصحة العالمية :تنفس الحياة: تلوث الهواء قاتل خفي..

تلوث الهواء في القاهرة، مصر. المصدر: البنك الدولي / كيم إيون يول
تلوث الهواء في القاهرة، مصر. المصدر: البنك الدولي / كيم إيون يول

منظمة الصحة العالمية :تنفس الحياة: تلوث الهواء قاتل خفي..

أطلقت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع تحالف المناخ والهواء النقي وبقيادة النرويج، حملة عالمية تحت عنوان "تنفس الحياة" لرفع مستوى الوعي حيال مخاطر تلوث الهواء على صحة الإنسان والكوكب، وذلك على هامش مؤتمر الموئل الثالث المنعقد حاليا في الإكوادور.

"تنفس الحياة" هي عبارة عن حملة عالمية تقوم بها منظمة الصحة العالمية وتحالف المناخ والهواء النظيف وتقودها حكومة النرويج. وتهدف إلى رفع مستوى الوعي حول المخاطر الصحية لملوثات المناخ قصيرة الأجل، التي تساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.

وبحسب الدكتور كارلوس دورا، منسق منظمة الصحة العالمية للصحة العامة والبيئية والمحددات الاجتماعية، فإن الحملة الجديدة تدعو إلى العمل في مجالات تبادل المعرفة بين المدن، وزيادة المراقبة ودعم الحلول وتثقيف الناس.

"نحن نطلق هذه الحملة العالمية من أجل تنشق هواء نقي في المدن. فالهواء النقي يرتبط مباشرة بصحة أفضل، ولكن أيضا بمناخ أفضل وبسياسات أفضل في المحيط الحضري. وللحصول على هواء نقي، نحتاج إلى سياسات مستدامة بما في ذلك في قطاع النقل والطاقة المستخدمة في المنزل وإدارة النفايات والزراعة الحضرية .. وفي الطاقة ككل."

وأوضح الدكتور كارلوس دورا الذي كان يتحدث إلى الزميلة لاورا جيلبرت على هامش مؤتمر الموئل الثالث المنعقد في العاصمة الإكوادورية كيتو، أن حملة "تنفس الحياة" تؤكد في الوقت نفسه على التدابير السياسية العملية التي يمكن للمدن تنفيذها (مثل سكن أفضل، والنقل، والنفايات، وأنظمة الطاقة) وعلى الإجراءات التي يمكن للناس القيام بها على الصعيد الشخصي أو المجتمعي (على سبيل المثال، وقف حرق النفايات، وتعزيز المساحات الخضراء والمشي / ركوب الدراجات) لتحسين نوعية الهواء الذي نتنشقه، مشيرا إلى تأثير الهواء الملوث الكبير على صحة الإنسان والكوكب.

"إلى الآن، أعتقد أن العالم ليس على دراية بخطورة تلوث الهواء على أمراض الأوعية الدموية، وبأنه سبب من أسباب الإصابة بالسكتات الدماغية وأمراض القلب والنوبات القلبية، بالإضافة طبعا إلى أمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة ونوبات الربو. فخلال السنوات العشر الأخيرة، ظهر كم هائل من المعلومات يؤكد كيف أن الجسيمات الصغيرة التي تدخل إلى الرئة ومجرى الدم تضخم وتؤدي إلى التهاب الأوعية الدموية وتتسبب في انسداد الأوعية والرئة، ما يشبه إلى حد كبير تأثير الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم."

وذكر الخبير بمنظمة الصحة أن تحسين نوعية السيارات، وإعطاء الأولوية لوسائل نقل عام نشطة ونظيفة، وكذلك اعتماد بدائل أكثر كفاءة للمواقد ووقود الطبخ، والإضاءة والتدفئة، هي من بين الإجراءات التي يمكن أن تنقذ الأرواح وتساعد في إنقاذ كوكب الأرض، مشيرا إلى أن عددا هائلا من الدول والمجتمعات مازال يلجأ إلى الفحم أو الكيروسين لإنتاج الطاقة.

"هناك ثلاثة مليارات شخص عبر العالم مازالوا يستخدمون تلك الأنواع غير النظيفة من الوقود في المنزل. هم في الغالب يعيشون في أفريقيا وآسيا، ولكن حتى في دول ذات اقتصاد قوي مثل الهند التي أصبحت إحدى القوى الاقتصادية العالمية. وهناك أربعة ملايين شخص يستخدمون الكيروسين للإضاءة -- هناك برامج بديلة مثل الإضاءة الشمسية وهي حلول رخيصة وفعالة."

وتشير التقديرات إلى أن مجموعة من الإجراءات للحد من الملوثات يمكن أن تقلل من عدد الوفيات السنوي الناتج عن تلوث الهواء. إذ ترتبط حوالي 3 ملايين حالة وفاة سنويا بالتعرض لتلوث الهواء الخارجي. كما أن تلوث الهواء في الأماكن المغلقة يمكن أن يكون قاتلا بنفس المستوى. ففي عام 2012، ما يصل إلى 6 ملايين ونصف مليون حالة وفاة (11.6٪ من مجموع الوفيات في العالم) كانت مرتبطة بتلوث الهواء الداخلي والخارجي معا.

وفي هذا السياق تعمل منظمة الصحة العالمية وتحالف المناخ والهواء النظيف بقيادة النرويج، من خلال حملة "تنفس الحياة"، على نشر الوعي وإشراك الناس في عملية تنقية الهواء وتحسين صحة الإنسان.