منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب الدخول في صراع عنيف آخر بين الإسرائيليين والفلسطينيين

نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط. المصدر: الأمم المتحدة / لوي فيليبي
نيكولاي ملادينوف، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط. المصدر: الأمم المتحدة / لوي فيليبي

الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب الدخول في صراع عنيف آخر بين الإسرائيليين والفلسطينيين

حذر نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط من تصاعد التوتر في قطاع غزة، في ظل استمرار الإغلاق والحصار.

وقال في جلسة مداولات مفتوحة في مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تليفزيونية من القدس، "لمن يعتقدون أن سكان غزة يمكن أن يعاقبوا بالإغلاق أو بفرض قيود على دخول مواد البناء الضرورية للاقتصاد، يجب أن يعرفوا أن درجة (التوتر) في غزة ترتفع. اسمحوا لي بأن أكون واضحا للغاية، إلى أولئك الذين يشيدون الأنفاق ويطلقون الصواريخ ويهربون المواد العسكرية ويتربحون من السوق السوداء أو يسعون لخلق المواجهات، إن أعمالهم خطيرة وغير مسؤولة. إنهم يسرقون من شعبهم ويخاطرون بحياة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء."

وشدد ملادينوف على ضرورة التزام الحذر، وتجنب الدخول في صراع عنيف آخر في وقت تحتاج فيه القوى المعتدلة في المنطقة إلى الاتحاد والتصدي للتشدد.

وفي إفادته لأعضاء مجلس الأمن قال ملادينوف إن الاهتمام الدولي بقضية فلسطين ربما يكون قد تراجع بسبب المآسي في سوريا وغيرها بمنطقة الشرق الأوسط، ولكنه شدد على ضرورة عدم السماح بأن تكون تلك القضية مشكلة ثانوية.

وقال إن الصراع يتسم باستمرار الإعلان عن القيام بأنشطة استيطانية، واندلاع العنف والإرهاب، وغياب الرؤية القيادية.

"إن عدم القدرة على رؤية ما أبعد من الأفق، واستيعاب مزايا حل الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين الذي يلبي التطلعات الوطنية للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، كل ذلك يعد خسارة تاريخية للمنطقة بأكملها."

ويرى ملادينوف أن عدم إحراز التقدم أدى إلى تصاعد الغضب والإحباط بين الفلسطينيين، وخيبة الأمل لدى الإسرائيليين، كما عزز المتشددين وأضعف المعتدلين على الجانبين.

وأشار المنسق الخاص إلى الحادثة التي وقعت في التاسع من الشهر الحالي عندما فتح فلسطيني النار على إسرائيليين مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ستة بجراح في القدس الشرقية المحتلة.

واستنكر نيكولاي ملادينوف قيام حماس، وغيرها، بتبرير وتمجيد الهجوم ومرتكبه. وقال إن هذه الحادثة المأساوية تؤكد حقيقة أن إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال لن يتحققا من خلال العنف بل عبر التفاوض.

وأشار ملادينوف أيضا إلى حوادث أخرى أثناء اشتباكات في القدس الشرقية، حيث قتل شاب فلسطيني في العشرين من عمره برصاص قوات الأمن الإسرائيلية. وفي حادثة منفصلة أطلق حراس الأمن النيران على ساقي طفلة في الثانية عشرة من عمرها أثناء اقترابها من نقطة تفتيش.

وفيما تطرق ملادينوف إلى استمرار النشاط الاستيطاني، قال: "مرة أخرى أجدد التأكيد على موقف الأمين العام المتمثل في أن المستوطنات غير قانونية وفق القانون الدولي."

وتحدث نيكولاي ملادينوف عن الوضع المتعلق بالانتخابات الفلسطينية، وقال إن الفلسطينيين غير قادرين على ممارسة حقوقهم الديمقراطية بعد تأجيل الانتخابات في الضفة الغربية وغزة.

ثم تحدث عن الوضع في غزة وزيارته للقطاع الأسبوع الماضي، حيث رأى المخازن فارغة من مواد البناء. وأشار إلى تباطؤ عملية إعادة الإعمار بسبب القيود المفروضة على الواردات.

وتحدث أيضا عن التقديرات الأخيرة التي تشير إلى إطلاق نحو 16 ألف صاروخ وقذيفة هاون من غزة على إسرائيل خلال العقد الماضي.

وأكد ملادينوف على موقف اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط بشأن ضرورة إنهاء الأنشطة العسكرية في قطاع غزة.

ولكنه قال إن تهديد المسلحين في غزة، يجب ألا يكون ذريعة لقيام إسرائيل بإلحاق الضرر بشكل عشوائي بالمدنيين في غزة.

وشدد على ضرورة وقف الحلقة المفرغة من الصراع في غزة، وقال إن حدوث ذلك يتطلب عودة السيطرة على غزة إلى حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الملتزمة بمبادئ منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد ضرورة رفع الإغلاقات المفروضة على القطاع، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 1860. وقال إن الفلسطينيين والإسرائيليين يستحقون عيش حياة طبيعية بحرية وأمن، تكفل فيها حقوقهم.

وتحدث ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن حجم الاحتياجات الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وتضرر جميع السكان تقريبا بما يعرف بأزمة الحماية.

"الفقر والبطالة دفعا أكثر من الأسر إلى مواجهة انعدام الأمن الغذائي. نصف مليون تلميذ يحتاجون مساعدة إنسانية للحصول على التعليم الجيد، وحوالي مليون شخص يحتاجون تدخلات صحية وتغذوية. بشكل عام حوالي نصف جميع الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، أي 2.3 مليون من 4.8 مليون شخص، بحاجة عاجلة إلى المساعدة الإنسانية."

وأضاف أوبراين أن الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة تنبع من نحو عشر سنوات من الإغلاقات والقيود المفروضة من قبل إسرائيل عقب سيطرة حماس على القطاع بالقوة العسكرية، وفاقمها جولات الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل، والانقسامات السياسية الفلسطينية، وإغلاق مصر شبه الكامل للمعبر الحدودي مع غزة.

وقال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن الشح في الكهرباء يعرض الأرواح للخطر في المنشآت الطبية التي تعمل في ظروف صعبة بدون توفر ما يلزم من المعدات والدواء والموظفين الأكفاء.

وتطرق أوبراين إلى الأوضاع في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقال إن عدد المباني التي هدمت هذا العام تبلغ 958، بزيادة 75% عما تم هدمه خلال عام 2015 بأسره. وذكر أن معظم عمليات الهدم أرجعت إلى عدم الحصول على التراخيص.