منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة ـ القضاء على "جميع أشكال" الفقر يعني إنهاء شعور الفقراء بالمهانة والإقصاء

الغداء في  مدرسة ابتدائية في شمال كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المصدر: الأمم المتحدة / إسكندرديبيبى
الغداء في مدرسة ابتدائية في شمال كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المصدر: الأمم المتحدة / إسكندرديبيبى

الأمم المتحدة ـ القضاء على "جميع أشكال" الفقر يعني إنهاء شعور الفقراء بالمهانة والإقصاء

قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم، إن الفقر هو سبب للتهميش والإقصاء الاجتماعي ونتيجة لهما في آن معا، مؤكدا "أننا ولكي نَفيَ بوعد خطة عام 2030 ألا يُترك أي أحد خلف الركب، فإن علينا أن نتصدى للمهانة التي يتجرع كأسها الفقراء وللإقصاء الذي يتعرضون له".

وفي رسالته بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر أشار الأمين العام إلى أن خطة التنمية المستدامة لعام 2030 قد شارفت على نهاية العام الأول من بداية تنفيذها. وهذه الخطة بأهدافها السبعة عشر هي عبارة عن رؤية عالمية لتحقيق السلام والرخاء والكرامة لجميع البشر فوق كوكب سليم. ولا يمكن تصور بلوغ هذا الهدف دون تحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة ألا وهو القضاء على الفقر بجميع مظاهره. وأضاف، "غير أن الفقر لا يقاس بقلة الدخل فحسب، وإنما يتجلى في قلة الاستفادة من الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية، كما يتجلى، في الأغلب الأعم، في الحرمان من حقوق الإنسان الأساسية الأخرى أو انتهاكها." وتابع قائلا إن "الشعور بالمهانة والإقصاء هو من العوامل القوية المسببة للقلاقل الاجتماعية بل إنه، في الحالات القصيّة، سبب التطرف العنيف الذي يبتلي بقاعا عديدة من عالمنا. لكن الأشخاص الذين يعانون الفقر يواجهون هاتين الآفتين الاجتماعيتين في معظم الحالات، برباطة الجأش وهم يكدّون من أجل إخراج أنفسهم من واقع الهوان الذي يعيشونه في حياتهم اليومية."ومشيرا إلى الشعار الذي اختير للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام، "الخروج من دائرة المهانة والإقصاء إلى أفق المشاركة: القضاء على الفقر بجميع مظاهره"، أكد الأمين العام على أهمية تحطيم جدران الفقر والإقصاء التي تطوق حياة العديد من الأشخاص في كل منطقة من مناطق العالم. وكذلك بناء مجتمعات تحتضن الجميع وتشجع مشاركة الجميع، والإصغاء لأصوات كل من يقاسي الفقر. ويرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى 17 تشرين الأول/أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على مائة ألف شخص تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وقد أعلنوا أن الفقر يُشكل انتهاكا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق. وقد نُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رُفع عنه الستار ذلك اليوم. ومنذئذ، يتجمع كل عام في السابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم. وقد رفع الستار عن نماذج للنصب التذكاري في شتى أرجاء العالم، حيث تمثل تلك النماذج نقطة تجمع للاحتفال بذلك اليوم. وهناك واحد من تلك النماذج في حديقة مقر الأمم المتحدة وهو موقع الاحتفال السنوي بهذه الذكرى الذي تنظمه الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.وفي رسالتها بمناسبة اليوم، قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو "الفقر هو نقص في المال، إلا أنه لا يقتصر على المال". وأضافت أن الوصول إلى فهم أفضل للعلاقات بين الدخل وأبعاد الفقر الأخرى يمكن أن يساعد على تمكين الناس الذين يعيشون في فقر، كعوامل للتغيير.وأكدت المديرة العامة لليونسكو على صعوبة هدف القضاء على الفقر في جميع أشكاله بحلول عام 2030 إلا أن ذلك يمكن تحقيقه. "إن مفتاح النجاح يكمن في الإرادة السياسية، مدفوعا بمعرفة وطيدة للأسباب والآليات والنتائج المترتبة على الفقر".وأكدت السيدة بوكوفا أن اليونسكو تقف مع مبدأ العدالة الاجتماعية داخل المجتمعات، لأن القضاء على الفقر ليس مجرد مساعدة الفقراء، ولكن أيضا إعطاء الجميع فرصة للعيش بكرامة.