منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: دمار كامل لبعض المجتمعات المحلية في هايتي في أعقاب إعصار ماثيو

تسبب إعصار ماثيو بمئات الإصابات والأضرار المادية في هايتي.
تسبب إعصار ماثيو بمئات الإصابات والأضرار المادية في هايتي.

الأمم المتحدة: دمار كامل لبعض المجتمعات المحلية في هايتي في أعقاب إعصار ماثيو

في أعقاب إعصار ماثيو الذي ضرب هايتي، نشرت وكالات الأمم المتحدة اليوم الجمعة تحديثا حول مدى نطاق وعواقب هذه الظاهرة المناخية، وطبيعة استجابتها لاسيما في مجال الصحة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن بعض المجتمعات المحلية في جنوب هايتي قد دمرت تماما نتيجة الإعصار الذي اجتاح البلاد يوم الثلاثاء.

وأكد ذلك إنزو دي تارنتو، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في هايتي، الذي تحدث هاتفيا لإذاعة الأمم المتحدة من هناك، أن "هناك الكثير من المعاناة والمشقة. بعض المجتمعات دمرت تقريبا بالكامل بسبب قوة الرياح، وبالتالي تأثرت الملاجئ والبنية التحتية العامة والمدارس والمستشفيات. كان هناك ضرر كبير لأنظمة التحكم الكهربائية والمائية."

وتشير التقديرات الحكومية إلى أن عدد القتلى بسبب الإعصار حتى الآن قد وصل إلى 271 شخصا كما فقد ستون ألفا منازلهم.

وتضرر نحو 1.2 مليون شخص، فيما يحتاج 350 ألف شخص لمساعدة إنسانية فورية ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد مع ورود مزيد من المعلومات من فرق الإغاثة على الأرض.

وفي مؤتمر صحفي بجنيف قال كريستوف بوليارك المتحدث باسم اليونيسف، "إن الأطفال خاصة يبقون الأكثر عرضة للمخاطر الناجمة عن الإعصار، وتقدر اليونيسف أن هناك حوالي نصف مليون طفل يعيشون في المناطق الأكثر تضررا من إعصار ماثيو. دمار البنية التحتية يمنعنا من إجراء تقييم كامل. نعتقد أن نحو 175 مدرسة على الأقل قد تعرضت لأضرار جسيمة ويستخدم ما لا يقل عن 150 مدرسة في جميع أنحاء البلاد كملاجئ. الأولويات الآن، خاصة بالنسبة للأطفال، هي في الأساس ضمان الحصول على مياه شرب وصرف صحي سليم، فكما تعلمون فإن الأطفال عرضة بشكل خاص للإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه."

وأعلنت منظمتا الصحة العالمية والصحة العالمية للبلدان الأمريكية (الباهو) نشر فرق ميدانية في المناطق المتضررة من إعصار ماثيو الاستوائي في هايتي وجزر البهاما وكوبا وجامايكا.

وتخشى المنظمتان الدوليتان من احتمال تصاعد وباء الكوليرا في هايتي مع انتشار المياه في الجزء الجنوبي من البلاد نتيجة الفيضانات التي صاحبت الإعصار.

وفي هذا الشأن، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة شايب، إنه فيما لا يزال تقييم الأضرار الناجمة عن الإعصار جاريا، فإن المنظمة على أهبة الاستعداد للتصدي للكوليرا، "نحن نستعد لاحتمال تصاعد الكوليرا في هايتي، وربما تعرفون فحتى عام 2016 كان هناك أكثر من 28500 حالة إصابة بالكوليرا بالفعل. ليس لدينا كل المعلومات، لأننا لم ننته بعد من إجراء التقييمات، كما أن موسم الأمطار لم يبدأ بعد وسيستمر حتى أوائل عام 2017. من المرجح ألا تسجل حالات الكوليرا على الفور. مثلها مثل جميع الأمراض الأخرى التي تنتقل عبر المياه، فإن ذلك سيأخذ عدة أسابيع ليتم تسجيلها، ولهذا فقد بادرت منظمة الصحة العالمية بإرسال الفريق مسبقا لتكون قادرة على الكشف بسرعة عن الحالات الأولى ومعرفة موقعها بالضبط حتى تتكمن من منع انتشارها لمناطق أخرى."

ومن جانبها قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ماثيو كان إعصارا كبيرا جدا ولن يتلاشى على مدى اليومين المقبلين، فبعد هايتي ذهب إلى كوبا وجزر البهاما ويتوجه الآن نحو فلوريدا وجورجيا وساوث كارولينا.

نوليس كلاير المتحدثة باسم المنظمة، قالت في مؤتمر صحفي بجنيف إن السلطات الأميركية تقارن هذا الإعصار بإعصار أندرو الذي ضرب فلوريدا عام 1992 وألحق بها دمارا كبيرا.

"الأمر الخطير في هذا الإعصار هو أنه بناء على المسار الحالي للإعصار، فإن ماثيو لن يضرب الأرض مباشرة ثم يبتعد، ولكنه سيعانق الساحل الشرقي للولايات المتحدة لعدة أيام، مما سيزيد من احتمال حدوث فيضانات مع هطول الأمطار الغزيرة جدا وقوة العواصف وبقائه لفترة أطول."