منظور عالمي قصص إنسانية

الاستثمار في النماء أثناء الطفولة المبكرة أمر حاسم لمساعدة مزيد من الأطفال والمجتمعات المحلية على الازدهار

المصدر: اليونيسف / جاناتول  ماوا
المصدر: اليونيسف / جاناتول ماوا

الاستثمار في النماء أثناء الطفولة المبكرة أمر حاسم لمساعدة مزيد من الأطفال والمجتمعات المحلية على الازدهار

يُقدّر أن 43 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (أي 249 مليون طفل)، معرضون لخطر ضعف النماء بسبب الفقر المدقع وتوقّف النمو، وذلك وفقاً لنتائج سلسلة أبحاث جديدة صدرت في المجلة العلمية ’لانسيت‘ بعنوان "الدفع بالنماء في الطفولة المبكرة: من العلم إلى الارتقاء بحجم الخدمات".

وتكشف هذه السلسلة أن التدخلات المعنية بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة والتي تعزز رعاية التنشئة – من قبيل الصحة، والتغذية، والرعاية المتجاوبة، والأمن والسلامة، والتعليم المبكر – قد تكلّف مبلغاً زهيداً يبلغ 50 سنتاً أمريكياً لكل طفل سنويا، وذلك عند إدماجها مع الخدمات القائمة من قبيل خدمات الصحة. وقد ساهم كل من منظمة الصحة العالمية، والبنك الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في إجراء هذه الأبحاث وتوجيهها.

وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، "الاستثمار في الأطفال الصغار هو مسألة أخلاقية واقتصادية واجتماعية حتمية. و قد وفرت الأهداف الإنمائية المستدامة رؤية واعدة لصحة الأطفال والمراهقين، ولكن هناك حاجة إلى الإرادة السياسية والاستثمار في الطفولة المبكرة لضمان تحقيق الأهداف الطموحة ".

وأضافت، "تنمية الطفولة المبكرة لا تقتصر فائدتها على أطفال اليوم، ولكن سيكون لها تأثير مباشر على استقرار وازدهار الدول في المستقبل".

ويؤكد الباحثون على الدور القوي لقطاع الصحة في توفير نقاط دخول للتدخلات المعنية بالطفولة المبكرة – خصوصاً لدعم رعاية التنشئة. إن قدرة هذا القطاع على الوصول إلى النساء والأطفال خلال المرحة الحاسمة من ابتداء الحمل وحتى الطفولة المبكرة، تمثل فرصة لإدماج التدخلات منخفضة الكلفة، من قبيل برنامج ’الرعاية لنماء الأطفال‘ وبرنامج ’ارتق وتعلم‘ اللذين تديرهما منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في خدمات الصحة والتغذية الحالية المقدمة للأمهات والأطفال. وقد أثبت هذان البرنامجان أنهما يساعدان في تحسين نوعية رعاية التنشئة والنماء العام لصغار الأطفال، وفي الوقت نفسه يوليان اهتماماً لرفاه مقدمي الرعاية.

وقال أنتوني ليك، المدير التنفيذي لليونيسف، "يدلنا العلم على أن البيولوجيا لا تشكل مصير الإنسان – وأن ما يمر به الأطفال في الأيام والسنوات الأولى من أعمارهم يشكل مستقبلهم ويحدده. ويجب علينا أن نحوّل هذا العلم إلى جرس إنذار – إذ إن نماء ملايين الأطفال معرّض لخطر محدِق. ويواجه 43 في المائة من الأطفال في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حالياً الخطر.

ويقترح المعدون العديد من الطرق يمكن للمجتمع الدولي تطويرها لدعم خدمات تنمية الطفولة المبكرة، بما في ذلك تشجيع اعتماد وتنفيذ سياسات لخلق بيئات داعمة للأسر لتوفير الرعاية السليمة للأطفال الصغار. وكذلك تعزيز التنسيق وبناء القدرات لتعزيز تنمية الطفولة المبكرة من خلال خدمات الصحة والتغذية والتعليم وحماية الطفل، القائمة. وتعزيز المقاييس وضمان مساءلة خدمات تنمية مرحلة الطفولة المبكرة.

وسوف يتم إطلاق سلسلة تنمية الطفولة المبكرة اليوم في واشنطن العاصمة، قبيل اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوي للبنك الدولي.