منظور عالمي قصص إنسانية

385 مليون طفل تقريبا يعيشون في فقر مدقع، حسبما ما توصلت إليه دراسة مشتركة لمجموعة البنك الدولي واليونيسف

يستضيف موقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين أكثر من 30،000 نازح في مدينة واو بجنوب السودان. المصدر: اليونيسيف / UN027534 / اوهانيسيان
يستضيف موقع الأمم المتحدة لحماية المدنيين أكثر من 30،000 نازح في مدينة واو بجنوب السودان. المصدر: اليونيسيف / UN027534 / اوهانيسيان

385 مليون طفل تقريبا يعيشون في فقر مدقع، حسبما ما توصلت إليه دراسة مشتركة لمجموعة البنك الدولي واليونيسف

أظهر تقرير صدر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، والبنك الدولي أن نحو 385 مليون طفل حول العالم يعيشون في فقر مدقع. وذكر التقرير أن الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا ولا سيما الهند هم الأسوأ حالا.

وأشار التقرير إلى أن ما يُقدّر بـ 19.5في المئة من الأطفال في الدول النامية عاشوا في أسر يبلغ متوسط دخلها 1.90 دولار فقط للشخص في اليوم، في عام 2013.

وقال أنتوني ليك المدير التنفيذي لـليونيسف في بيان صحفي "ليس من المرجح فقط أن يعيش الأطفال في فقر مدقع، ولكن آثار الفقر على الأطفال هي الأكثر تدميراً، مضيفاً أنهم الأسوأ حالاً، والأطفال الأصغر سناً هم الأسوأ حالاً؛ لأن الحرمان الذي يعانون منه يؤثر على تنمية أجسامهم وعقولهم."

وأشار ليك إلى "أنه لأمر صادم أن نرى جميع الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وواحدا من كل خمسة أطفال في الدول النامية يشبون في فقر مدقع."

أطفال يجمعون القمامة في لاهور، بولاية البنجاب، باكستان. المصدر: اليونيسيف / مارتا راموندا

ويتعرض الأطفال بشكل غير متناسب لآثار الفقر، كما أنهم يشكلون حوالي ثلث السكان الذين شملتهم الدراسة، ونصف من يعانون من الفقر المدقع.

ويأتي هذا التحليل الجديد في أعقاب صدور دراسة رائدة جديدة لمجموعة البنك الدولي تحت عنوان "الفقر والرخاء الاقتصادي 2016: التصدي لعدم المساواة" والتي وجدت أن نحو 767 مليون شخص على مستوى العالم عاشوا على أقل من 1.90 دولار يوميا في عام 2013، نصفهم تقل أعمارهم عن 18 عاما.

ومن جانبها قالت آنا رافينجا، من مجموعة البنك الدولي، " يشير عدد الأطفال الذين يعانون من الفقر المدقع إلى حاجة حقيقية للاستثمار خاصة في السنوات الأولى في خدمات مثل رعاية ما قبل الولادة للأمهات الحوامل، وبرامج تنمية الطفولة المبكرة، وجودة التعليم، والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي الجيد، والرعاية الصحية الشاملة. تحسين هذه الخدمات، وضمان حصول أطفال اليوم على فرص عمل نوعية عندما يحين الوقت، هو السبيل الوحيد للخروج من دائرة الفقر."

واستندت الدراسة إلى بيانات من 89 دولة لإعداد تقييمها الوارد في هذا التقرير.

وتدعو اليونيسيف ومجموعة البنك الدولي الحكومات إلى قياس فقر الأطفال على المستوى الوطني ودون الوطني بشكل روتيني، والتركيز على الأطفال في خطط الحد من الفقر الوطنية كجزء من الجهود المبذولة لإنهاء الفقر المدقع بحلول عام 2030.

كما يدعو التقرير إلى تعزيز نظم الحماية الاجتماعية التي تراعي احتياجات الطفل، بما في ذلك برامج التحويلات النقدية التي تساعد بشكل مباشر الأسر الفقيرة على دفع تكاليف الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأخرى التي تحمي الأطفال من آثار الفقر وتعمل على تحسين فرصهم في كسر دورة الفقر في حياتهم.

وينبغي أيضا على الحكومات، وفقا للتقرير، إيلاء الأولويات للاستثمار في التعليم، والصحة، والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والبنية التحتية التي تعود بالنفع على الأطفال الأشد فقرا، وكذلك تلك التي تساعد على منع الناس من الوقوع مرة أخرى في براثن الفقر بعد النكسات مثل الجفاف والمرض أو عدم الاستقرار الاقتصادي.