منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام يؤكد أن مشاعر التهميش وخيبة الأمل في عملية السلام بمالي يمكن أن تخلق أرضية خصبة للمخربين

قوات حفظ سلام سنغالية  في مالي. المصدر: الأمم المتحدة / ماركو دورمينو
قوات حفظ سلام سنغالية في مالي. المصدر: الأمم المتحدة / ماركو دورمينو

الأمين العام يؤكد أن مشاعر التهميش وخيبة الأمل في عملية السلام بمالي يمكن أن تخلق أرضية خصبة للمخربين

في اجتماع وزاري بمقر الأمم المتحدة بشأن تنفيذ اتفاقية السلام والمصالحة في مالي، دعا الأمين العام بان كي مون الجماعات المسلحة إلى وقف المواجهات، كما طالب جميع الأطراف بوضع مصالحها قصيرة الأمد جانبا، وتنفيذ اتفاق السلام.

وقال "نحن نعمل معا، ممثلي الخاص والممثل السامي للرئيس كيتا، والجزائر، لنزع فتيل التوتر."

وشدد على أهمية ذلك الأمر بالنسبة لشركاء مالي، بما في ذلك بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، مينوسما، من أجل تحقيق الاستقرار الدائم والسلام للمجتمعات في كيدال، وغاو، وتمبكتو، وخارجها.

وقال "أنا أعول على حنكة الرئيس كيتا لتوليد قوة دفع جديدة واقتراح معايير وجداول زمنية واضحة لتنفيذ الاتفاق العام الشامل على وجه السرعة."

وذكر الأمين العام أن الطرفين اتفقا على مسار للمضي قدما لإنشاء الإدارات المؤقتة، مشيرا إلى أن هناك أسسا لتجميع المقاتلين ونقل المؤسسات الأمنية، وأن السبيل ممهد لتعزيز سيادة القانون والخدمات الأساسية.

وأضاف "على مدى العام الماضي، كان لدينا اتفاق تاريخي للسلام والمصالحة في مالي، فيما دخلت مينوسما عامها الثالث. وقد ساعد ذلك في دفع عجلة التقدم. إلا أن التقدم الذي أحرز ما زال هشا حيث اندلعت المواجهات والانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، في الشهر الماضي بين الأطراف الموقعة في كيدال، وتجددت المواجهات في الأسبوع الماضي."

وأعرب عن قلقه إزاء ما أسماه "مصادر جديدة من عدم الاستقرار في مالي، وأثر الإرهاب على الحياة المدنية، وحالات كثيرة من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، مشددا على أنه يتعين على كافة الأطراف أن تمتثل امتثالا تاما لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك خلال عمليات مكافحة الإرهاب. إن انتهاكات حقوق الإنسان تخدم الإرهابيين."

وأضاف أن "مشاعر التهميش وخيبة الأمل في عملية السلام يمكن أن تولد الاستياء وتخلق أرضية خصبة للمخربين."

ودعا إلى إشراك الجميع في الحوارات التي ستشكل المؤسسات في مالي. "ينبغي مشاركة شرائح المجتمع، بما في ذلك النساء والشباب وجماعات المعارضة والقيادات الدينية والمجتمعية. وآمل أن يعكس " مؤتمر الوفاق الوطني" روح المشاركة هذه للفئات المعنية."

وأوضح أن انعدام الأمن يعيق الوصول إلى ما يقرب من نصف مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الغذائية العاجلة، و180 ألف طفل يواجهون سوء التغذية الحاد.

وأشار إلى أن مجلس الأمن عزز ولاية مينوسما لضمان قدرتها على دعم تنفيذ اتفاق السلام وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وحماية المدنيين. وأبرز دور البعثة في

المساعدة في استقرار المناطق التي تنشط فيها الأعمال الإرهابية والشبكات الإجرامية، وحيث تواجه القوات الأممية تهديدا من أخطار المتفجرات.

وقال إنه في هذه البيئة الخطرة، لا تزال البعثة تعاني من نقص في مجال قدراتها الرئيسية، وحث الدول الأعضاء على المساعدة بشكل عاجل في تعزيز البعثة.

كما دعا الدول في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل أيضا إلى القيام بدورها في معالجة عدم الاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون عبر الحدود من خلال المبادرات التي يقودها الاتحاد الأفريقي، والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والمجموعة الخماسية لمنطقة الساحل، وغيرهم.