منظور عالمي قصص إنسانية

أوباما: روسيا تحاول استعادة المجد الضائع – ولا حل غير الديبلوماسية لأزمة سوريا

الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المناقشة العامة للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة. المصدر: الأمم المتحدة / مانويل الياس
الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المناقشة العامة للدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة. المصدر: الأمم المتحدة / مانويل الياس

أوباما: روسيا تحاول استعادة المجد الضائع – ولا حل غير الديبلوماسية لأزمة سوريا

بعد ربع قرن على انتهاء الحرب الباردة، أصبح العالم أقل عنفا وأكثر ازدهارا من أي وقت مضى. غير أن مجتمعاتنا مازالت تمتلئ بعدم اليقين وعدم الارتياح والفتنة. كما أن الناس فقدوا الثقة بالمؤسسات، وأصبح الحكم أكثر صعوبة.

هذا بحسب الرئيس الأميركي باراك أوباما في آخر مشاركة له قبل انتهاء ولايته، في المداولات السنوية التي تعقدها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ودعا أوباما إلى رفض أي شكل من أشكال الأصولية أو العنصرية أو تفوق المعتقد العرقي الذي يجعل من غير الممكن لهوياتنا التقليدية أن تتوافق مع الحداثة.

"نرى المجتمعات الليبرالية تعبر عن المعارضة عندما تختار المرأة أن تغطي نفسها. نرى مظاهرات في رد على صحف غربية رسمت كاريكاتيرا عن النبي محمد. في عالم تخطى زمن الإمبراطوريات، نرى روسيا تحاول استعادة المجد الضائع بالقوة. وفي أوروبا والولايات المتحدة نرى الناس يتصارعون بقلق حول الهجرة والتغير الديموغرافي ويشيرون إلى أن الناس الذين يبدو مظهرهم مختلفا يفسدون طبيعة بلادنا."

وفي هذا السياق دعا الرئيس الأمريكي إلى فهم طبيعة الصراعات الدائرة ودعا المجتمع الدولي إلى العمل مع هؤلاء الذين يسعون إلى البناء بدلا من أولئك الذين يسعون إلى التدمير.

وأوضح قائلا: "هناك عنصر عسكري لهذا الأمر. يعني أن نكون متحدين وصارمين في تدمير شبكات مثل تنظيم داعش الذي لا يبدي أي احترام لحياة الإنسان. لكن ذلك يعني أيضا أنه في مكان مثل سوريا حيث لن يتحقق أي نصر عسكري في نهاية المطاف، يجب علينا متابعة العمل الدبلوماسي الشاق الذي يهدف إلى وقف العنف وإيصال المساعدات للمحتاجين ودعم أولئك الذين يسعون إلى حل سياسي والذين يعتقدون بأن الذين لا يشبهونهم يستحقون الكرامة والاحترام."

وعبر الصراعات الإقليمية، تابع أوباما، يجب أن نشدد على احترام الإنسانية المشتركة، وقال إلى حين الإجابة على الأسئلة البديهية التي تحدد كيفية تعايش المجتمعات، فإن شعلة العنصرية ستستمر في الشرق الأوسط وسيتم تصديرها إلى الخارج، مؤكدا في هذا الإطار أن "بناء جدار" لن يحد من تأثير التطرف على مجتمعاتنا.

"وما هو صحيح بالنسبة للشرق الأوسط هو صحيح بالنسبة لنا جميعا. فبالتأكيد، يمكننا الحفاظ على التقاليد الدينية فيما ندرّس أبناءنا العلوم والرياضيات بدلا من عدم التسامح. بالتأكيد،يمكننا الحافظ على تقاليدنا الفريدة فيما نعطي النساء دورهن الكامل والشرعي في سياسات واقتصادات الأمم. بالتأكيد، يمكننا حشد دولنا نحو التضامن فيما نقر بالمعاملة المتساوية لجميع المجتمعات- سواء كانت أقليات دينية في ميانمار أو أقليات إثنية في بوروندي، أو أقليات عرقية هنا في أمريكا. وبالتأكيد، سيكون الإسرائيليون والفلسطينيون أفضل حالا إذا نبذ الفلسطينيون التحريض واعترفوا بشرعية الدولة اليهودية، وإذا أدركت إسرائيل أنها لا يمكن أن تحتل الأراضي الفلسطينية وتستوطن فيها بشكل دائم."