منظور عالمي قصص إنسانية

أوبراين: "مخاوف الأردن الأمنية مشروعة جدا" ونحن هنا لإيجاد أفضل السبل لمساعدة العالقين على الحدود

وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن اوبراين (اليمين)، خلال زيارة إلى شمال الأردن. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية
وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن اوبراين (اليمين)، خلال زيارة إلى شمال الأردن. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية

أوبراين: "مخاوف الأردن الأمنية مشروعة جدا" ونحن هنا لإيجاد أفضل السبل لمساعدة العالقين على الحدود

عرب ستيفين أوبرين، وكيل شؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، عن قلقه البالغ من الظروف الوخيمة التي يعاني منها أكثر من 70 ألف لاجئ سوري محاصرين منذ شهور على الحدود مع الأردن.

وأضاف في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة أن قرار الحكومة الأردنية بإغلاق المنطقة نابع عن "مخاوف أمنية مشروعة جدا" خاصة بعد التفجير الانتحاري الذي تعرض له البلد في 21 من حزيران/يونيو والذي تبناه داعش وأدى إلى مقتل سبعة جنود في المنطقة الصحراوية.إذاعة الأمم المتحدة: أنت في الأردن في زيارة لمدة ثلاثة أيام. اليوم رأيت السوريين الذين تقطعت بهم السبل في الساتر الرملي على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة. أريد أن أبدأ من هناك. ما الذي رأيته على أرض الواقع؟ كيف تصف حالتهم؟ستيفين أوبراين: عليك أن تتخيلي، أن الساتر هو مثل جبل رملي وأرض جافة جدا تمتد لأميال. إنه عال جدا، الأمر الذي يمنع السيارة من السير عبره والنزول إلى الخندق. ثم بعد ذلك، هناك منطقة غير مأهولة، المنطقة الحرام (no man's land ) تمتد حوالي كيلومترين أو أكثر وتتصل بالجدار الرملي الشمالي. لذلك نحن حلقنا فوقها بطائرة هليكوبتر حتى تمكنا من رؤية المنطقة بأكملها. بين الساترين، هناك عشرات الآلاف من الخيام ذات كثافة سكانية منخفضة مقارنة بمخيم لاجئين منظم، وتحت أشعة شمس حارقة، وليس هناك على الإطلاق ماء أو طعام أو أي شيء آخر. هم معظمهم من النساء والأطفال.السبب في قدومي إلى هنا هو أن هؤلاء السوريين قد تقطعت بهم السبل وهم في العراء منذ فترة طويلة جدا وغير قادرين على الوصول إلى سبل الحماية التي توفرها المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة والشركاء. تم توزيع بعض المساعدات جوا، ولكن الأمر صعب جدا، وذلك لسبب شرعي جدا. فالمملكة الأردنية لديها مخاوف أمنية بعد أن تعرضت عناصرها ومنشآتها العسكرية الواقعة جنوبي الساتر الترابي لهجوم. وللأسف تغير كل شيء بعد ال 21 من حزيران/ يونيو.إذاعة الأمم المتحدة: إذا مما تقوله نفهم أن قرار الحكومة الأردنية القاضي بإعلان تلك المنطقة "منطقة عسكرية مغلقة"، لا يزال قائما؟ إذا هل يمكن للوكالات الأممية أن تعمل بحرية هناك وتقدم المساعدات؟ستيفين أوبراين: حسنا، لا أحد يمكنه أن يدخل إلى المنطقة غير المأهولة، المنطقة الحرام (no man's land) ، لأنه عندما تعبرين الساتر الترابي الجنوبي فأنتِ تغادرين الأردن وتدخلين المنطقة غير المأهولة. ولا أحد يقترب من جنوبي الساتر الرملي الشمالي لأنك بذلك تغادرين سوريا إلى المنطقة غير المأهولة.الناس في تلك المنطقة هربوا من الحرب في سوريا، ولا يمكنهم الآن دخول الأردن. من الواضح جدا بالنسبة لي أن الأردن كان سخيا جدا في قبول اللاجئين والنازحين - كثيرون منهم في ضيافة بيوت الأردنيين وليس فقط في المخيمات. ولكن بسبب هذه الحوادث الأمنية الرهيبة التي أدت إلى مقتل سبعة جنود أردنيين وإصابة آخرين بجراح - قلوبنا مع عائلاتهم وأصدقائهم ونتمنى الشفاء العاجل للذين اصيبوا بجروح-، تغير الوضع. ففيما يتعلق بقدرة أي شخص على الوصول إلى الناس وبقدرة أولئك الذين يعانون من مرض على الخروج، الوضع تغير. لذلك أتيت إلى هنا للقاء المسؤولين من أعلى المستويات ومناقشة الخيارات المتاحة للتأكد من احترام المبادئ الإنسانية وعدم إجبار أحد على أن يفعل أي شيء ضد إرادته، وأن يقوم طوعيا بتوفير ما يحتاجه الناس من حيث المأوى ومواد الإغاثة والماء والمواد الغذائية، والتأكد من أنهم يشعرون بالحماية. أتيت إلى هنا لنناقش ماذا وأين يمكننا أن نضع المرافق المختلفة والخدمات التي من شأنها أن تساعد على تلبية تلك الاحتياجات ولكن في نفس الوقت الحفاظ على مسافة معقولة ومناسبة من جنوبي الساتر الترابي ومن الحدود. هذا مناقشة مستمرة مع السلطات الأردنية.إذاعة الأمم المتحدة: حتى الآن اجتمعت مع بعض المسؤولين الأردنيين. هل وعدوك بمزيد من التعاون بالرغم من الوضع الأمني ​​هناك؟ على ماذا ركزت في مناقشاتك؟ستيفين أوبراين: كنا نناقش كيف يمكننا الوصول إلى الناس وتوفير المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى الحماية المنقذة للحياة. كنت أناقش أين نضع نقاط التوزيع. وكيف نضمن أن البرامج المختلفة ووكالات الإغاثة للأمم المتحدة والشركاء، والمنظمات غير الحكومية ستعمل على تقديم المساعدة للشعب، والوصول إلى منطقة التفجير، ناهيك عن الاقتراب إلى حيث يستقرون الآن في هذه الخيام والمنازل المؤقتة. هذا ما كنا نتباحث فيه، بالإضافة إلى سلامة عمال الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة ليكونوا قادرين على الوصول إلى نقاط التوزيع، والتأكد من أن تكون تلك النقاط في مكان قريبٍ بما فيه الكفاية للوصول إلى الناس المحتاجين، ولكن بعيدٍ من حدود الساتر الجنوبي حيث الأردنيون، ولأسباب مفهومة، لديهم مخاوف أمنية المشروعة.إذاعة الأمم المتحدة: لقد ذكرت كرم الأردن، وحقيقة أن قدرة الأردنيين على استضافة المزيد من اللاجئين قد استهلكت تماما، ماذا تطلب من المجتمع الدولي في هذا الصدد؟ستيفين أوبراين: حسنا أجرينا بعض المناقشات مع ممثلي المجتمعات هنا، وكذلك مع شركاء آخرين مؤثرين في الميدان ومع المنظمات غير الحكومية وغيرها الوطنية الدولية والمحلية، وكذلك مع وكالات الأمم المتحدة، وكان واضحا لدي أن هناك اعترافا بأن الأردن كان مضيافا وسخيا بشكل كبير. فاستضاف الهاربين من القنابل ووفر المدارس والمنازل لأطفالهم، وحتى وفر أكثر من عشرين ألف تصريح عمل لكي يصبح للاجئين مصدر رزق.وفيما نقترب من مؤتمر الأمم المتحدة حول المهاجرين واللاجئين في 19 من أيلول/سبتمبر، ومن بعدها اجتماعات الرئيس أوباما حيث سيتم البحث والسعي من أجل توفير الموارد اللازمة لتلبية احتياجات الناس الذين اضطروا إلى الفرار من هذه الأوضاع الرهيبة -- وكلها من صنع الإنسان -- بسبب الصراعات. لذلك نأمل في أن يكون هناك مزيد من الاتفاقات والتفاهمات بين العديد من الدول في جميع أنحاء العالم حول هذه المسألة.