الفاو: دمج عالم البحار مع الاقتصاد الأخضر

تقرير حول "الاقتصاد الأخضر في العالم الأزرق" يغطي  ستة قطاعات  بحرية، بما في ذلك مصايد الأسماك. المصدر: الأمم المتحدة / مارتين بيريه
تقرير حول "الاقتصاد الأخضر في العالم الأزرق" يغطي ستة قطاعات بحرية، بما في ذلك مصايد الأسماك. المصدر: الأمم المتحدة / مارتين بيريه

الفاو: دمج عالم البحار مع الاقتصاد الأخضر

أكد مدير عام منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، جوزيه غرازيانو دا سيلفا على أهمية بذل المزيد من الجهود للحد من تأثيرات التغيّر المناخي والصيد غير المشروع على المحيطات والمجتمعات الساحلية، وذلك بعد أن أصبحت المصائد وتربية الأحياء المائية تظهر كعوامل تحوّل في الاقتصادات الأفريقية.

وجاءت تصريحات غرازيانو دا سيلفا في كلمة خلال الاجتماع الوزاري الأفريقي حول اقتصاد المحيطات والتغير المناخي الذي عقد في موريشيوس اليوم. ويهدف المؤتمر إلى تحديد الفرص التي تعزز من قدرة القارة الأفريقية على بناء اقتصادات قائمة على المحيطات وتتمتع بالصمود في وجه التغير المناخي.وقال مدير عام (الفاو) في كلمته أمام القادة المشاركين في المؤتمر "تلعب المحيطات الصحية والمنتجة دوراً محورياً في محاربة الفقر في المناطق الريفية وضمان الأمن الغذائي وتحسين التغذية والوصول إلى هدف القضاء الكامل على الفقر. وسيحتاج أصحاب المصلحة في قطاع مصائد الأسماك والشحن وتوليد الطاقة والسياحة، على سبيل المثال، إلى حلول مبتكرة لتحويل آثار التغير المناخي إلى فرص".وأضاف، "لقد بدأت المجتمعات الساحلية تتأثر بمجموعة من التغيرات التي تشمل ارتفاع درجة حرارة المحيطات، وارتفاع مستوى البحر، والظروف المناخية المتطرفة، وتسرب المياه المالحة إلى المياه العذبة، وزيادة حموضة المحيطات، والتغيرات اللاحقة في المصادر التي تعتمد هذه المجتمعات عليها للحصول على الغذاء ومصادر العيش".ومع ذلك، لم تلق آثار التغير المناخي على المحيطات نفس الاهتمام الذي لقيته آثاره على اليابسة والغلاف الجوي. وفي هذا الصدد، أكد غرازيانو دا سيلفا على أهمية تغيير هذا الواقع بهدف تحقيق الإمكانات الكاملة للنمو الأزرق في الاقتصادات البحرية والمائية، والحفاظ على سبل العيش فيها.كما أكد مدير عام المنظمة على الآثار الكبيرة للتغير المناخي على الدول الجزرية النامية، مشيراً إلى أن هذه الدول باتت تناضل من أجل بقائها. ولا يقتصر الأمر في هذه المجتمعات على اعتمادها الكبير على الموارد الطبيعية، ولكن على ضعف قدرتها على التأقلم مع التغير المناخي، وخاصة تلك الدول الواقعة في أفريقيا. وأكد غرازيانو دا سيلفا على دور صحة المحيطات في أهداف التنمية المستدامة الجديدة لدى الأمم المتحدة، وذلك إلى جانب النجاح الذي حققه المؤتمر الحادي والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، والذي عقد في باريس العام الماضي، حيث برزت قضية صحة البيئة البحرية على جدول أعمال المؤتمر وللمرة الأولى.وفيما يخص النسخة الثانية والعشرين من مؤتمر الأطراف، والتي ستعقد في المغرب، قال مدير عام الفاو إن المنظمة ستؤكد على الدور الذي يمكن للمحيطات من خلاله المساعدة في تحقيق النمو الاقتصادي وإدارة التغيّر المناخي في الوقت ذاته. واختتم حديثه بالقول "لا يجب أن ينصب اهتمام المجتمع الدولي على بناء اقتصاد أخضر ومستدام وحسب، بل وعلى اقتصاد أزرق كذلك".