منظور عالمي قصص إنسانية

مدير عام الفاو يؤكد في مؤتمر في كينيا على دور الزراعة في منع النزاعات وتحقيق التعافي

جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، في مؤتمر في روما. الصورة: الفاو / جوليو نابوليتانو
جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، فاو، في مؤتمر في روما. الصورة: الفاو / جوليو نابوليتانو

مدير عام الفاو يؤكد في مؤتمر في كينيا على دور الزراعة في منع النزاعات وتحقيق التعافي

أكد مدير عام منظمة الأغذية والزارعة للأمم المتحدة جوزيه غرازيانو دا سيلفا على الدور الكبير للأمن الغذائي والزراعة في منع النزاعات والأزمات في القارة الأفريقية، والحد من آثارها، ودفع جهود التعافي التي تليها.

وقال غرازيانو دا سيلفا مخاطباً القادة الأفريقيين والمنظمات التنموية الدولية المشاركة في واحد من أهم المؤتمرات التنموية في أفريقيا، "إن القضاء على الجوع وسوء التغذية ومعالجة الأزمات الإنسانية التي طال أمدها ومنع النزاعات وحلها وبناء السلام ليست مهاما منفصلة عن بعضها البعض، بل إنها أوجه مختلفة للتحدي ذاته".وجاءت تصريحات دا سيلفا في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر طوكيو الدولي السادس حول التنمية في أفريقيا (تيكاد) والذي عقد في الفترة بين 26-28 آب /أغسطس في نيروبي، كينيا.ويهدف المؤتمر، الذي يجمع بين مختلف صانعي السياسات ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية وآخرين، إلى تعزيز الحوار بشأن السياسات رفيعة المستوى بين القادة الأفارقة وشركائهم وحشد الدعم للمبادرات التنموية الأفريقية.وقال غرازيانو دا سيلفا "تركز معظم الجهود التي تبذلها منظمة "الفاو" على تحقيق التنمية المستدامة وبناء القدرة على الصمود لدى المجتمعات الريفية"، وعرض أمثلة ملموسة لدول ساعدها الدعم الزراعي في تأمين الانتقال من حالة الحرب إلى السلم المستدام، بما في ذلك أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.وأضاف "إننا نساعد الأشخاص على إيجاد فرص عمل وإيجاد مصادر للدخل وتعزيز جهود إيجاد الوظائف للشباب من خلال الدعم الزراعي والتنمية الريفية. وقد يساعد هذا الأمر على منع الهجرة القسرية والتطرف، إلى جانب الحد من آثار الصراعات على الموارد المستنزفة". وأكد غرازيانو دا سيلفا أن الفرصة متاحة لتكرار هذه الاستراتيجية في حالات أخرى لما بعد الصراع، وشدد على أن المحادثات الأخيرة التي عُقدت مع قادة في جمهورية أفريقيا الوسطى هدفت إلى وضع القطاع الزراعي في قلب عملية التعافي في الدولة، وذلك من خلال توفير الأمن الغذائي وتوفير فرص العمل للشباب القاطنين في المناطق الريفية. وأكد غرازيانو دا سيلفا أن الأمن الغذائي وسبل المعيشة المستقرة والسلام هي أمور مترابطة، مشيراً إلى مقولة الآباء المؤسسين للمنظمة الذين أكدوا أن "التقدم نحو التحرر من الحاجة أمر ضروري لتحقيق السلام الدائم".وفي هذا السياق، رحبت "الفاو" بإطلاق المؤتمر لمبادرة الأمن الغذائي والتغذية في أفريقيا، والتي تهدف إلى تسريع الجهود الدولية الرامية إلى القضاء على الجوع وسوء التغذية في القارة الأفريقية.وتهدف هذه المبادرة الجديدة، التي أطلقها رسمياً نائب الرئيس الكيني وليم روتو، وطورتها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي إلى البناء على هذه الإنجازات من خلال إطلاق مشاريع شمولية تركز على الأفراد، وعلى مشاريع تمكّن المرأة وتجمع بين الزراعة والصحة والتعليم والقطاع الخاص للمساعدة في بناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود في مختلف أرجاء القارة الأفريقية. وسيتم تحقيق ذلك بالتعاون مع المنظمات الاقليمية وبينها الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا (نيباد). ويعقد مؤتمر (تيكاد) مرة كل خمس سنوات بتنظيم من الحكومة اليابانية ومكتب المستشار الخاص لشؤون أفريقيا التابع للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي.وعُقد مؤتمر هذا العام لأول مرة في القارة الأفريقية. فيما اختار منظمو المؤتمر منظمة الفاو لتتولى مسؤولية تنظيم الجلسة الخاصة بثالث أهم القضايا التي يناقشها المؤتمر وهي "تعزيز الاستقرار الاجتماعي لتحقيق الازدهار المشترك".