منظور عالمي قصص إنسانية

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدعو الدول المجاورة إلى الحفاظ على الحدود مفتوحة أمام تدفق اللاجئين.

المدنيون يتحملون وطأة القتال في واو وعبر جنوب السودان. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / جيما كونيل
المدنيون يتحملون وطأة القتال في واو وعبر جنوب السودان. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / جيما كونيل

جنوب السودان: الأمم المتحدة تدعو الدول المجاورة إلى الحفاظ على الحدود مفتوحة أمام تدفق اللاجئين.

دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين جميع الأطراف المسلحة إلى ضمان ممر آمن للأشخاص الفارين من القتال الذي اندلع في أواخر الأسبوع الماضي في جوبا بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والنائب الأول للرئيس رياك مشار. وحثت الدول المجاورة على الحفاظ على الحدود مفتوحة أمام تدفق اللاجئين.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز في مؤتمر صحفي اليوم في جنيف، إن المفوضية تدين أعمال العنف في جوبا، إلا أنها ترحب بجهود الجانبين لتنفيذ وقف إطلاق النار. وأشار إلى لجوء سبعة آلاف شخص إلى قواعد الأمم المتحدة في جوبا، معربا عن قلق المفوضية إزاء وضع نحو تسعة آلاف لاجئ في المناطق الحضرية. وفي الوقت نفسه، تأثرت معابر حدود مثل معبر أوغندا، حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية على جانب جنوب السودان. وقد أدى هذا إلى انخفاض كبير في عدد القادمين إلى أوغندا في مطلع الأسبوع. وفي منطقة غامبيلا غربي إثيوبيا، عززت المفوضية من إجراءات مراقبة الحدود مع لجنة إثيوبيا للاجئين، فيما تواصل التأهب لحالات الطوارئ في كينيا والسودان وغيرها من الدول المجاورة تحسبا لتدفق هائل للاجئين. وذكر أن جميع موظفي المفوضية في جوبا بخير وتم توجيه النصح لهم بالبقاء في مكان آمن وتجنب التنقل. ولا تزال حدة التوتر مرتفعة في جوبا، وتم إغلاق المطار. إلى ذلك أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والشركاء في المجال الإنساني عن بالغ القلق إزاء الوضع الإنساني في جوبا، جنوب السودان، حيث كان للقتال الأخير تأثير مدمر على السكان المدنيين.وتشير التقديرات الأولية إلى أن ما لا يقل عن 36،000 شخص قد شردوا بسبب القتال ويسعون للجوء إلى مواقع حماية بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والعديد من المواقع الأخرى في جميع أنحاء المدينة. ومعظم المتضررين هم من النساء والأطفال.وذكر المكتب أن الوصول إلى المحتاجين محدود بسبب القتال المستمر وانعدام الأمن. وشدد على أهمية السماح للمدنيين بالتنقل بحرية إلى أماكن اللجوء، وحماية العاملين في المجال الإنساني والأصول للسماح بالوصول الفوري والآمن ودون عوائق إلى المحتاجين.وأشار إلى أن الوضع الإنساني حرج للغاية والاحتياجات هائلة، كما أن الأمطار الغزيرة في مناطق جوبا ساهمت في تدهور الوضع. ومن جانبها أعربت المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، سيسيل بويي عن القلق إزاء التدهور السريع في الوضع الأمني وحقوق الإنسان في جنوب السودان. وقالت إنه على الرغم من دعوة الزعيمين في مؤتمر صحفي مشترك يوم الجمعة إلى الهدوء، وفترة هدوء قصيرة يوم السبت، استؤنفت المعارك الضارية في جوبا يوم الأحد وأمس، فيما يلقي كلا الجانبين اللوم على الجانب الآخر حول تصاعد حدة العنف.وقالت "نحن نشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة عن منع المدنيين من اللجوء في مقر بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، وفي بعض الحالات، يتعرضون لإطلاق النار أثناء محاولتهم القيام بذلك. ونحن أيضا قلقون إزاء التقارير التي تفيد بأن مجمعات الأمم المتحدة ومواقع "حماية المدنيين" قد زجت في القتال ويبدو في بعض الأحيان أنها استهدفت بطريقة مباشرة. ووفقا للبعثة، قتل ثمانية أشخاص، وأصيب 59 شخصا بجروح، في أو حول مواقع "حماية المدنيين" في يومي الأحد والاثنين.وأدانت بشدة مقتل اثنين من قوات حفظ السلام وإصابة العديد منهم أمس. وأكدت أن الهجمات ضد المدنيين ومباني الأمم المتحدة وموظفيها قد تشكل جرائم حرب.وفي تطور آخر مثير للقلق بشكل كبير، هناك مؤشرات تدل على انتشار أعمال العنف في ولايات أخرى. ورحبت المفوضية بوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس كير ونائب الرئيس مشار بعد ظهر أمس. ودعت الزعيمين إلى ممارسة القيادة وبذل جهود متضافرة وحقيقية لوقف القتال، وكذلك إلى بذل قصارى جهدهما لضمان حماية السكان المدنيين.