منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحث في اليوم العالمي للسكان على الاستثمار في المراهقات

الاستثمار في المراهقات يعود بالنفع عليھن، وعلى أسرهن ومجتمعهن. المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان، النيجر
الاستثمار في المراهقات يعود بالنفع عليھن، وعلى أسرهن ومجتمعهن. المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان، النيجر

الأمم المتحدة تحث في اليوم العالمي للسكان على الاستثمار في المراهقات

ينبغي على القادة والمجتمعات المحلية التركيز على والوقوف إلى جانب حقوق المراهقات، وبالأخص الفقيرات، وغير الملتحقات بمدارس، والمستغلات، والمعرضات لممارسات تقليدية ضارة بما في ذلك زواج الأطفال. هذه ما دعت إليه الأمم المتحدة، بمناسبة اليوم العالمي للسكان مع الدعوة أيضا إلى تعزيز إنجاح خطة 2030 للتنمية المستدامة من خلال الاستثمار في فرص أفضل للفتيات في سن المراهقة.

وقال الأمين العام بان كي مون اليوم في رسالته بمناسبة اليوم، الذي يحتفل به في الحادي عشر من تموز يوليو، "رغم المكاسب الكبيرة التي تحققت في مجال الحد من الفقر وتحسين فرص ورفاهية كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، يظل مئات الملايين من البشر يائسين من الحصول على فرصة تحقيق مستقبل أفضل، ومن بين أقل الفئات استفادة من المبادرات الإنمائية السابقة الفتيات، وبخاصة في سنوات المراهقة التكوينية."

وأوضح قائلا، "في الوقت الذي ينبغي فيه تحديدا أن تكون الفتيات في المدرسة وأن يفكرن في آفاق المستقبل، تواجه الكثيرات منهن عراقيل اجتماعية وثقافية تعوقهن عن تحقيق طموحاتهن. فبينما يغلب أن يتسع نطاق خيارات الصبي وفرصه عندما يصبح مراهقا، تتقلص خيارات الفتاة وفرصها في كثير من الأحيان. فنصف جميع حالات الاعتداء الجنسي في جميع أنحاء العالم تُرتكب ضد الفتيات البالغات من العمر خمس عشرة سنة أو أصغر سنا. وفي البلدان النامية، يتم تزويج واحدة من كل ثلاث فتيات قبل بلوغ 18 سنة. والفتيات في سن المراهقة أقل فرصة من الأولاد في بدء المرحلة الثانوية أو إتمامها."

ومشيرا إلى أن من الأهداف الأساسية للتنمية المستدامة هدف ”عدم ترك أحد يتخلف عن الركب“، والهدف المحدد المتمثل في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، حث الأمين العام جميع الحكومات والشركات والمجتمع المدني على توفير الدعم والاستثمار من أجل الفتيات في سن المراهقة.

"كل فرد يستحق الاستفادة من منافع النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي. فلنعمل معا لضمان حياة الأمن والكرامة والفرص للجميع."

وبدوره قال المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتور باباتوندي أوسوتيمهين: "يجب أن يركز القادة والمجتمعات على دعم حقوق الإنسان الخاصة بالمراهقات الأكثر تهميشا، وبالأخص الفقيرات، وغير ملتحقات بمدارس، والمستغلات، والمعرضات لممارسات تقليدية ضارة بما في ذلك زواج الأطفال."

وأكد باباتوندي أن " الفتيات المهمشات هن أكثر عرضة للفقر في الصحة الإنجابية، واحتمالات حملهن أعلى بكثير، ويصبحن أمهات وهن مازلن في سن الطفولة. لكل فتاة الحق في استغلال إمكاناتها والسيطرة على حياتها والتحكم في جسدها واتخاذ القرارات التي تشكل حياتها."

وتهدف برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى القضاء على ظاهرة زواج الأطفال، والحد من حمل المراهقات، وتمكين الفتيات من اتخاذ قرارات مستنيرة تتعلق بصحتهن وأجسادهن. وفي عام 2015، ساعدت برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان 11.2 مليون فتاة تراوحت أعمارهن بين 10 -19 للحصول على معلومات بشأن الصحة والخدمات الصحية.

وقال، "حينما تتوفر لأي مراھقة القدرة، والوسائل، والمعلومات التي تمكنھا من اتخاذ القرارات الخاصة بحياتھا، فإنھا على الأرجح تكون قادرة على التغلب على العقبات التي تؤمن لها مستقبلا تنعم فيه بالصحة والقدرة على الإنتاج. ومن شأن ھذا الوضع أن يعود بالنفع عليھا، وعلى أسرتها، وعلى مجتمعھا."

وأضاف، "في بعض أنحاء العالم، فإن الفتاة التي تصل إلى سن البلوغ تعتبرھا أسرتھا ومجتمعھا مھيأة للزواج والحمل والولادة. وقد يتم إرغامھا على الزواج وحملھا على التخلي عن الدراسة. وقد تعاني من حالات ضعف موھنة من قبيل ناسور الولادة نتيجة للحمل والوضع قبل أن يصبح جسدھا قادرا على تحمل ھذه الأعباء. وقد تحرم من التمتع بحقوق الأنسان الخاصة بھا".

وشدد على أهمية أن تستثمر حكومات العالم في كل مكان من أجل المراھقات بالسبل التي تكفل تمكينھن من اتخاذ القرارات الھامة التي تتعلق بحياتھن، والتي تمكنھن من أن يصبحن ذات يوم قادرات على كسب عيشھن والمشاركة في شؤون مجتمعاتھن، وأن يصبحن على قدم المساواة مع نظرائھن من الذكور.