منظور عالمي قصص إنسانية

في أعقاب ارتفاع الاستهلاك العالمي من الأسماك، الفاو تدعو إلى منع الصيد الجائر

صيادون من كينيا في بحيرة فيكتوريا يستخدمون شبكات خاصة للحفاظ على تضاؤل المخزون السمكي.
FAO/Ami Vitale
صيادون من كينيا في بحيرة فيكتوريا يستخدمون شبكات خاصة للحفاظ على تضاؤل المخزون السمكي.

في أعقاب ارتفاع الاستهلاك العالمي من الأسماك، الفاو تدعو إلى منع الصيد الجائر

أظهر تقرير "حالة الموارد السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم" الذي نشرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) اليوم الخميس أن الاستهلاك العالمي من الأسماك لكل شخص ارتفع إلى أكثر من 20 كيلوجراما سنوياً لأول مرة بفضل تحسن إمدادات الأحياء المائية والطلب القوي والكميات القياسية لبعض أنواع الأحياء المائية وانخفاض الهدر.

ولكن رغم التقدم الملحوظ الذي أحرز في بعض المجالات، فإن حالة الموارد البحرية العالمية لم تتحسن، حيث أشار التقرير إلى أن نحو ثلث المخزونات التجارية من الأسماك يتم صيدها حالياً عند مستويات غير مستدامة بيئياً بمعدل ثلاثة أضعاف المستوى في العام 1974.هذا ما أوضحه السيد مانويل باراهنجي، مدير شعبة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في السياسة والموارد بمنظمة الأغذية والزراعة، في حوار مع قسم الإعلام بالفاو:"الاستدامة هي الوجه الآخر للعملة. فمن ناحية، نحن سعداء جدا لأن الأسماك تتواجد بكثرة على القائمة الغذائية، وأنها تسهم كثيرا في تحقيق الأمن الغذائي. ومن ناحية أخرى، يجب أن نتأكد من أن الموارد لا تزال المستدامة. عندما يتعلق الأمر بمصائد الأسماك البرية، فالخبر الأقل إيجابية هو أنه على الرغم من التقدم في بعض المجالات إلا أن الحالة العامة للموارد لم تتحسن، إذ تم اصطياد حوالي ثلث المخزون السمكي التجاري بشكل غير مستدام من الناحية البيولوجية. هذا الرقم يعادل ثلاثة أضعاف الرقم الذي كان لدينا في عام 1974. وعلى الرغم من أن هذا يعني أن حوالي 60٪ من تلك المخزون السمكي يتم اصطياده على نحو مستدام، فإن عدد مصائد الأسماك غير المستدامة لا يزال مرتفعا جدا." وشكّلت نسبة الأسماك التي تم اصطيادها بالصيد الجائر في 2013 نحو 31.4% من مخزونات الأسماك الطبيعية التي ترصدها بانتظام منظمة الفاو، وهو المستوى الثابت منذ 2007.وتتطابق منهجية منظمة الفاو مع الاتفاقيات الدولية التي تقضي بالحفاظ على مخزونات الأسماك أو إعادة بنائها بحيث تصل إلى حجم يمكن أن يدعم "الإنتاج الأقصى المستدام"، وبالتالي فإنه يتم تصنيف المخزون على أنه يتم اصطياده بمستويات غير مستدامة بيولوجيا – صيد جائر – عندما تكون وفرتها أقل من المستوى الذي يمكن أن ينتج عنه "الإنتاج الأقصى المستدام".ولوحظ انخفاض في عمليات إنزال الأسماك في بعض المناطق بفضل تطبيق قوانين الإدارة الفعالة ومن بينها منطقة شمال غرب الأطلسي حيث أصبح إجمالي الصيد السنوي الآن أقل من نصف مستواه في مطلع السبعينات. وبدأت تظهر مؤشرات على تعافي مخزونات سمك الهلبوت والسمك المفلطح وسمك الحدوق رغم أن ذلك لا ينطبق على سمك القد. ويبدو أن إجراءات الإدارة بدأت تؤتي ثمارها بالنسبة لسمك باتاغونيا المسنن الغالي الثمن وهو نوع من الأسماك البيضاء التي تعيش في القطب الجنوبي ويباع عادة (في المطاعم الأمريكية) على أنه سمك باس البحر التشيلي، حيث أن صيد هذا النوع من الأسماك في مياه القطب الجنوبي مستقر منذ 2005. أما صيد الكريل (قريدس البحر) الذي يتم اصطياده من مياه القطب الجنوبي والذي يقتات مباشرة على العوالق النباتية، فقد ارتفع بشكل كبير إلى مستويات لم يصلها منذ التسعينات، ولكن يتم الحفاظ عليه عند مستويات مستدامة.ووصف التقريرُ الوضعَ في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود - حيث يتم صيد 59% من المخزونات الخاضعة للتقييم عند مستويات غير مستدامة بيولوجياً – بأنه "مقلق". وينطبق ذلك بشكل خاص على الأسماك الأكبر حجماً مثل النازلي وسمك البوري وسمك موسى والشبوط. وفي شرق المتوسط يشكل التوسع المحتمل لأنواع السمك الغازية المرتبطة بالتغيرات المناخية مصدر قلق.وتواصل منظمة (الفاو) العمل مع جميع الدول لتحسين نوعية وموثوقية أرقام الإنزال السنوية. ويشير تضاعف عدد الأنواع في قاعدة بيانات الفاو منذ 1996 والذي بلغ الآن 2033، إلى تحسن إجمالي في نوعية جمع البيانات، بحسب التقرير.