منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: واقع الدولة الواحدة لا يتوافق مع تطلعات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني

المنطقة الصناعية القديمة في شمال قطاع غزة. المصدر: البنك الدولي / أرني هول
المنطقة الصناعية القديمة في شمال قطاع غزة. المصدر: البنك الدولي / أرني هول

الأمين العام: واقع الدولة الواحدة لا يتوافق مع تطلعات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني

عقب اجتماع صباح اليوم في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس الوزراء على اتخاذ "خطوات جريئة" ضرورية للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض القائم على دولتين من أجل إحلال السلام الدائم والأمن والكرامة لشعبي كل من إسرائيل وفلسطين.

وقال الأمين العام في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو، لن يكون هناك حل ممكن للصراع دون الاعتراف بأن لدى الفلسطينيين ارتباطا تاريخيا ودينيا لا يمكن إنكاره مع الأرض".

وأكد أمين عام الأمم المتحدة أنه لا يمكن إيجاد حل عن طريق العنف، ولن يتم تحقيق التقدم إلا من خلال الاحترام المتبادل والاعتراف بالتطلعات المشروعة للشعبين.

ومعربا عن أسفه لأن زيارته السابقة إلى القدس في تشرين الأول أكتوبر العام الماضي جاءت خلال ذروة موجة العنف الأخيرة، أبرز الأمين العام أن وتيرة الهجمات الإرهابية والمواجهات قد انخفضت.

"ولكن علينا أن لا نخلط بين الهدوء على المدى القصير والحل طويل الأجل. يجب ألا نسمح للصعوبات بأن تصبح أعذارا للتقاعس عن العمل "، مشيرا إلى أن خطر تجدد أعمال العنف لا زال مرتفعا، في حين أن الهجمات، مثل إطلاق النار الذي وقع في تل أبيب في وقت سابق من هذا الشهر، مستمرة.

"لا يمكننا تجاهل الأسباب الرئيسية الكامنة وراء العنف: الغضب الفلسطيني المتنامي، وشلل عملية السلام، وما يقرب من نصف قرن من الاحتلال. [لا شيء] من هذه الأسباب يبرر الإرهاب." وأضاف أن السبيل الوحيد لمعالجة هذه القضايا هو العمل السياسي الجريء.

وأعرب عن اعتزازه بأنه خلال ما يقرب من عشر سنوات في منصب الأمين العام، كان دائما صديقا ملتزما لإسرائيل، وعمل بجد لإظهار صداقته المخلصة لها. كما أشار إلى أن محادثاته مع السيد نتنياهو قد ساعدته على فهم مشاعر الإحباط والمخاوف لدى إسرائيل.

وقال السيد بان مخاطبا رئيس الوزراء الإسرائيلي، "إنني أشجعكم في الوقت نفسه على اتخاذ الخطوات الجريئة الشجاعة اللازمة للحيلولة دون واقع الدولة الواحدة والذي لا يتوافق مع تحقيق التطلعات الوطنية للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني."

وكان الأمين العام قد زار في وقت سابق اليوم مستشفى في غزة تموله قطر ومدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى(الأونروا).

ومتحدثا إلى الصحافة من المدرسة شكر بان كي مون المانحين على دعمهم لإعادة بناء غزة، وأكد أن الحصار الذي يعاني منه سكان القطاع هو "عقاب جماعي" يجب أن ينتهي، ويجب المساءلة عليه. "إن إغلاق قطاع غزة يخنق سكانه واقتصاده ويعيق جهود إعادة الإعمار. اليوم وعلى مسافة قصيرة بالسيارة من مجمعات التقنيات العالية في إسرائيل، يعيش سكان غزة على أقل من اثنتي عشرة ساعة من الكهرباء يوميا. اليوم يحتاج نحو سبعين في المئة من السكان المساعدة الإنسانية."

"إن سكان غزة يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية".

وقال بان كي مون إن ذلك الوضع لا يمكن أن يستمر، وإنه يغذي الغضب واليأس ويزيد خطر التصعيد الجديد للأعمال العدائية التي لن تجلب إلا المزيد من المعاناة لسكان غزة.

وشدد على ضرورة الحديث بشكل منفتح عن التحديات والصعوبات غير المقبولة التي يواجهها سكان غزة، والإهانة الناجمة عن الاحتلال والإغلاق وأيضا عن الانقسام بين غزة والضفة الغربية.

"إن فلسطين واحدة، وإلى أن تتحد غزة والضفة الغربية تحت حكومة فلسطينية واحدة ديمقراطية وشرعية، تقوم على سيادة القانون ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، فإن آفاق غزة في التعافي الكامل ستكون محدودة. إن مسؤولية المصالحة مازالت تقع على عاتق القادة الفلسطينيين."

وأكد الأمين العام مواصلة دعم الأمم المتحدة لسكان غزة، وأعرب عن شكره لموظفي المنظمة الدولية في القطاع وتحيته للزملاء الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم.

واختتم كلمته في المؤتمر الصحفي بالقول إن على المجتمع الدولي مسؤولية مستمرة تحتم عليه العمل بشكل حاسم من أجل السلام. وقال إن الأمم المتحدة ستواصل العمل من أجل مستقبل بدون احتلال وقمع، يتسم بالكرامة والديمقراطية في دولة فلسطين التي تعيش في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.