منظور عالمي قصص إنسانية

عبد الله باتيلي: هجمات جيش الرب للمقاومة في جمهورية أفريقيا الوسطى ترتفع بشكل ملحوظ

أنقاض أحد المنازل التي احرقت من قبل مقاتلي جيش الرب للمقاومة في قرية    بالقرب من أوبو تاون، جمهورية أفريقيا الوسطى. المصدر: مفوضية اللاجئين / دي. إمباريوم
أنقاض أحد المنازل التي احرقت من قبل مقاتلي جيش الرب للمقاومة في قرية بالقرب من أوبو تاون، جمهورية أفريقيا الوسطى. المصدر: مفوضية اللاجئين / دي. إمباريوم

عبد الله باتيلي: هجمات جيش الرب للمقاومة في جمهورية أفريقيا الوسطى ترتفع بشكل ملحوظ

يواصل جيش الرب للمقاومة تهديد أمن سكان منطقة وسط أفريقيا، كما أن عملياته قد ازدادت في الآونة الأخيرة وأبرزها زيادة الهجمات المزعومة على جمهورية أفريقيا الوسطى.

هذا بحسب ما جاء على لسان عبدالله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام لوسط أفريقيا ورئيس مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لوسط أفريقيا أمام مجلس الأمن الدولي، الذي أشار إلى أنه بعد أن اختفى عناصر جيش الرب للمقاومة عن الأنظار، ها هم يزرعون الخوف مرة أخرى."زاد جيش الرب للمقاومة من هجماته المزعومة في جمهورية أفريقيا الوسطى خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ويقال إنه توسع إلى مناطق لم تشهد سابقا وجودا يذكر للحركة أو أي وجود على الإطلاق. واستمرت عناصر المجموعة أيضا في مهاجمة السكان المدنيين في شمال شرق جمهورية الكونغو. عموما، يبدو أن جيش الرب للمقاومة ينتقل من فترة التواري عن الأنظار إلى الأضواء مع هجمات على مناطق سكنية أكبر وأقل عزلة، وزيادة في عدد الأطفال المخطوفين والمحتجزين."ويعد جيش الرب للمقاومة قوة متمردة نشأت في شمال أوغندا في أواخر الثمانينيات. وقد واكتسب سمعته السيئة بسبب سياسته المتمثلة في اختطاف وتجنيد الأطفال، واستخدام الاغتصاب والاستعباد الجنسي كسلاح من أسلحة الحرب. وفي حين واجه زعيمه جوزيف كوني تهمة ارتكاب جرائم حرب منذ 11 عاما من قبل المحكمة الجنائية الدولية، إلا أنه لا يزال حرا طليقا.وتطرق باتيلي إلى نشاطات حركة بوكو حرام الإرهابية التي تسبب نزوحا كبيرا ومعاناة إنسانية في غرب ووسط أفريقيا، قائلا: "على الرغم من بعض النجاحات العسكرية في عمليات مكافحة التمرد بمنطقة بحيرة تشاد، لا تزال حركة بوكو حرام تشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الإقليمي، من خلال استهداف المدنيين، بما في ذلك من خلال الهجمات الانتحارية التي غالبا ما تستخدم فيها الفتيات الصغيرات كمهاجمات."وأطلع الأمين العام للجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، CEEAC، أحمد اللامي المجلس أيضا على آخر المستجدات في المنطقة، موضحا أن قضيتي السلام والأمن فرضتا على الجماعة الاقتصادية، بالرغم من أنهما لم تشكلا جزءا من ولاية الجماعة الاقتصادية لوسط أفريقيا إبان إنشائها، وذلك بعد السبات الذي انزلقت فيه المؤسسة بين عامي 1992 و1998 نتيجة الحروب العنيفة التي عاشتها سبع دول أعضاء خلال هذه الفترة. وبحسب اللامي، تمكنت الجماعية من القيام بأفعال ملموسة على أرض الواقع. وفي مجال مكافحة الإرهاب، اتخذت الجماعة الاقتصادية مبادرات هامة لدعم دولتين عضوتين فيها هما الكاميرون وتشاد، وتشارك في المعركة ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية.وفي هذا الإطار أشار اللامي إلى أن الجماعة خصصت مساعدات مالية للبلدين تبلغ 100 مليون دولار خلال اجتماع القمة الأخير. ولكنه أضاف: "الكفاح ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية يلقي بثقل كبير جدا على الموارد الشحيحة للدول المشاركة فيه. لذلك فمن المهم أن يصعد المجتمع الدولي دعمه متعدد الأوجه للتفعيل الكامل لقوى الدول المشاركة، وتمكينها من تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على بوكو حرام."والجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا التي أنشئت في عام 1983، هي حيز جغرافي يمتد على 6.6 ملايين كيلومتر مربع حيث يعيش اليوم أكثر من 160 مليون نسمة. وترمي الجماعة إلى تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء وإلى إحداث تنمية متوازنة واكتفاء ذاتي في جميع ميادين الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.وفي هذا الإطار، أطلقت الجماعة في الحادي والثلاثين من أيار/مايو 2016 في كنساشا منطقة التبادل الحر. وإلى جانب البنى التحتية والمناخ، تعتبر المنطقة الحرة إحدى الأولويات الرئيسية للجماعة الاقتصادية التي أصبحت تتضمن أيضا قضيتي السلام والأمن.