منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس حقوق الإنسان يفتتح دورته الحادية والثلاثين ويحتفي بالذكرى العاشرة لإنشائه

زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان -
UN Photo/Rick Bajornas
زيد رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان -

مجلس حقوق الإنسان يفتتح دورته الحادية والثلاثين ويحتفي بالذكرى العاشرة لإنشائه

في كلمته في افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف وبمناسبة الذكرى العاشرة لإنشاء المجلس، قال المفوض السامي زيد رعد الحسين إن القيم المشتركة في العالم "ترزح" تحت وطأة الضغوط.

وجاء بعض من أقوى تصريحات المفوض السامي حول سوريا، حيث يستمر التعذيب، والاعتقال التعسفي، وتدمير أحياء بأكملها دون هوادة.

"نحن نشعر بقلق بالغ إزاء الجحيم المستعر، حتى أن وقوفنا شهرا بعد شهر للإحاطة أمام هذا التجمع أو غيره من الهيئات أصبح أمرا بشعا في حد ذاته. إن جمع وتحليل المعلومات عملية مروعة جدا، والغرض من التقارير حولها هو خدمة العمل. ولكن ببساطة عندما تتراكم ثم تتبدد في أروقة السلطة، نشعر بالصدمة، وأنا على يقين أن الكثيرين في جميع أنحاء العالم يشعرون مثلي بالعجز وسط هذا الرعب".

وفيما أورد انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان في أكثر من 50 دولة، ووصف الانتهاكات بالنكبات التي يمكن منع وقوعها، تساءل المفوض السامي زيد عما إذا كان "لا يزال لدينا مجتمع دولي حقا".

"الكراهية تعم جميع أنحاء العالم، مع التغاضي عن ما يسمى ب "الانتهاكات المقززة " للضعفاء من قبل السياسيين."

وأضاف أن بعض الدول هددت بمغادرة الأمم المتحدة، أو سحب الدعم للمحكمة الجنائية الدولية، كما ينظر البعض الآخر في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.

وفي حين دعا زيد رعد الحسين إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين في كل مكان، قال المفوض السامي أيضا أنه على استعداد لنشر أسماء الدول التي رفضت التعاون مع مكتبه بمنع وصول المحققين.

وحول قضية التنمية المستدامة، دعا السيد زيد الدول الأعضاء لتعزيز أهداف حقوق الإنسان بشكل أكثر فعالية مع القيام باستهداف التمويل على نحو أفضل – خلال قيام مؤسسات شفافة وشاملة وخاضعة للمساءلة "بتعزيز هائل للتنمية".

وفي وقت سابق، أطلق وزير الخارجية السويسري ديدييه بيركهالتر نداء من أجل منح حقوق الإنسان دور أكبر في جهود الأمم المتحدة الرامية إلى منع نشوب الصراعات.

وقال بيركهالتر أمام مجلس حقوق الإنسان "إننا ندعو إلى تعزيز الروابط بين حقوق الإنسان والتنمية والسلام والأمن. ندعو لتقريب الدعائم التي تقوم عليها الأمم المتحدة وتحسين الروابط بين جنيف ونيويورك، وبين حقوق الإنسان والأمن. هذه هي الطريقة التي تمكننا من إحراز تقدم حقيقي في القدرة المشتركة لمنع الحرب والمعاناة ".

وفي كلمته أشاد يان إلياسون بعمل المجلس في معالجة التحديات من خلال عدة محاور ذكر منها الاستعراض الدوري الشامل لسجلات حقوق الإنسان، وتحدث عن دور المجلس في الإنذار المبكر بالأزمات الوشيكة أو تفاقمها.

وقال إن مجلس حقوق الإنسان أعطى حياة جديدة إلى الجهود  الرامية إلى تعزيز حقوق الإنسان على نطاق منظومة الأمم المتحدة. كما أنه وفر ساحة حيوية لمناقشة القضايا التي لم تتطرق هيئات الأمم المتحدة الأخرى لمعالجتها - مثل كل أشكال التمييز."

وأضاف، "نحن نعيش في أوقات  عصيبة. حدة التوترات والصراعات المميتة آخذة في الارتفاع، وفي كثير من الأحيان تظهر  استخفافا صارخا بحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي."

وأوضح أن عدد اللاجئين والمشردين في أعلى مستوياته على الاطلاق - أكثر من 60 مليون شخص يبحثون عن  حياة أفضل، وغالبا ما يواجهون  حدودا  مغلقة وأسوارا وأعمالا عدائية.

وأضاف أن الإرهاب والتطرف العنيف يشكلان تهديدات خطيرة على السلم والأمن الدوليين. ويقوضان الديمقراطية والاندماج، والحرية الفردية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.

"إنهم يريدون خلق أجواء من الخوف وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الاستقطاب والانقسام في مجتمعاتنا. إنهم يريدون تقسيم المجتمعات إلى "نحن وهم" وبذلك العمل على تقويض الحقيقة الجوهرية بأن جميع بني البشر متساوون. وفي الوقت نفسه، شدد على أهمية أن يدرك العالم أن هناك انتهاكات ترتكب تحت شعار محاربة الجماعات الإرهابية.

وأعرب عن قلقه إزاء تقليص حيز المجتمع المدني ووسائل الإعلام في أجزاء كثيرة من العالم، مشيرا إلى أنه غالبا ما يواجه المدافعون عن حقوق الإنسان التهديدات والترهيب والعنف. وفي الوقت نفسه، يفلت مرتكبو انتهاكات حقوق الإنسان، في أكثر الأحيان من العقاب.

وأشار إلى استمرار ممارسة التمييز والعنف ضد النساء والفتيات في أنحاء العالم، وعلى مستوى جميع الطبقات الاجتماعية، في وقت السلم وكذلك أثناء الصراع.

"نحن نرى أيضا، مستويات غير مسبوقة من عدم المساواة داخل الدول وفيما بينها - وكلها تذكرنا بضرورة مساواة النهوض بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية مع الحقوق المدنية والسياسية. حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة."

وقال إن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والمظالم، فضلا عن الآثار المدمرة لتغير المناخ، قد ساهمت في عدم تحقيق وعد حقوق الإنسان الوارد في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان بالنسبة لعدد كبير من الناس في أنحاء العالم.

"لكننا نعلم جميعا أن لدينا أيضا، الكثير من العمل الذي لم يُنجز بعد، والعديد من التحديات الجديدة التي تنتظرنا. ونحن نتطلع إلى السنوات العشر القادمة وما بعدها للمجلس، دعونا نستمر في وضع الضحايا والضعفاء في صميم جهودنا. دعونا نضع  حرية وأمن و كرامة الذين يريدون رؤية مستقبل  أفضل من رجال ونساء وأطفال ، في جوهر السياسات والموارد والإجراءات".