منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تحث على العمل لحماية صحة المحيطات في المستقبل

المحيطات لها دور أساسي في حل أكبر مشكلة في القرن 21  وهي كيفية إطعام 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050. الصورة: منظمة الأغذية والزراعة
المحيطات لها دور أساسي في حل أكبر مشكلة في القرن 21 وهي كيفية إطعام 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050. الصورة: منظمة الأغذية والزراعة

الأمم المتحدة تحث على العمل لحماية صحة المحيطات في المستقبل

في اليوم العالمي للمحيطات، حث الأمين العام على الالتزام بحماية المحيطات واستخدام هباتها بسلام وإنصاف وعلى نحو مستدام للأجيال المقبلة. وشدد على أهمية المحيطات السليمة لاستمرار الحياة على كوكب الأرض. فهي تنظِّم حركة المناخ وتقدم طائفة كبيرة ومتنوعة من الخدمات، بما فيها الموارد الطبيعية والمأكولات المغذية وفرص العمل التي تعود بالنفع على البلايين من البشر.

وفي رسالة له بهذه المناسبة، أشار الأمين العام إلى أنه من أجل حماية صحة محيطاتنا، "فلا بد لنا من معرفة حالتها الراهنة وفهم تأثير الأنشطة البشرية وتغير المناخ عليها."

ولفت إلى ترحيب الجمعية العامة، في كانون الأول ديسمبر الماضي، بالتقييم البحري المتكامل العالمي الأول، الذي يشكل تقييما علميا عالميا بحق لحالة محيطات العالم".

"نحن نعلم الآن أن المحيطات، رغم أنها تبدو بغير نهاية، لها قدرة محدودة على تحمل أنشطة الإنسان، خصوصا في الوقت الذي تتأقلم فيه أيضا مع التهديدات التي يشكلها تغير المناخ. ويلزم اتخاذ إجراءات عاجلة على نطاق عالمي لتخفيف حدة الضغوط الكثيرة التي تتعرض لها محيطات العالم وحمايتها من الأخطار المقبلة التي قد تحمِّلها فوق حدود ما يمكن أن تتحمله."

وقال، "أكدت الدول الأعضاء في العام الماضي، لدى اعتمادها الخطة التاريخية للتنمية المستدامة لعام 2030، أن المحيطات المنتجة والسليمة سيكون لها دور حاسم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وستؤدي المحيطات السليمة أيضا دورا أساسيا في التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، في الوقت الذي نسعى فيه جاهدين إلى تنفيذ اتفاق باريس. "

وكان قد تم اقتراح مفهوم "اليوم العالمي للمحيطات" للمرة الأولى في عام 1992 في مؤتمر قمة الأرض في ريو دي جانيرو، بوصفه وسيلة للاحتفال بالمحيطات التي يتشارك فيه العالم أجمع، والاحتفال بصلتنا بالبحر، بالإضافة إلى زيادة الوعي بشأن الدور المهم الذي يضطلع به المحيط في حياتنا والسبل المهمة التي يمكن للناس من خلالها حمايته. أعلنت الجمعية العامة، يوم 8 حزيران يونيه يوما عالميا للمحيطات، اعتبارا من عام 2009. . وموضوع هذا العام، هو "محيطات صحية تعني كوكبا صحيا".

ومن جانبها قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، إن 2016 هو العام الذي يبدأ العالم فيه بتنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه في جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ.

وأضافت السيدة بوكوفا أنه على الرغم من تأثيرات زيادة الأنشطة البشرية على البيئة البحرية، يبقى المحيط عاملا هاما في القضاء على التحدي الأكبر الذي يواجهه العالم اليوم: الفقر المدقع.

"المحيط هو جزء لا يتجزأ من كوكبنا، وعنصر أساسي من مقومات حياة البشر، وسبل العيش والبيئة التي تمدنا بأسباب الحياة. من مصائد الأسماك والسياحة إلى النقل وتنظيم المناخ، المحيطات هي المفتاح لتنفيذ جدول أعمال عالمي جديد ".

وقال المديرة العامة إن السواحل والمحيطات توفر فرصا اقتصادية متعددة لا سيما بالنسبة للبلدان النامية لضمان عدم استبعاد أي أحد في السعي لتحقيق تنمية أكثر إنصافا واستدامة.

ومن جانبها، تعمل اليونسكو، من خلال لجنة علوم المحيطات الحكومية الدولية التابعة لها، على دعم الدول الأعضاء في تنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالمحيطات، وجميع الأهداف الأخرى ذات الصلة، بطرق شاملة وعلى أساس منهج علمي متكامل.

وتشمل الفعاليات التي ستقام بمناسبة اليوم العرض الاحتفالي "هي لي هولو بوني هونوا" في مدينة لونغ آيلاند، نيويورك، ويصل خلاله الزورق التقليدي البولينيزي إلى مقر الأمم المتحدة للمرة الأولى في التاريخ.

وفي المساء، سيعقد حفل استقبال في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيتم الإعلان عن أسماء الفائزين في مسابقة التصوير الفوتوغرافي لليوم العالمي للمحيطات هذا العام. وستتخلل الفعالية العديد من العروض الموسيقية.

وبالإضافة إلى ذلك، سيضاء مبنى إمباير ستيت الشهير في نيويورك بالأبيض والأزرق والأرجواني، وهي الألوان التي تمثل طبقات مختلفة من المحيط. ويمثل اللون الأبيض الجزء العلوي ، والمياه المضاءة بنور الشمس، وكذلك الغطاء الجليدي القطبي. أما اللون الأزرق فيمثل مياه المحيطات العميقة قليلا، والبنفسجي هو للمياه أكثر عمقا. وتمثل الأجزاء غير المضاءة، أو الأسود، تلك الأجزاء من المحيط التي لا تصلها أشعة الشمس.