منظور عالمي قصص إنسانية

يونيب: معدل الأضرار البيئية يرتفع في جميع أنحاء المعمورة ولكن ما زال هناك وقت لعكس أسوأ الآثار

سومطرة، أندونيسيا. المصدر: البنك الدولي/ فلورا دي برينوف
سومطرة، أندونيسيا. المصدر: البنك الدولي/ فلورا دي برينوف

يونيب: معدل الأضرار البيئية يرتفع في جميع أنحاء المعمورة ولكن ما زال هناك وقت لعكس أسوأ الآثار

من الواضح أن التغيرات البيئية التي اجتاحت العالم تحدث بوتيرة أسرع مما كان يعتقد سابقا، مما يحتم على الحكومات أن تعمل الآن على إصلاح الضرر الذي يتعرض له هذا الكوكب، وفقا لدراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وتحت عنوان "توقعات البيئة العالمية (6GEO): التقييمات الإقليمية،" توفر ستة تقارير منفصلة دراسة مفصلة للغاية للقضايا البيئية التي تؤثر على ست مناطق في العالم: منطقة عموم أوروبا، وأمريكا الشمالية، وآسيا والمحيط الهادئ، وغرب آسيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأفريقيا.وتجد التقييمات الإقليمية التي صدرت قبيل انعقاد دورة جمعية الأمم المتحدة للبيئة، في نيروبي، كينيا، 23-27 من مايو/ أيار، أن العالم يتقاسم مجموعة من التهديدات البيئية المشتركة التي تتفاقم بسرعة في أجزاء كثيرة من العالم.وأشارت إلى أهمية معالجة قضايا تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور التربة في الأراضي وندرة المياه والمشاكل المتزايدة التي تحتاج إلى معالجة عاجلة إذا كان للعالم أن يحقق الأهداف المحددة في جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج يونيب أخيم شتاينر "اليوم، وبفضل هذا التقرير، لدينا الآن قدر أكبر من المعلومات حول وضع البيئة في العالم من أي وقت مضى. يجب أن نعي ذلك التغيير." وتفيد التقييمات بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت لمعالجة العديد من أسوأ آثار التغير البيئي، مثل الأضرار التي لحقت بالنظم الإيكولوجية البحرية وارتفاع مستوى تلوث الهواء، الذي أصبح واحدا من المخاطر الصحية البيئية الأكثر انتشارا في العالم.وباعتبارها واحدة من المناطق الأولى في العالم تتعرض لآثار تغير المناخ، تعمل منطقة القطب الشمالي كبارومتر لقياس التغيير في بقية أنحاء العالم. وقد سجلت درجات الحرارة في القطب الشمالي ارتفاعا بلغ ضعف المتوسط العالمي منذ عام 1980.وجاءت أكبر المساهمات في ذوبان الجرف الجليدي والجليديات خلال أوائل القرن ال21 من الأنهار الجليدية في ألاسكا والقطب الشمالي الكندي، ومحيط الغطاء الجليدي في غرينلاند، وكذلك جبال الأنديز الجنوبية وجبال آسيا. وتشكل هذه المناطق معا أكثر من 80 في المائة من مجموع ذوبان الجليد. ومن المرجح أن ارتفاع مستوى سطح البحر في مدينة نيويورك بنسبة 30 سنتيمترا منذ عام 1900 تسبب في توسيع نطاق إعصار ساندي بنسبة بلغت نحو 65 كيلومتر مربع، وغرق منازل أكثر من 80،000 شخص في نيويورك ونيو جيرسي. وفي العام الماضي، تعرضت منطقة آسيا والمحيط الهادئ لأكبر عدد من الكوارث في العالم، حيث شهدت نحو 41 في المائة من إجمالي الكوارث الطبيعية المبلغ عنها خلال العقدين الماضيين، و91 في المائة من الوفيات في العالم التي تعزى إلى الكوارث الطبيعية في القرن الماضي.وتقول الدراسة إن المحرك الرئيسي لتسارع الاستهلاك المحلي هو اتساع قاعدة الطبقة الوسطى. ومن المتوقع أن يرتفع حجم الطبقة الوسطى العالمية من 1.8 مليار في 2009 إلى 4.9 مليار في عام 2030 وتأتي معظم هذه الزيادة من آسيا. ويضع 2.97 مليون من اللاجئين في لبنان والأردن واليمن والعراق عبئا بيئيا هائلا على المنطقة، نتج عنه 1440 طنا من النفايات يوميا في عام 2015، مما أربك قدرة الحكومات وزاد من خطر تفشي وانتشار أمراض معدية.وفي أفريقيا، ثاني أكبر قارة في العالم، الأرض هي من الأصول الأكثر قيمة لإنتاج الغذاء، والصحة الغذائية والتنمية الاقتصادية. إلا أن ما يبعث على القلق، هو تعرض نحو 500 ألف متر مربع من الأراضي في أفريقيا إلى التدهور بسبب تآكل التربة والتملح والتلوث وإزالة الغابات. ويمكن أن يلحق تدهور الأراضي هذا الضرر بالإنتاج الزراعي والتغذية وصحة الإنسان. وتشمل التوصيات الواردة في التقارير تحسين جمع ومعالجة وتبادل البيانات والمعلومات لاتخاذ قرارات مستنيرة؛ وتعزيز الاستهلاك والإنتاج للحد من الضغوط البيئية من خلال معالجة المحركات المرتبطة بعمليات التصنيع الاستهلاك؛ والاستثمار في مجال التخطيط الحضري، وذلك من خلال استخدام البنى التحتية السليمة بيئيا ووسائل النقل النظيفة. وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتنويع مصادر الطاقة.