منظور عالمي قصص إنسانية

زيد:تجاهل وحشي لحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا

عائلة تفر من الصراع في شرق الغوطة بسوريا، المصدر: اليونيسف / عامر الشامي
عائلة تفر من الصراع في شرق الغوطة بسوريا، المصدر: اليونيسف / عامر الشامي

زيد:تجاهل وحشي لحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع في سوريا

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان اليوم إن أحدث التقارير حول سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في سوريا ، بما في ذلك تفجير الأسواق والمرافق الطبية، تكشف عن وجود "تجاهل متوحش لحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع"، داعيا الجهات الفاعلة ذات الصلة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإيجاد حلول لمساعدة الشعب السوري.

وأوضح المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين في بيان صدر عن مكتبه، "يتوالى ورود التقارير من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب ودير الزور حول وقوع خسائر في صفوف المدنيين. ففي الأسبوع الماضي في إدلب، في 19 إبريل نيسان ، أفادت تقارير بسقوط قنابل في سوق الخضراوات في معرة النعمان، أكثر المناطق ازدحاما في المدينة، خلال وقت الذروة، مما أسفر عن مقتل 44 شخصا على الأقل وتدمير العشرات من المحال التجارية. "

وأضاف أنه في بلدة كفر نبل، ألقيت، مرة أخرى، القنابل على سوق في أكثر المناطق ازدحاما في المدينة، وأخطأت بالكاد مركز أنشطة تعقب اليوم الدراسي، يضم 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين السادسة والعاشرة ".

واستطرد المفوض السامي قائلا إنه في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، دمرت طائرات حكومية خلال الأيام القليلة الماضية مستشفى رئيسيا وغيره من المرافق الطبية ، ما أفضى إلى مقتل عدد من العاملين في المجال الطبي، بما في ذلك طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في المنطقة، وكذلك العديد من المرضى.

وفي الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة من حلب، استهدف مستشفى آخر وقتل العديد من المدنيين جراء هجمات في عدد من الأحياء.

وأضاف "باختصار، ارتفعت أعمال العنف إلى مستويات رأيناها قبل وقف الأعمال العدائية. وهناك تقارير مقلقة للغاية حول تعبئة عسكرية تشير إلى وجود استعدادات لتصعيد القتال".

وأشار المفوض السامي إلى توثيق، على مر السنين، العديد من الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية ، وكذلك العديد من الهجمات على الأسواق خلال ذروة التسوق - التي، تبعا للظروف، قد ترقى إلى جرائم حرب.

وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن المدنيين مازالوا عالقين في المناطق المحاصرة بأنحاء سوريا. ويتعرض الكثيرون من المدنيين الأبرياء لخطر الموت جوعا في ظل الحرمان من الرعاية الصحية الملائمة.

وتطرق إلى الوضع في بلدتي الفوعة وكفرايا خارج حلب، مشيرا إلى أن سكان البلدتين يتعرضون لخطر الهجمات الانتقامية من جماعات المعارضة إذا انهارت اتفاقات الهدنة.

وفيما يصعب الحصول على معلومات من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، أعرب المفوض السامي عن القلق البالغ بشأن الادعاءات بوقوع ضحايا من المدنيين بسبب القصف الجوي.

وشدد زيد على ضرورة العمل بشكل عاجل، من قبل جميع الأطراف، لضمان حماية المدنيين وحقهم في الحياة، وأهمية محاربة الإفلات من العقاب.

وشجع المفوض السامي المجتمع الدولي على معالجة معاناة الشعب السوري بعزيمة، قال إنها غابت منذ أمد بعيد.

وذكر أن اتفاق وقف الأعمال القتالية ومحادثات جنيف كانا الخيار الوحيد، محذرا من عواقب التخلي عن هذا الخيار الآن.