منظور عالمي قصص إنسانية

لادسوس: عملية السلام في جنوب السودان "هشة للغاية"

أم مع أطفالها تحت ناموسية في موقع توزيع الأغذية في حالات الطوارئ بادارة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي في ولاية الوحدة بجنوب السودان. المصدر: اليونيسف / كيت هول
أم مع أطفالها تحت ناموسية في موقع توزيع الأغذية في حالات الطوارئ بادارة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي في ولاية الوحدة بجنوب السودان. المصدر: اليونيسف / كيت هول

لادسوس: عملية السلام في جنوب السودان "هشة للغاية"

قال إرفيه لادسوس وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إن الوضع الأمني في جنوب السودان ما زال هشا، في ظل وقوع قتال متقطع في عدة مناطق بالبلاد، مشددا على ضرورة عدم عرقلة حركة بعثة الأمم المتحدة في البلاد والشركاء في المجال الإنساني من أجل التصدي لتدهور الوضع الإنساني وحقوق الإنسان.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن، أشار لادسوس إلى استمرار حكومة جنوب السودان في فرض القيود على حركة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان المعروفة باسم (أونميس) والعاملين في مجال الإغاثة، بما ينتهك "اتفاق وضع القوات".

وأوضح قائلا، "هذه القيود قد أثرت بشدة على قدرة البعثة على التحرك وحماية المدنيين، فضلا عن قدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدة الإنسانية الملحة".

وحث وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام مجلس الأمن الدولي على توجيه رسالة قوية للحكومة والمعارضة لضمان السماح بحرية حركة البعثة وعمال الإغاثة كي يتمكنوا من تنفيذ الولاية الموكلة لهم.

وأضاف لادسوس أن ما يثير القلق بشكل خاص هو "الاشتباكات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والجماعات المسلحة في واو وغرب بحر الغزال، ويؤدي كل ذلك إلى وقوع قتلى وتشريد المدنيين. وتم الإبلاغ عن وقوع قتال بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المعارضة خلال الأسابيع الماضية أيضا في ولايات أعالي النيل والوحدة والاستوائية."

وتحدث لادسوس عن أعمال العنف التي وقعت في موقع لحماية المدنيين تابع لبعثة أونميس في ملكال في شهر فبراير شباط، وقال إن التحقيقات الأولية أكدت مقتل خمسة وعشرين مشردا داخليا وإصابة أكثر من مئة وأربعين.

وأوضح وكيل الأمين العام أنه نظرا لخطورة الحادث، شكلت الأمانة العامة للأمم المتحدة مجلسا للتحقيق في استجابة البعثة للأزمة. وقال إنه بالإضافة إلى ذلك، قرر الأمين العام بان كي مون تشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر في جميع العوامل التي ساهمت في العنف، وتحديد المسؤوليات.

وسيقود التحقيق الخاص أبيودون باشاو وسيتم إطلاع مجلس الأمن على نتائج التحقيقات في أوائل يونيو حزيران.

وتطرق لادسوس إلى الوضع الإنساني في البلاد معربا عن أسفه لتدهور الوضع.

"بعد أكثر من عامين من الصراع والتدهور الاقتصادي، أكثر من نصف سكان جنوب السودان في حاجة إلى المساعدة الإنسانية. لقد تم استنفاد آليات التكيف المجتمعية، وأصبح البقاء على قيد الحياة يشكل تحديا كبيرا".

وحث مجلس الأمن على مطالبة الأطراف وجميع الجهات الفاعلة المسلحة على التمسك فورا بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وأكد السيد لادسوس أن حالة حقوق الإنسان في البلاد لا تزال مصدر قلق بالغ.

"لا يزال المدنيون يستهدفون بشكل منهجي على أساس عرقي ويتم تدمير منازلهم وسبل عيشهم".

"وكما ذكر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فإن حجم الفظائع التي ارتكبت حتى بعد التوقيع على اتفاق السلام هو أمر غير مقبول وليس هناك مساءلة لمرتكبي هذه الانتهاكات الخطيرة. المعارضة غير مسموح بها وهناك تجريم لحرية التعبير".