منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة تبرز أهمية قاعدة الأدلة الديمغرافية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

عائلة في كولومبيا. المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان / دانيال بالدوتو
عائلة في كولومبيا. المصدر: صندوق الأمم المتحدة للسكان / دانيال بالدوتو

الأمم المتحدة تبرز أهمية قاعدة الأدلة الديمغرافية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

في كلمته الافتتاحية أمام جلسة لجنة السكان والتنمية لعام 2016 التي بدأت أعمالها بنيويورك، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بتركيز اللجنة الخاص على تعزيز قاعدة الأدلة الديمغرافية للجهود الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال، "هذه اللجنة لديها تقليد عريق يبعث على الاعتزاز، بالتركيز على الإنسان،" مؤكدا أن المنظمة تتناول القضايا المتعلقة بالعبارة الافتتاحية الخالدة لميثاق الأمم المتحدة: "نحن الشعوب".وأضاف أن البشرية قبل كل شيء تكمن في صميم جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة. وأبرز السيد بان كي مون أهمية فهم الاتجاهات الديموغرافية، والتي تعد ركيزة عمل اللجنة، في تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة. وقال، "إننا جميعا ندرك أنه لا يمكن اختزال الناس في مجرد أرقام. وفي الوقت نفسه، فإن الإحصاءات ضرورية لتتبع التقدم المحرز. عندما لا يتم إدخال الناس في التعداد، يكونون مستبعدين. ومن أجل أن نرقى إلى مستوى الالتزام بعدم استبعاد أحد، علينا ضمان شمول الجميع في التعداد."وقال إن على الحكومات جمع بيانات التعداد واستخدامها لفهم التغيير الديموغرافي الذي من شأنه أن يساعد على تطوير الخطط الفعالة.وأضاف، "عندما ولدت، لم يقم والدَي بتسجيل تاريخ ولادتي. كانت العائلات قلقة من مفهوم أن الأطفال لن يبقوا على قيد الحياة. ولذلك، كانت العائلات تنتظر حتى تتأكد من بقاء هؤلاء الأطفال على قيد الحياة. وهذا هو السبب في أن تاريخ ميلادي في جواز السفر مختلف في الواقع عن تاريخ ميلادي الحقيقي. تاريخ ولادة زوجتي مختلف أيضا. في بعض الأحيان، الفرق يكمن في سنة. بالنسبة لي، الفرق يكمن في شهر - وهذا حدث قبل فترة طويلة من الوقت. وأنا أفهم أن مثل هذا النوع من الممارسة لا يزال قائما في بعض البلدان. يجب تسجيل جميع الولادات والوفيات. وينبغي على جميع الدول أن يكون لها أرشيف لتلك السجلات - لضمان حقوق المواطنة والهوية للجميع." وأشار إلى الأهمية البالغة للبيانات لتوفير الخدمات الصحية العامة المثلى وإنهاء عدم المساواة.وقال السيد بان إن التنمية المستدامة تتطلب تأمين الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق الإنجابية والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والشباب. وأوضح أنه في بعض البلدان، يتسبب انخفاض مستويات الخصوبة في انخفاض عدد السكان. كما يستمر نقص عدد السكان في المناطق الريفية، مما يؤثر سلبا على حيويتها الاقتصادية. وفي بلدان أخرى، حيث لا تلقى الرعاية الصحية الإنجابية اهتماما، لا تزال معدلات الخصوبة عالية. وتكافح هذه الدول لمواكبة وتيرة النمو السكاني مع التوسع في الإنتاج الاقتصادي والبنية التحتية والخدمات.وفي أماكن أخرى، تكافح الدول لتوفير الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية، مع تزايد عدد المتقاعدين وشيخوخة القوى العاملة. وقد استجابت بعض الحكومات من خلال رفع سن التقاعد وتوسيع نطاق الفرص للأشخاص الأكبر سنا للتمتع بحياة نشطة.وقال إن العالم لديه الآن أكبر جيل من الشباب في التاريخ، ومن أجل إطلاق العنان لقدراتهم، هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار في التعليم والفرص والخدمات للشباب. وأضاف، "الأمم المتحدة فخورة بدعم الجهود لوضع الجميع في صميم التنمية. هذا هو روح جدول أعمال 2030".غير أنه حذر من أن واحدة من الاتجاهات السكانية الأكثر دراماتيكية في عصرنا هي النزوح الجماعي، واصفا الأرقام بالفلكية مع نحو 60 مليون نازح داخل البلدان أو دوليا، والآلاف من المهاجرين اليائسين الذين يموتون في رحلات خطرة.ويشار إلى أن مؤتمر القمة الإنساني العالمي سيجمع الشهر القادم في اسطنبول قادة العالم معا للاتفاق على مجموعة أساسية من الإجراءات التي من شأنها رسم مسار لتحقيق تقدم حقيقي. وفي 19 سبتمبر /أيلول، قبل يوم واحد من المناقشة العامة، ستعقد الجمعية العامة اجتماعا رفيع المستوى للتصدي للتحديات الناجمة عن التحركات السكانية الكبيرة. وقالت موابا باتريشيا كاسيس-بوتا، رئيسة اللجنة إن عام 2016 كان عاما حاسما حيث شهد إعادة تشكيل الأمم المتحدة من أجل الوفاء بوعدها لمساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ جدول أعمال عام 2030.في الوقت نفسه، واصلت اللجنة ولايتها في دعم تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي اعتمد في القاهرة في عام 1994.وأوضحت أن اللجنة سوف تركز في اجتماعاتها على قاعدة الأدلة الديموغرافية، التي بنيت على أساس من البيانات. وأشارت إلى أن توافر البيانات الديموغرافية الموثقة في الوقت المناسب ضروري لتخطيط وتنفيذ التدخلات لتحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة ورصد التقدم المحرز نحو تحقيقها.