منظور عالمي قصص إنسانية

في ثالث إفادة بمجلس الأمن خلال أسابيع عن الوضع الإنساني في سوريا الأمم المتحدة تناشد مضاعفة الجهود

من الأرشيف: وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين  في حي الوعر حمص، سوريا. الصورة: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / بسام دياب
من الأرشيف: وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين في حي الوعر حمص، سوريا. الصورة: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / بسام دياب

في ثالث إفادة بمجلس الأمن خلال أسابيع عن الوضع الإنساني في سوريا الأمم المتحدة تناشد مضاعفة الجهود

في ثالث إفادة لمجلس الأمن الدولي خلال شهر يناير كانون الثاني عن الوضع الإنساني في سوريا، ناشد اثنان من كبار مسؤولي الأمم المتحدة المجلس والأطراف المتمتعة بنفوذ بضمان وصول الإغاثة للمحتاجين إليها.

إرثيرين كازين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ناشدت مجلس الأمن الدولي مضاعفة الجهود من أجل تمكين المجتمع الإنساني من الدخول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها ومساعدة المحتاجين.

وقالت "اليوم، أنا لا أكرر فقط الدعوة إلى مساعدة؛ بل أتوسل مساعدتكم!دعونا ألا نسمح بأن يعاني السكان في أماكن أخرى من نفس مصير مضايا ... هذا إذا لم يكونوا يعانون بالفعل. وفيما أتحدث إليكم الآن، نقدر بأن هناك 18 منطقة محاصرة وأن حوالي نصف مليون شخص معزولون تماما من الحصول على المواد الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية الحاسمة. في كثير من هذه المناطق، تنفد مؤنة الناس أو قد نفدت بالفعل. نحن ببساطة لا نعرف. إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تضرب الصور الوحشية التي شهدناها في الأسابيع القليلة الماضية شاشاتنا مرة أخرى."

ستيفن أوبراين وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية استعرض في إفادته الأرقام التي تبرز حجم المعاناة البشرية الناجمة عن الصراع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام ومنها 250 ألف قتيل وأكثر من مليون جريح، و6 ملايين مشرد داخلي، ونحو خمسة ملايين لاجئ.

وقبيل بدء المحادثات السورية في جنيف يوم الجمعة شدد أوبراين على ضرورة الاتحاد خلف الجهود الدؤوبة التي يبذلها المبعوث المعني بسوريا ستيفان دي مستورا لإيجاد حل سياسي للمأساة السورية.

"تتيح العملية السياسية نافذة فرصة حقيقية للمجتمع الدولي للعمل معا لإيجاد حلول تحد من المعاناة وتضع في النهاية حدا للصراع. ولا يمكنني أن أشدد بما فيه الكفاية على ضرورة عدم تفويت هذه الفرصة."

وتحدث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية عن تجاهل أطراف الصراع للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وعدم التزامهم المتكرر بمطالب مجلس الأمن بشأن حماية المدنيين وضمان الوصول الإنساني.

"في كل مرة نعتقد أننا وصلنا إلى الدرك الأسفل من المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذه الأزمة، نجدها تنزلق أعمق وأعمق أمام أعيننا. إن الصور الأخيرة للأطفال الهزالى المتضورين جوعا في بلدة مضايا المحاصرة قد صدمت الضمير المشترك للعالم. إن البعثات الإنسانية التي قامت بها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى مضايا وغيرها من المناطق المحاصرة في الزبداني والفوعة وكفرايا خلال الأسبوعين الماضيين وزعت ما اشتدت إليه الحاجة من غذاء ومساعدات طبية وغيرها من الإمدادات الكافية لمدة شهر لأكثر من ستين ألف شخص."

وبناء على أحدث المعلومات فإن عدد الموجودين في مناطق يصعب الوصول إليها يقدر بأربعة ملايين وستمئة ألف شخص، يتعرضون لمختلف أشكال القيود على حركة الأشخاص والبضائع بما يحد بشكل حاد من توفر الخدمات والمساعدات الإنسانية لهم.

ومن هذا العدد يوجد نحو أربعمئة وتسعين ألف شخص في مناطق محاصرة، نصفهم محاصرون من قبل الحكومة وحوالي مئتي ألف في مناطق خاضعة لسيطرة داعش.

وشدد أوبراين على ضرورة أن يقوم المجلس والمتمتعون بنفوذ بمزيد من الخطوات لضمان امتثال الأطراف لالتزاماتها وفق القانون الدولي ومطالب مجلس الأمن في قراره رقم 2139.

وذكر أن ذلك يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة تتضمن وقف استهداف المدنيين، وتيسير الوصول الإنساني الكامل بدون إعاقات، والسماح بحرية حركة المدنيين من كل الأعمار لدخول المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها والخروج منها بسلامة وكرامة.