منظور عالمي قصص إنسانية

أبرز قضايا حقوق الإنسان في عام 2015 في حوار خاص مع المفوض السامي زيد رعد الحسين

المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسينمن صور الأمم المتحدة/ جين-مارك فيري
المفوض السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسينمن صور الأمم المتحدة/ جين-مارك فيري

أبرز قضايا حقوق الإنسان في عام 2015 في حوار خاص مع المفوض السامي زيد رعد الحسين

بين الإسلاموفوبيا وظهور الخطاب المعادي للمهاجرين واللاجئين إلى قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي، أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان على أن القانون الدولي الإنساني يجب أن ينطبق على الجميع، وأن دور مكتب حقوق الإنسان يحتم عليه عدم السكوت عن أية انتهاكات أو تصريحات تسيء لأي طرف أو مجموعة معينة.

زيد رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان، الذي تقلد منصبه عام 2014 بعد موافقة بالإجماع من الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعد أول مفوض سام من القارة الآسيوية ومن العالمين الإسلامي والعربي.

قضايا عديدة ومسائل حساسة كانت محور حوار أجرته إذاعة الأمم المتحدة مع المفوض السامي لحقوق الإنسان:

سؤال: في الوقت الراهن.. نرى تناميا لكراهية الأجانب ولظاهرة "الاسلاموفوبيا".. ودعوات ضد المهاجرين واللاجئين، والمسلمين بشكل أخص.. ما هو دور منظومة حقوق الإنسان في هذا الشأن؟

زيد رعد الحسين: طبعا تسليط الضوء على هذه الظاهرة المؤسفة حقيقة، وعندما نستمع إلى بعض المسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا، لا بد من التعليق على هذه التصريحات التي تسيء إلى سمعة المجتمع الإسلامي في المجتمعات العربية في أوروبا والولايات المتحدة. فلن نسكت عن هذا الكلام الذي نسمعه، وهذا بالأساس دور المكتب.

سؤال: تعرضت للعديد من الانتقادات بخصوص بعض المسائل مثل قضايا مثليي الجنس وعقوبة الإعدام وكما نعرف فإن العديد من تلك المسائل حساسة في الدول العربية.. كيف تتعامل مع تلك الانتقادات وغيرها؟

زيد رعد الحسين: نحن لا نريد أن نمارس العنف أو نفرض سياسات قمعية ضد أي شخص، سواء تحدثنا عن لونه أو عرقه أو دينه، أو أي مسألة تخص هذا الفرد. طبعا إذا بدأنا التمييز بين بعض الأفراد على هذا الأساس سنصبح في وضع غاية السوء. نحن لا نريد التمييز ولا نريد ممارسة العنف ضد أي شخص وهذه النقاط التي نركز عليها دائما، سواء عندما نتحدث مع حكومات أو المجتمع المدني في العالم العربي.

سؤال: لنركز على قضية اليمن بشكل خاص.. حيث خاطبتم مجلس الأمن بشأن حقوق الإنسان في البلاد.. ما هي الرسالة التي جئت بها إلى المجلس؟

زيد رعد الحسين: تواصلنا مع السلطات اليمنية في أواخر فصل الصيف، وكنا على وشك أن نعرض على مجلس حقوق الإنسان توصيات من ضمنها، إنشاء آلية دولية من أجل التحقيق في الانتهاكات بحقوق الإنسان من جميع الجهات. وعندما تواصلنا مع السلطات، فهمنا من خلال الحوار رغبة الحكومة اليمنية بإنشاء لجنة وطنية للتحقيق في هذه الانتهاكات، ورحبنا بهذا الأمر.

جددنا هذا الكلام أمام مجلس الأمن، بأنه لا يجوز الإفلات من العقاب فيما يخص الانتهاكات التي وجدناها في اليمن، بغض النظر عن هوية الطرف، فشعرنا بأن هناك تفهما من قبل أعضاء المجلس فيما يتعلق بهذه المسألة.

سؤال: وماذا عن القضية الفلسطينية.. ففي ظل ما يشهده العالم العربي من أزمات مأساوية.. هل تشعر بالقلق من تراجع الاهتمام العالمي بوضع حقوق الإنسان في فلسطين؟

زيد رعد الحسين: نعم، وهذا شيء نركز عليه دائما. طبعا الكل يدرك تماما أهمية القضية الفلسطينية فيما يخص استقرار المنطقة، ومن منطلق حقوق الإنسان فإن معاناة الشعب الفلسطيني طيلة الزمن لا بد الإشارة إليها في كل محفل وفي كل مكان، ولا بد من وضع حد لمعاناة هذا الشعب الذي عانى من الاحتلال منذ عام 1967.

لكن في نفس الوقت، القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ينطبق على الجميع، فلا يجوز مقاومة الاحتلال بطريقة تؤدي إلى انتهاكات فيما يخص الجانب الآخر. فلا يجوز استهداف المدنيين ولا يجوز استهداف الأطفال والنساء. يجوز لك كمواطن تعيش تحت الاحتلال أن تقاوم من خلال احترام القانون الدولي الإنساني، وهذا شيء واضح بالنسبة للقانون الدولي.

سؤال: البعض سواء في الدول العربية أو غيرها يرى ضرورة وضع حقوق الانسان جانبا وإعطاء الأولوية لتحقيق الأمن وضمان الاستقرار. هل هناك وقت يتطلب أن تأتي الحقوق في مرتبة ثانية ؟

زيد رعد الحسين: صحيح في حالة نزاع لا بد أن الشخص يريد الاستقرار والأمن والحماية وهذا شيء واضح جدا ونتعاطف معه، ولكن على المدى البعيد إذا لم تحقق الدولة ولم تنفذ التزاماتها القانونية بموجب الاتفاقيات التي صادقت عليها سابقا، سنرى إعادة لعدم الاستقرار والفوضى بسبب عدم وجود احترام لهذ الحقوق. إذا لم يشعر الناس بعد استقرار الأوضاع بأنهم يمكن أن يمارسوا حقهم في التعبير ويمكن أن يمارسوا حقوقهم بشكل واضح، لا بد أن تغذي هذه الظروف المزيد من الإحباط والمزيد من الغضب.

سؤال: بالنسبة للاتفاق التاريخي الذي توصل إليه الأطراف بشأن المناخ بباريس. هل وضعتم بصمة في هذا الشأن؟

زيد رعد الحسين: نحن وضعنا فقرة في الديباجة حول ضرورة احترام حقوق الإنسان، وأعتقد أن هذا كان إنجازا عظيما بالنسبة لنا، حيث تعكس هذه الفقرة مدى احترام أو مدى اهتمام الدول فيما يخص ترابط ملف حقوق الإنسان بتغير المناخ.

سؤال: عام ونصف تقريبا على منصبك كمفوض سامي لحقوق الإنسان.. ما الذي تحاول أن تفعله لتحسين أو تعزيز عمل منظومة حقوق الانسان؟

زيد الحسين: هناك فجوة ما بين العمل على الصعيد التشريعي ومسألة تنفيذ هذه الالتزامات. أعتقد أن هذا شيء مهم بالنسبة لنا، أن نحث الدول على تطبيق التزاماتها وعلى أن المواطن يشعر في حياته اليومية بأن هناك تغييرا ملموسا بالنسبة لاحترام هذا الشخص من قبل السلطات المعنية، وأعتقد أنه شيء مهم.