المبعوث الخاص المعني بالشباب: قرار مجلس الأمن التاريخي حول الشباب والأمن والسلام هو اعتراف بدور الشباب في مكافحة التطرف والإرهاب

وكان مجلس الأمن الدولي اليوم، قد اعتمد اليوم القرار (2250) حول "الشباب والسلم والأمن"، والذي يعد الأول من نوعه في إشراك الشباب في تعزيز السلم والأمن.
وأشار الهنداوي في حوار مع إذاعة الأمم المتحدة إلى أن الشباب يعاني اليوم من تداعيات غياب الأمن والسلام في العديد من البلدان، وقدرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على استغلال ضعف بعض الفئات الشبابية خاصة في مناطق النزاعات وتوظيفهم عبر جرهم إلى الانضمام إلى جماعات إرهابية وظلامية.
وعن أهمية القرار وأهم ما جاء فيه، قال الهنداوي في حوار أجرته الزميلة بسمة البغال:
" هذا القرار غير مسبوق ويمثل انجازا كبيرا لشباب العالم أجمع وخاصة لما يقارب من ستمائة مليون شاب وشابة، الذين يعيشون في مناطق النزاعات أو مناطق أوضاعها الأمنية هشة. منذ مدة طويلة، نادى الكثير من المنظمات الشبابية والعديد من العاملين في الحقل الشبابي منذ مدة طويلة، بضرورة أن يتبنى مجلس الأمن قرارا يؤسس أجندة جديدة تعنى بقضايا الشباب والأمن والسلام. هناك حاجة ماسة إلى اعتماد مقاربة جديدة تشرك الشباب بوصفهم شريك استراتيجي في عملية مكافحة السلام وأيضا في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب.
نرى اليوم كيف يعاني الشباب من تداعيات غياب الأمن والسلام في العديد من البلدان، ونرى قدرة الجماعات الإرهابية والمتطرفة على استغلال ضعف بعض الفئات الشبابية، خاصة في مناطق النزاعات وتوظيفهم عبر توظيفهم أو جرهم للانضمام إلى جماعات إرهابية وظلامية.
أعتقد ما تبناه مجلس الأمن اليوم في منتهى الأهمية، وفي مضمونه هو اعتراف بقدرات الشباب بوصفهم شريك حقيقي وفاعل في عمليات بناء السلام ومكافحة التطرف والإرهاب."
إذاعة الأمم المتحدة: ما هي أهم بنود هذا القرار؟
الهنداوي: " هذا القرار يدعو إلى إعطاء الشباب فرصة للمشاركة في عمليات بناء السلام وبالتحديد قضايا مفاوضات السلام الرسمية، كما تعلمين هناك غياب تقريبا لإدماج الشباب في عمليات المفاوضات في مناطق النزاعات، واليوم ندعو إلى إشراك الشباب واعطائه فرصة للجلوس على طاولة المفاوضات كممثل، وخاصة أن معظم المناطق التي تمر بنزاعات اليوم جلها من الشباب. هو اعتراف بضرورة أن يعطى الشباب مقعدا على طاولة المفاوضات وأن يتم تمثيله.
أيضا ينظر القرار في جوانب تتعلق بتغيير الطريقة التي ننصت فيها إلى الشباب وتحويلهم من قضية مشكلة لمجتمعاتهم والاعتراف بدورهم الإيجابي في بناء السلام.
ويؤكد القرار على قضية المشاركة ويدعو الدول الأعضاء إلى ادماج الشباب، وأيضا يركز على قضايا الحماية وأن في ظروف النزاعات يجب حماية الشباب.
كما يدعو القرار إلى زيادة الدعم السياسي والفني والتمويل للمنظمات الشبابية، وهو أيضا يؤكد على أهمية الشراكة مع الشباب والمنظمات في مكافحة التطرف العنيف."
إذاعة الأمم المتحدة: هل هذا أول قرار يصدره مجلس الأمن بهذا الشأن؟
الهنداوي: " هذه أول مرة في تاريخ مجلس الأمن يتبنى فيه مقاربة تضع الشباب بوصفهم شريكا رئيسيا بقضايا الأمن والسلام، وهو اعتراف حقيقي أنه لا يمكن تحقيق الأمن والسلام دون تنمية، ولا يمكن تحقيق التنمية دون الأمن والسلام، ولا يمكن تحقيق الأمن والتنمية أو قضايا السلام بمجملها، دون الاستثمار الحقيقي بالشباب."
إذاعة الأمم المتحدة: ما هو دورك وفقا لهذا القرار، في الدول العربية بشكل خاص؟
الهنداوي: " نصف الدول العربية اليوم تعاني من نزاعات مفتوحة، حيث في مؤشرات التنمية يعاني الشباب العربي بشدة، المنطقة العربية اليوم فيها أعلى معدل بطالة بين الشباب بالنسبة لجميع الأقاليم في العالم، حيث هناك شاب عربي من ثلاث شباب خارج سوق العمل.
الشباب في المنطقة العربية اليوم يعانون من أثر الصراعات، مثل سوريا والصومال واليمن والشباب فيها يدفعون التكلفة الأكبر للنزاعات الدائرة.
القرار هو رسالة أمل حقيقية للشباب العربي أن اليوم لتحقيق الأمن والسلام علينا العمل مع الشباب. لا يجوز تحميل الشباب مسؤولية أو وزر صراعات هم في مقدمة ضحاياها لا مسبباتها.
أعتقد أن قرار اليوم يعيد الاعتبار للشباب العربي، وأن مطالبه ورغباته يجب صيانتها وحمايتها ويجب حماية الشباب العربي من تداعيات تلك النزاعات التي يدفعها الشباب العربي ثمنا باهظا للأمن والسلام.
أدعو جميع الحكومات العربية والمنظمات العاملة في هذا المجال، إلى أن تعمل على تنفيذ هذا القرار عبر إشراك الشباب كشريك في قضايا الأمن والسلم، ووضع قضايا التعليم والصحة والحماية الجسدية والنفسية في صدارة أولوياتها."
"أثني على ريادة الأردن على طرح هذا القرار، والذي جاء بدعوات من الشباب وإحدى توصيات " منتدى عمان حول الشباب والسلم والأمن."