منظور عالمي قصص إنسانية

الأمين العام: يجب أن يقف العالم معا لهزيمة الإرهاب وأشعر بالقلق إزاء التمييز ضد المسلمين

الأمين العام بان كي مون في جلسة مجلس الأمن حول صون السلم والأمن الدوليين. المصدر: الأمم المتحدة / تشا باك
الأمين العام بان كي مون في جلسة مجلس الأمن حول صون السلم والأمن الدوليين. المصدر: الأمم المتحدة / تشا باك

الأمين العام: يجب أن يقف العالم معا لهزيمة الإرهاب وأشعر بالقلق إزاء التمييز ضد المسلمين

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة وزارية حول "الأمن والتنمية والأسباب الجذرية للصراعات" شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة والسيدة وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة وعضوة اللجنة الرباعية للحوار التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا العام، بالإضافة إلى نحو ثمانين من الدول الأعضاء.

واستهل الأمين العام بان كي مون كلمته بتقديم تعازيه لحكومة وشعب فرنسا لما تكبدته في الهجوم الإرهابي الشنيع يوم الجمعة.

وقال، "بعد التفجيرات الانتحارية الأخرى خلال الأيام الأخيرة في بيروت وبغداد، والتفجير الواضح لطائرة روسية، نرى استمرار خطر الإرهاب والتهديد المتنامي لداعش. لا يمكن أن يبرر سبب أو مظلمة مثل تلك الأعمال."

وأعرب بان عن القلق إزاء التمييز ضد المسلمين، وشدد على ضرورة أن يقف العالم معا لهزيمة الجماعات الإرهابية.

"أشعر بالقلق بشكل خاص إزاء الأعمال الانتقامية أو حدوث مزيد من التمييز ضد المسلمين، وخاصة اللاجئين والمهاجرين المسلمين. سيؤدي ذلك إلى تفاقم العزلة التي يتغذى عليها الإرهابيون. يجب أن يقف العالم معا لهزيمة الجماعات الإرهابية، ولتقديم الجناة إلى العدالة وكسر الحلقة المفرغة من التشدد. لذا تأتي مناقشات هذه الجلسة في مجلس الأمن في الوقت المناسب."

وأشار بان كي مون إلى قمة التنمية لعام 2005 التي أعلن فيها قادة العالم "عدم إمكانية تحقيق السلام بدون تنمية أو التنمية بدون السلام، وأن العالم لن يتمتع بأي منهما بدون احترام حقوق الإنسان".

وتعتمد أجندة التنمية المستدامة، التي تطمح لتحقيق أهداف محددة بحلول عام 2030، على هذا التفاهم من خلال اتباع نهج متكامل وشمول الهدف السادس عشر الخاص بإنشاء مجتمعات مسالمة وجامعة وكفالة العدالة وبناء المؤسسات.

ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن الصراعات العنيفة والتطرف العنيف في عالم اليوم غالبا ما يتجذران في خليط من التهميش وعدم المساواة وسوء إدارة الموارد الطبيعية والتطرف والقمع والفشل في الحكم والإحباط والعزلة، مع عدم توفر الوظائف والفرص.

وذكر أن الاستجابات لا تتناسب مع هذه الحقائق، وشدد في هذا السياق على أربع نقاط:

"أولا يجب أن نركز الكثير من الطاقة على (المنع)، لقد عرفنا ذلك من قبل، والآن تؤكده المراجعات الأخيرة لعمليات حفظ السلام وبناء السلام وأجندة النساء والسلم والأمن. إن المنع يتطلب الاستخدام المتضافر للدبلوماسية الوقائية والمساعي الحميدة، ويعني أيضا ضرورة أن تمثل أجندة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة جزءا أكبر من استراتيجياتنا....ثانيا زيادة التركيز على المنع يعني زيادته أيضا على حقوق الإنسان، إن انتهاكات حقوق الإنسان هي غالبا أفضل المؤشرات التحذيرية المبكرة لوقوع المشاكل. ولكن غالبا ما تتردد الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة نفسها في الإقرار بمحورية حقوق الإنسان."

والنقطة الثالثة التي حددها الأمين العام هي ضرورة تعزيز الاتساق بين جميع الأطراف، مشيرا إلى أن أجندة عام 2030 تدعو إلى التحرك نحو الشراكات. وأكد ضرورة أن تقدم منظومة الأمم المتحدة تحليلات قوية إلى مجلس الأمن ولجنة بناء السلام في الموضوعات ذات الصلة.

أما النقطة الأخيرة التي سلط الأمين العام الضوء عليها، في هذا السياق، هي الحاجة لتمويل منتظم وكاف للمساعي الحميدة وجهود الوساطة لفرق الأمم المتحدة القطرية وصندوق تمويل بناء السلام.