منظور عالمي قصص إنسانية

زيد:"سيدفعنا العنف، أكثر من أي وقت مضى، نحو كارثة ما لم يتوقف فورا"

المفوض  السامي  لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين (يمين) ومحمود عباس، رئيس دولة فلسطين، في الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. المصدر: الأمم المتحدة / جان مارك فيري
المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين (يمين) ومحمود عباس، رئيس دولة فلسطين، في الاجتماع الخاص لمجلس حقوق الإنسان في جنيف. المصدر: الأمم المتحدة / جان مارك فيري

زيد:"سيدفعنا العنف، أكثر من أي وقت مضى، نحو كارثة ما لم يتوقف فورا"

في جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان ، بناء على طلب البعثة الفلسطينية بجنيف، أكد زيد رعد الحسين، المفوض السامي لحقوق الإنسان أن العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين "سيدفعنا، أكثر من أي وقت مضى، نحو كارثة ما لم يتوقف فورا".

وقال، "إن هذه الأزمة خطيرة إلى أقصى حد لأنها مواجهة ترجع في جزء منها إلى العامل الأكثر إثارة لآليات المؤثرات الإنسانية، ألا وهو الخوف. إنها مواجهة بين شعبين يخشى كل منهما الآخر، ويخشيان الدوافع المتقابلة لكل منهما، ومن ثم يخشيان المستقبل. وهي مخاوف، ما لم يتم التصدي لها سريعا، فقد تصبح مع الوقت بكل معنى الكلمة، وبشكل صارخ - وللكثير من الاعتبارات الإنسانية- ثانوية كلما طال استمرار هذه الأزمة."

وأضاف أن مما قد يزيد من احتمال وقوع الكارثة القضية البالغة الحساسية المتعلقة بالوضع في القدس الشرقية المحتلة، وعلى وجه التحديد الموقع الذي يعرف للمسلمين باسم مجمع المسجد الأقصى أو الحرم الشريف ولدى اليهود باسم جبل الهيكل. وأوضح قائلا، "بالنسبة للفلسطينيين، والعالمين العربي والإسلامي بشكل عام، تركز الخوف على ما ينظر إليه كعدوانية متزايدة للمواقف الإسرائيلية تجاه المجمع ، مما يدل دلالة قوية على الرغبة في تغيير الوضع القائم."

ومن جانبها تقول الحكومة الإسرائيلية إن الخوف في غير محله، وتعتقد أن الشائعات ألهبت المشاعر. وأكد رئيس الوزراء مرارا أنه لا يوجد أي تهديد لمجمع المسجد الاقصى.

"بدلا من ذلك، تخشى الحكومة من أن الفلسطينيين يعملون على تأجيج مشاعر الاستياء والغضب للتحريض على العنف ضد إسرائيل والإسرائيليين - وأن الفلسطينيين يتحملون مسؤولية العنف. واستشهد بمقولة الراحل سيرجيو فييرا دي ميلو، "الخوف مستشار سيء".

وقال، "حوادث الطعن يجب أن تتوقف. التحريض والهجمات بالسيارات يجب أن يتوقف. يجب وقف إطلاق النار والضرب. يجب وضع حد للإفلات من العقاب لانتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، ويجب تحقيق العدالة للضحايا. إن الأعمال التي تقوم بها حركة الاستيطان في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في القدس الشرقية المحتلة وحولها، يجب وقفها. أيضا لا يمكن أن يسمح للاستخدام المفرط للقوة من جانب الجيش الإسرائيلي والشرطة، فضلا عن هدم المنازل وغيرها من العقوبات الجماعية لا يمكن أن يسمح لها بالاستمرار. إن حصار غزة يجب أن ينتهي."

وأكد زيد على أهمية إعادة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بشكل غير مسبوق، مشيرا إلى أن إسرائيل يجب أن تضمن أمنها وإنهاء الاحتلال الذي تسبب بمعاناة الشعب الفلسطيني لما يقرب من خمسين عاما. وشدد المفوض السامي على أن الشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش حرا وبكرامة ويتمتع بكامل حقوقه، في دولته الخاصة المحررة فلسطين.