منظور عالمي قصص إنسانية

مفوضيةاللاجئين تحدد سبعة عوامل وراء تدفق اللاجئين إلى أوروبا

مهاجرون وطالبو اللجوء، معظمهم من الأكراد السوريين، في فناء مدرسة تحولت إلى مركز للاستقبال، على مشارف العاصمة البلغارية صوفيا. المصدر: جودي هيلتون / إيرين
مهاجرون وطالبو اللجوء، معظمهم من الأكراد السوريين، في فناء مدرسة تحولت إلى مركز للاستقبال، على مشارف العاصمة البلغارية صوفيا. المصدر: جودي هيلتون / إيرين

مفوضيةاللاجئين تحدد سبعة عوامل وراء تدفق اللاجئين إلى أوروبا

فيما لجأ أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري إلى البلدان المجاورة لسوريا، شهدت الأشهر الأخيرة زيادة في عدد السوريين الذين لجأوا إلى أبعد من ذلك - فقد بلغ مجموع طلبات اللجوء من قبل السوريين في أوروبا منذ عام 2011، 429ألف طلب.

واستنادا إلى عمليات الرصد والتقييم المستمر، والاستطلاعات، ومجموعات النقاش، والتفاعل اليومي مع اللاجئين في الأردن ولبنان ومصر والعراق، تمكنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين من تحديد سبعة عوامل رئيسية وراء هذا التدفق للاجئين. وبشكل رئيسي تنطبق المعلومات التي تم جمعها على السوريين اللاجئين في المنطقة، وليس على القادمين مباشرة من سوريا.

وأول هذه العوامل وفقا للمفوضية هو اليأس. بدخول الأزمة السورية عامها الخامس دون أي مؤشر على وجود حل في الأفق، يتضاءل الأمل بالنسبة لكثير من اللاجئين وتتفاقم مشاعر عدم اليقين بشأن المستقبل بسبب الظروف البائسة، من الشعور باليأس.

أما العامل الثاني فهو ارتفاع تكاليف المعيشة وتعميق الفقر، حيث يحدد غلاء المعيشة بقاء أو رحيل اللاجئين في لبنان. وفي مصر، يقول اللاجئون إنه أصبح من الصعب دفع إيجار مكان إقامتهم، والتعامل مع مستويات عالية من المديونية وتحمل توفير احتياجاتهم الأساسية. أما في الأردن، كان انعدم القدرة على إعالة الأسرة السبب الأكثر شيوعا لمغادرة اللاجئين.

أما العامل الثالث فهو محدودية فرص كسب الرزق. وتوضح المفوضية أن عدم القدرة على العمل، يمثل مشكلة اللاجئين في لبنان ومصر والأردن. ويقول اللاجئون السوريون في العراق إن تزايد عدد النازحين داخليا أدى إلى التنافس على الوظائف في إقليم كردستان العراق. وفي الوقت نفسه، قل العمل في مواقع البناء في المنطقة نظرا لانخفاض أسعار النفط.

ويؤدي عدم القدرة على العمل بشكل قانوني إلى لجوء اللاجئين إلى العمالة المؤقتة – معرضين أنفسهم للاستغلال، والعمل في ظروف غير آمنة أو عدم دفع أرباب العمل عديمي الضمير لأجورهم. ويعاقب اللاجئون في حال ضبطهم، فعلى سبيل المثال في الأردن، تجري إعادتهم إلى المخيم. وبموجب لوائح جديدة في لبنان، يجب على اللاجئين التوقيع على تعهد بعدم العمل عند تجديد إقامتهم.

وتعاني برامج المساعدات للاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة من نقص حاد في التمويل، مما يشكل العامل الرابع لتنقل اللاجئين. فنقص التمويل يعني تخفيضات في المساعدات الغذائية لآلاف اللاجئين، مما يشكل سببا رئيسيا لمغادرة العديد منهم الأردن. ولا يحصل عشرات الآلاف منهم على المساعدات النقدية، مما يسبب في انحدارهم بصورة أعمق في الدين. ونتيجة لذلك يلجأ الناس إلى استراتيجيات المواجهة السلبية - بما في ذلك التسول وعمالة الأطفال، وزيادة المديونية.

وفي الأردن، أدى العجز في التمويل إلى تقييد الوصول المجاني إلى الرعاية الصحية. ونتيجة لذلك، أجبر 58.3 في المائة من البالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة على الاستغناء عن الدواء أو الخدمات الصحية، بزيادة بنسبة 23 في المائة عن عام 2014. وهناك أيضا انخفاض ملحوظ في فرص الحصول على الرعاية الصحية العلاجية والوقائية.

والعامل الخامس هو العقبات التي تعترض تجديد الإقامة القانونية. ففي لبنان، هناك لوائح جديدة جعلت من الصعب على السوريين طلب اللجوء. ويدفع اللاجئون المقيمون 200 دولار سنويا لتجديد إقامتهم. ويطلب منهم التوقيع على تعهد بعدم العمل بالإضافة إلى تقديم عقد إيجار مصدق. ويخشى كثير من اللاجئين من الاعتقال أو الاحتجاز ويشعرون بالضعف بسبب انتهاء مدة تأشيرات الإقامة.

وتشكل محدودية فرص التعليم العامل السادس باعتبارها مشكلة اللاجئين في الأردن ومصر ولبنان والعراق. ويعد التعليم أمرا هاما بالنسبة للسوريين، الذين كانوا يتمتعون بالتعليم الإلزامي المجاني في بلادهم قبل الحرب. وفي الأردن، يهجر نحو 20 في المائة من الأطفال المدرسة من أجل العمل، وفي بعض الحالات تجبر الفتيات على الزواج المبكر. وفي لبنان، حيث التعليم مجاني للسوريين في نظام الفترتين، يصعب على العديد من الأطفال الانتظام في المدرسة أو الالتحاق بها، مع العمل في نفس الوقت لدعم أسرهم.

والعامل السادس يتعلق بالشعور غير الآمن في العراق حيث ذكر غالبية النازحين أنهم يشعرون بعدم الأمان في البلاد.