منظور عالمي قصص إنسانية

معدلات وفيات الأطفال تنخفض لأكثر من النصف منذ 1990، إلا أنها ليست كافية لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية

طفل من الشعوب الأصلية في ماليزيا ينام في مهد من القماش التقليدي في مركز التعلم ورعاية الأطفال. وتدعم اليونيسف التعليم والبرامج الأخرى لأطفال السكان الأصليين وغيرهم من المهمشين والمستضعفين في البلاد. المصدر: اليونيسف / جياكومو بيروزي
طفل من الشعوب الأصلية في ماليزيا ينام في مهد من القماش التقليدي في مركز التعلم ورعاية الأطفال. وتدعم اليونيسف التعليم والبرامج الأخرى لأطفال السكان الأصليين وغيرهم من المهمشين والمستضعفين في البلاد. المصدر: اليونيسف / جياكومو بيروزي

معدلات وفيات الأطفال تنخفض لأكثر من النصف منذ 1990، إلا أنها ليست كافية لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية

أفاد تقرير جديد نشر اليوم بأن معدلات وفيات الأطفال انخفضت لأكثر من نصف ما كانت عليه سنة 1990، إلا أنها ليست كافية لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية المتمثل في تخفيض المعدلات بمقدار الثلثين على مدى السنوات ال 15 الماضية، وفقا لتقرير جديد صدر اليوم عن عدد من المنظمات الدولية.

وفي هذا الصدد تقول نائبة المدير التنفيذي لليونيسف، جيتا راو جوبتا، "علينا أن نعترف بالتقدم الكبير الذي تحقق على مستوى العالم، خاصة منذ سنة 2000، حيث ضاعفت العديد من الدول من معدلات تخفيض وفيات الأطفال دون سن الخامسة".

وتضيف، "ولكن ينبغي أن يدفعنا العدد الهائل من الأطفال الذين ما زالوا يموتون لأسباب يمكن الحيلولة دونها قبل بلوغهم عامهم الخامس - وتحديدا خلال الشهور الأولى من حياتهم - إلى مضاعفة جهودنا لنقوم بما نعلم أنفسنا ما ينبغي عمله، لا يمكن أن نستمر في خذلانهم".

وتشير التقديرات الجديدة الواردة في "تقرير مستويات وأنماط وفيات الأطفال 2015" الذي أصدرته اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، ومجموعة البنك الدولي، وشعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، انخفضت وفيات الأطفال دون سن الخامسة من 12.7 مليون في السنة في 1990 إلى 5.9 مليون في 2015.

ويشير التقرير إلى أن الرقم انخفض ليصل إلى دون الستة ملايين لأول مرة هذه السنة. وبالرغم من أهمية التقدم الذي تحقق على المستوى العالمي، إلا أنه ما زال 16 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون يوميا.

ويفيد التقرير بأن التحدي الأكبر يبقى في فترة الولادة وما بعدها. حيث أن 45 في المائة من وفيات دون سن الخامسة تحدث بين حديثي الولادة - أي في أول 28 يوما من حياة الطفل. كما تعتبر الولادة المبكرة والالتهاب الرئوي ومضاعفات الولادة والإسهال وتسمم الدم والملاريا من المسببات الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، وترتبط نصف حالات الوفيات في هذه السن بنقص التغذية.

ويشير التقرير إلى أنه يمكن تجنب معظم وفيات الأطفال باستخدام تدخلات جاهزة ثبت نجاحها. ويمكن تسريع معدل تخفيض وفيات الأطفال بشكل كبير من خلال التركيز على المناطق التي ترتفع فيها هذه المعدلات - كالدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء ودول آسيا الجنوبية - وضمان استهداف المواليد الجدد بشكل موجه.

وفي هذا الصدد تقول د. فلافيا توستريو، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "نحن نعرف كيف نمنع الوفيات التي يمكن تجنبها بين الأطفال حديثي الولادة. فالرعاية الجيدة وقت الولادة، والتي تتضمن خطوات بسيطة وغير مكلفة مثل ضمان التلامس الجسدي المبكر بين الأم والطفل، والرضاعة الطبيعية الخالصة، والرعاية الإضافية للأطفال الصغار والمرضى يمكن أن تنقذ آلاف الأرواح كل سنة".

وتضيف، "ستكون الاستراتيجية العالمية لصحة النساء والأطفال واليافعين، والتي ستطلقها الجمعية العمومية للأمم المتحدة هذا الشهر، محفزا رئيسيا لإعطاء جميع المواليد الجدد أفضل فرصة لبداية صحية في الحياة".

ويسلط التقرير الضوء على أن فرصة الطفل في البقاء تختلف بشكل كبير اعتمادا على المكان الذي يولد فيه. فالدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء تشهد أعلى معدلات للوفيات في العالم، حيث يموت طفل واحد من بين 12 طفلا قبل بلوغه عامه الخامس - أي أعلى باثنتي عشرة مرة عن المعدل في الدول مرتفعة الدخل، والبالغ طفلا واحدا من بين 147 طفلا.

وخلال الخمس عشرة سنة الماضية، تسارعت وتيرة خفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة في المنطقة بمقدار مرتين ونصف مما كانت عليه في الفترة ما بين 1990 - 2000. وبالرغم من الدخل المتدني تمكنت أرتيريا وأثيوبيا وليبيريا ومدغشقر وملاوي وموزمبيق والنيجر ورواندا وأوغندا وتانزانيا من تحقيق الهدف الإنمائي للألفية.

ويقول نائب الأمين العام للأمم المتحدة المعني بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية، السيد وو هونجبو: "يؤكد التقرير الجديد إحدى النتائج الأساسية التي توصلت إليها المراجعة التي تمت سنة 2015 لتوقعات النمو السكاني في العالم والمتعلقة بالانخفاض الكبير في معدلات وفيات الأطفال عالميا في فترة الخمس عشرة سنة التي تم فيها العمل على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية".

ويضيف: "أنقذ التحسن الكبير الذي تم منذ سنة 2000 أرواح الملايين من الأطفال، ولكن إن كان لنا أن نحقق الهدف المتعلق ببقاء الأطفال في أجندة 2030 للتنمية المستدامة، فيجب أن يستمر هذا التقدم وأن يتسارع أكثر، خاصة في الدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء والتي تشهد معدلات وفيات عالية".

ومن جانبه يقول د. تيم إيفانز، المسؤول عن الصحة والتغذية والسكان في مجموعة البنك الدولي: "حققت العديد من الدول تقدما مذهلا في الحد من معدلات وفيات الأطفال. ولكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل قبل 2030 لضمان أن تتمكن جميع النساء والأطفال من الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها".