منظور عالمي قصص إنسانية

منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة يحث مجلس الأمن على إنهاء "المعاناة الهائلة" للسوريين

الأسر التي تم إجلاؤها من الغوطة الشرقية، سوريا، تتجمع في ساحة  ملجأ ضاحية القدسية الجماعي في للحصول على المساعدات الأساسية. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / جوزفين غيريرو
الأسر التي تم إجلاؤها من الغوطة الشرقية، سوريا، تتجمع في ساحة ملجأ ضاحية القدسية الجماعي في للحصول على المساعدات الأساسية. المصدر: مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية / جوزفين غيريرو

منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة يحث مجلس الأمن على إنهاء "المعاناة الهائلة" للسوريين

حث منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة اليوم مجلس الأمن الدولي في جلسة تناول فيها الوضع الإنساني في سوريا، على بذل أقصى جهده للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سوريا، فيما وصف المعاناة والدمار الذي شهده بنفسه خلال زيارة قام بها مؤخرا إلى البلاد. وقال إن الجهد الإنساني لا يمكن أبدا أن يحل محل العمل السياسي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين، "من الصعب إيجاد كلمات تصف بشكل منصف عمق المعاناة التي تواجه السوريين يوميا. لقد عدت لتوي من سوريا، ورأيت جزءا ضئيلا من هذا الواقع المرير بنفسي "."غادرت البلاد وأنا أشعر بسخط وأسى بالغين. أشعر بالغضب لأننا كمجتمع دولي ليس مسموحا لنا، ولسنا قادرين على فعل المزيد لحماية السوريين الذين يحتاجون إلى دعمنا الراسخ أكثر من أي وقت مضى. ولكنني عازم على عدم الاستسلام للاستياء إزاء التكرار المستمر للتحديات التي نواجهها نحن عمال الإغاثة، هناك حاجة لاستكشاف كل سبيل لفعل كل ما يمكن لتقديم المساعدة المنقذة للحياة والحماية للمحتاجين." وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، ناقش السيد أوبراين مع كبار ممثلي الحكومة الحاجة إلى تعزيز حماية المدنيين والاستجابة الإنسانية بشكل عام.وأوضح أنه حث الحكومة على منح حق الوصول الكامل ودون عوائق إلى جميع المحتاجين أينما كانوا. وقال "يحدوني أمل صادق في أن تتخذ الخطوات اللازمة لتحسين الوصول، بما في ذلك الموافقة على طلبات تسيير القوافل المشتركة بين الوكالات".وأشار السيد أوبراين في إحاطته إلى مقتل أكثر من ربع مليون شخص في سوريا منذ بدء الصراع قبل أكثر من أربع سنوات، وإصابة نحو مليون شخص. وقال إن 7.6 مليون شخص نزحوا داخل البلاد، فيما أجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم هذا العام وحده. وقد فرّ أكثر من أربعة ملايين شخص عبر الحدود في بحث يائس من أجل البقاء على الحياة وحياة أفضل، معرضين المجتمعات والبلدان المضيفة إلى ضغط أوشك الآن أن يصل إلى نقطة الانهيار.وأضاف "باسم الأمن والإنسانية، نحن بحاجة لإيجاد طريقة أفضل وأكثر استدامة للمضي قدما بالنسبة للمجتمع الدولي الأوسع نطاقا لتقاسم العبء في استضافة اللاجئين السوريين". وأشار إلى تصاعد، حدة العنف خلال الشهر الماضي، في جميع أنحاء البلاد. وقد أدت الهجمات العشوائية والمستهدفة من قبل كافة أطراف النزاع إلى خسائر في الأرواح وتدمير للبنية التحتية. كما حرم مئات الآلاف من السوريين من الحصول على الخدمات الأساسية مثل الماء. "إن الاستخفاف القاسي بالحياة البشرية وأساسيات البقاء على قيد الحياة على ما يبدو لا يعرف حدودا." وخلال النصف الأول من عام 2015، تمكنت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من تقديم مساعدات غذائية ل5.9 مليون شخص شهريا، والأدوية والإمدادات الدعم الطبية لتسعة ملايين شخص. كما قدمت الدعم لخدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من خمسة ملايين شخص، ومواد الإغاثة الأساسية لأكثر من أربعة ملايين شخص.وقال السيد أوبراين، "وعلى الرغم من أن هذه الأرقام لا يستهان بها، يؤسفني أن أقول إنه يمكن القيام بأكثر من ذلك لو تم السماح بالوصول دون عائق"، معربا عن قلقه بشكل خاص إزاء الوصول المحدود ل 4.6 مليون شخص يعيشون في المناطق المحاصرة ومناطق يصعب الوصول إليها.ومن المقرر أن يزور السيد أوبراين تركيا والأردن في شهر سبتمبر/ أيلول، ليطلع بنفسه على جهود الاستجابة لاحتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.