تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الفاو: حفظ أصناف بطاطا يُعتَقد أنها اندثرت لدى سكان الأنديز لصالح أجيال المستقبل

المدخل الرئيسي لقبو سفالبارد العالمي للبذور في القطب الشمالي. المصدر: الأمم المتحدة / مارك جارتن
المدخل الرئيسي لقبو سفالبارد العالمي للبذور في القطب الشمالي. المصدر: الأمم المتحدة / مارك جارتن

الفاو: حفظ أصناف بطاطا يُعتَقد أنها اندثرت لدى سكان الأنديز لصالح أجيال المستقبل

من المنتظر أن يُخزَّن اليوم الخميس أحد أصناف المحاصيل الأساسية من البطاطا الأكثر أهمية في العالم إلى أجل غير مسمّى في عمق الجليد بالقطب الشمالي للكرة الأرضية، في مراسم يحضرها جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، الفاو، والخبراء والعلماء، ووفود من بيرو وكوستاريكا والنرويج، للاحتفاء بصون المحاصيل الحيوية لأجيال المستقبل.

وتقول الفاو إن هذه المحاصيل الحيوية ستودع في قبو سفالبارد العالمي للبذور، وهو منشأة احتياطية في منطقة من الجليد الدائم بأقصى شمال الدائرة القطبية الشمالية تحوي ما يتجاوز 860000 من بذور المحاصيل الغذائية من جميع أنحاء العالم.

ويشارك في تمويل هذه العملية الصندوق العالمي لتنوع المحاصيل مع حكومة النرويج- وتتمثل مهمته في الحفاظ على تنوع محاصيل الكوكب بهدف ضمان الأمن الغذائي لأجيال الحاضر والمستقبل.

وخلال المراسم سيقوم ممثلو المجتمعات الأصلية من إقليم الأنديز ممَن تعاونوا على إنشاء محمية "حديقة البطاطس"، في كوسكو ببيرو، بإيداع 750 صنفاً من بذور البطاطس في قبو الجليد الدائم.

ووفقا للفاو أصبحت البطاطا ثالث محصول غذائي مستهلك على صعيد العالم يُطعم أكثر من مليار شخص يومياً باعتباره درنة فائقة القيمة ذات نسبة منخفضة من الدهون ونسبة عالية من البروتين والكالسيوم والفيتامين "جـ"؛ ويزرع المحصول الآن في جميع المناطق والقارات أينما يحيا البشر.

إلا أن تغير المناخ والأمراض ولا سيما مرض لفحة البطاطس- الذي يسبب خسائر في محصول البطاطا كل عام في العالم النامي وحده تبلغ 8.5 مليار دولار - لم تلبث أن برزت كتحدٍ خطير مسلّط على هذه الموارد الطبيعية التي لا تقدر بثمن، ناهيك عن عمليات تحديث الزراعة الجارية والتغيرات المستحدثة في استخدامات الأراضي. وخلال العقود الأخيرة، فُقِد العديد من أصناف البطاطا، سواء لدى مجتمعات الأنديز حيث نشأت أو في أنحاء العالم الأخرى.

وفي مواجهة هذه التهديدات، ضمّ تحالف من الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين قواهم معاً لاستعادة أصناف البطاطا إلى الحقول، والحفاظ على هذه الموارد الوراثية النباتية الحاسمة في بنوك الجينات.

وتأتي هذه البذور التي ستستخدم في المراسم كحصيلة لمشروعات تقاسم المنافع التي تدعمها المعاهدة الدولية للموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة التابعة لمنظمة "فاو". وينضم إلى المزارعين في مراسم الاحتفاء اليوم، علماء من مركز البحوث الزراعية لدى جامعة كوستاريكا، الذي سيُعنى أيضاً بإضافة أصناف برية من أقارب البطاطا إلى أكبر مجموعة من التنوع الحيوي الزراعي المعروفة في العالم.