منظور عالمي قصص إنسانية

المشهد المتغير لأنشطة حفظ السلام يتطلب شراكة عالمية إقليمية أقوى

مجلس الأمن  يناقش المنظمات الإقليمية والأمن العالمي. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس
مجلس الأمن يناقش المنظمات الإقليمية والأمن العالمي. المصدر: الأمم المتحدة / ريك باجورناس

المشهد المتغير لأنشطة حفظ السلام يتطلب شراكة عالمية إقليمية أقوى

قال الأمين العام بان كي مون اليوم إنه بمشاركة الأمم المتحدة على نحو متزايد في تحمل المسؤولية من أجل السلام والأمن مع المنظمات الإقليمية، ينبغي بذل كل جهد ممكن للمساعدة في ضمان حل المشاكل الإقليمية وشمول الدول المعنية في الحلول.

وأضاف في مجلس الأمن، خلال مناقشة مفتوحة حول موضوع المنظمات الإقليمية والتحديات الأمنية العالمية المعاصرة، "وفي الوقت نفسه، ينبغي للمنظمات الإقليمية مواصلة المساهمة في جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام والأمن. نعول عليها للضغط السياسي فضلا عن القدرات المدنية والعسكرية". ومشيرا إلى أن التعاون مع المنظمات الإقليمية ودون الإقليمية اكتسب "تأثيرا أكبر" في السنوات الأخيرة، وذلك جزئيا بسبب الطبيعة المتغيرة للصراعات، أوضح السيد بان أن عددا من العوامل المشددة دفعه إلى طلب مراجعة جديدة لعمليات حفظ السلام للأمم المتحدة. "التحضر والبطالة وتحركات السكان، بما في ذلك النزوح الجماعي، تتزايد بشكل كبير. ويشكل التقدم التكنولوجي في الحرب، بما في ذلك التهديدات السيبرانية، أخطارا جسيمة على المدنيين. وضد هذا التغير في طبيعة الأمن، تنتشر الأمم المتحدة في بيئات هشة ونائية لا يكاد يوجد فيها سلام".وقال الأمين العام إنه الآن بصدد تحليل تقرير الفريق المستقل الرفيع المستوى المعني بعمليات السلام للتعرف على التوصيات التي يمكن للمنظمة القيام بها "على الفور" - وتلك التي سوف تتطلب اتخاذ إجراءات من قبل الهيئات التشريعية والدول الأعضاء والشركاء.وإحدى هذه التوصيات هي "شراكة عالمية إقليمية أقوى" للتأكد من أن مجلس الأمن يمكنه الاعتماد على "شبكة أكثر مرونة وقادرة من الفاعلين. وذكر السيد بان كي مون "في السنوات الأخيرة، شهدنا كيف عزز التعاون العملي بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي التقدم في أفريقيا. الآن نحن بحاجة للبناء على هذا التعاون الثلاثي، وتعزيز قدرتنا الجماعية لإدارة وتخطيط وتنفيذ عمليات حفظ السلام ". وقد أثبتت أشكال مختلفة من المشاركة مع منظمات أخرى نجاحها أيضا، بما في ذلك رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ، وجامعة الدول العربية، ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.وأضاف، "يوصي الفريق أن نحرص على تعميق الشراكة الاستراتيجية للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. وأنا أتفق تماما. تم نشر ما يقرب من ثلثي عمليات السلام وما يقرب من 90 في المائة من قوات حفظ السلام النظامية في أفريقيا ". ويدعو التقرير أيضا إلى دعم أكبر لعمليات السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي أذن بها مجلس الأمن، ويوصي الخبراء بتمكين المنظمات الإقليمية من تقاسم العبء وفقا لميثاق الأمم المتحدة.وأشار السيد بان كي مون إلى أنه "لتحقيق هذه الغاية، أود أن ألفت الانتباه إلى دعوة الفريق للحصول على التمويل الممكن التنبؤ به، بما في ذلك من خلال استخدام الاشتراكات المقررة للأمم المتحدة"، مؤكدا على أهمية أشكال أخرى من الدعم، مثل عمليات التخطيط، والحزم اللوجستية، وصناديق الأمم المتحدة الاستئمانية والوصول المنظم إلى خبرات وأنظمة ومعدات وخدمات الأمم المتحدة. وقال إن الجهود المشتركة قد أحدثت تغييرا ذا مغزى، في نزع فتيل التوترات ودعم العملية الانتقالية في بوركينا فاسو، وتشجيع الحوار السياسي قبل الانتخابات في غينيا، وحل الأزمة الانتخابية في كينيا وإنهاء المأزق السياسي في مدغشقر من خلال خارطة طريق الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (سادك). وأكد أمين عام الأمم المتحدة، "لقد نجحنا في تعزيز شراكاتنا بشكل كبير. لقد وصلنا إلى الاعتماد على بعضنا البعض في الأوقات الحرجة. وسوف نستمر في دفع عجلة التقدم".