منظور عالمي قصص إنسانية

سفينة أبحاث تستقصي بدعم "فاو" ظاهرة انتشار المخلّفات في جنوب المحيط الهندي

المصدر: الفاو/ أف كارديا
المصدر: الفاو/ أف كارديا

سفينة أبحاث تستقصي بدعم "فاو" ظاهرة انتشار المخلّفات في جنوب المحيط الهندي

من المقدّر أن خمسة تريليونات قطعة من البلاستيك تطفو حالياً في محيطات العالم، مقارنة بما يكاد يبلغ صفراً من المخلّفات اللدائنية في ماض لا يتجاوز عام 1950 مما يثير تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على سلسلة الإمدادات الغذائية التي تمتد بدءاً من العوالق البحرية، والأضرار الممكنة على مختلف الأنواع السمكية من المحار والسلمون والتونة بل والحيتان، وفي نهاية المطاف البشر أيضاً.

وتقوم سفينة الأبحاث النرويجية "الدكتور فريدجوف نانسن"، في تعاون وثيق مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بتمشيط أمواج جنوب المحيط الهندي، لتجرف النفايات بشباك جر سطحية خاصة. وفي كل إلقاء للشبكة من قبل الطاقم العلمي على متن السفينة، ما تلبث أن تتجمع قطع البلاستيك لتؤكد مجدداً مدى خطر الاضطرابات الهائلة في النظم الإيكولوجية البحرية حتى في منطقة نادراً ما تشاهد فيها سفينة مبحرة. ويبحر 18 من علماء ثمانية بلدان وأفراد الطاقم على متن السفينة. ويقوم الباحثون عادة بقياس درجات حرارة المحيطات، ومستويات الأوكسجين والكلوروفيل، ومعاينة العمليات الحيوية مثل إنتاج العوالق وتوزيع الأسماك. إلا أن هنالك هدفين إضافيين هذا العام هما تقييم حجم وطبيعة النفايات الصناعية في المناطق النائية من جنوب المحيط الهندي، ودراسة كيف تنشر الدوامات الدورية والتيارات المحلية العوالق والأسماك الصغيرة. وفي حين تطفو اليوم جزر عائمة هائلة من القمامة وفي مساحات تغطى نحو ضعف مساحة ولاية تكساس الأمريكية بأسرها، في كلا المحيطين الأطلسي والهادي، فإن المنطقة الجنوبية من المحيط الهندي تظل غير مستكشفة نسبياً، ومن المنتظر أن يوفر المسح الجاري للمحيط الهندي كماً من المعلومات الهامة للعلماء الذين يساورهم قلق متزايد إزاء مدى انتشار وتأثير ما يعرف اليوم بتسمية "الخَرز البلاستيكي في المحيطات". ويعكف طاقم سفينة المشروع المشترك بين "فاو" والمعهد النرويجي على إطلاق تكنولوجية جديدة باستخدام أجهزة استشعار فائقة الحساسية لقياس مستويات مجموعة من العناصر البيولوجية في المياه العميقة. وتمثل هذه المجسّات الروبوتية المقدمة من أستراليا بمساعدة من الهند، خطوة أبعد تطوراً من الروبوتات العائمة قيد الاستخدام حالياً لمراقبة درجة حرارة المحيطات والملوحة، كما أنها مبرمجة للغوص على عمق ألفي متر لمعاينة المؤشرات الصحية في المحيطات.وتجمع هذه الأجهزة الغواصة شتى البيانات على أعماق مختلفة، ثم تطفو على السطح لتنقل هذه المعطيات إلى العلماء عبر الأقمار الصناعية . والمعتزم أن تجمع أجهزة الاستشعار في هذه المرحلة كم بيانات عن مستويات الكلوروفيل، باعتباره مؤشراً بالغ الأهمية على قدرة المحيطات التخزينية للكربون، وأيضاً لقياس الحد الأدنى المطلوب من الإمدادات الغذائية التي تعتمد عليها حياة العوالق والأسماك.