منظور عالمي قصص إنسانية

اليونيسيف ومنظمة الصحة: عدم توفر خدمات الصرف الصحي لـ 2.4 مليار شخص يشكل تهديدا للصحة العامة

طفلان يقومان بغسل أياديهما بالصابون في محطة لغسل اليدين  في مركز تنمية الطفولة المبكرة  في سوكري، بوليفيا. من صور: اليونيسف / NYHQ2013-1499 / بيروزي
طفلان يقومان بغسل أياديهما بالصابون في محطة لغسل اليدين في مركز تنمية الطفولة المبكرة في سوكري، بوليفيا. من صور: اليونيسف / NYHQ2013-1499 / بيروزي

اليونيسيف ومنظمة الصحة: عدم توفر خدمات الصرف الصحي لـ 2.4 مليار شخص يشكل تهديدا للصحة العامة

حذرت كل من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، من أن عدم إحراز تقدم في مجال الصرف الصحي يهدد بتقويض بقاء الأطفال على قيد الحياة، والفوائد الصحية من المكاسب التي تحققت نتيجة الحصول على المياه الصالحة للشرب.

ويقول تقرير برنامج الرصد المشترك، "التقدم المحرز في الصرف الصحي ومياه الشرب: 2015 التحديث وتقييم الأهداف الإنمائية للألفية"، إن واحدا من بين ثلاثة أشخاص في أنحاء العالم، أو 2.4 مليار شخص، لا زالوا يعيشون بدون مرافق الصرف الصحي - بما في ذلك 946 مليون شخص يمارسون التبرز في العراء.

يقول سانجاي ويجيسيكارا رئيس برامج اليونيسف للمياه والصرف الصحي والنظافة العامة، "ما تظهره البيانات حقا هو الحاجة إلى التركيز على عدم المساواة باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم المستدام. النموذج العالمي كان يركز حتى الآن على الأغنياء، وفقط عندما تتوفر لهم الخدمات، يلحق الفقراء بالركب. إذا أردنا تحقيق هدف حصول الجميع على خدمات الصرف الصحي بحلول عام 2030، يتعين ضمان على الفور إحراز الفئات الأفقر التقدم المطلوب."

لقد كان الإنجاز الرئيسي للدول والمجتمع الدولي هو ضمان الوصول إلى مصادر محسنة لمياه الشرب، حيث تمكن نحو 2.6 مليار نسمة من الوصول إليها منذ عام 1990، وتوفرت ل 91 في المائة من سكان العالم مياه الشرب المأمونة- ولا يزال العدد في ارتفاع . ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على سبيل المثال، اتيح ل 427 مليون شخص الوصول إلى المياه الصالحة للشرب - في المتوسط 47 ألف شخص يوميا لمدة 25 عاما.

وقد تحققت مكاسب هائلة في إبقاء الأطفال على قيد الحياة. ففي الوقت الراهن، يموت أقل من ألف طفل دون سن الخامسة يوميا جراء الإصابة بالإسهال الناجم عن المياه غير الصالحة للشرب، والصرف الصحي والنظافة، مقارنة بأكثر من ألفي طفل قبل 15 سنة.

من ناحية أخرى، تمت عرقلة إحراز تقدم في مجال الصرف الصحي بسبب عدم كفاية الاستثمارات في حملات تغيير السلوك، وعدم توفر منتجات بأسعار معقولة للفقراء، والأعراف الاجتماعية التي تقبل أو حتى تشجع التغوط في العراء.

وعلى الرغم من أن نحو 2.1 مليار شخص تمكنوا من الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة منذ عام 1990، أخفق العالم في بلوغ الهدف الإنمائي للألفية بما يقرب من 700 مليون شخص.

وقالت الدكتورة ماريا نيرا، مديرة إدارة الصحة العمومية والبيئة بمنظمة الصحة العالمية، "حتى يتم تأمين وصول كل فرد إلى المرافق الصحية المناسبة ، سوف تتدنّى نوعية إمدادات المياه وسوف يستمر تعرض الكثير للموت بسبب الأمراض المنقولة عن طريق المياه والأمراض المرتبطة بالمياه".

وتشمل الخطط الخاصة بالأهداف الجديدة للتنمية المستدامة التي سيتم تحديدها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول القادم هدف القضاء على التغوط في العراء بحلول عام 2030. وهذا يتطلب مضاعفة المعدلات الحالية للحد منه، ولا سيما في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

وتؤكد منظمة الصحة العالمية واليونيسف على أهمية الاستفادة من حقيقة التقدم غير المتكافئ للفترة 1990-2015 لضمان أن تعمل أهداف التنمية المستدامة على غلق فجوة التفاوت بين الناس وتحقيق حصول الجميع على خدمات المياه والصرف الصحي المناسبة.

ويشير التقرير إلى أنه من أجل تحقيق ذلك يحتاج العالم إلى بيانات مفصلة ليتمكن من تحديد السكان والمناطق التي لا تدخل في المعدلات الوطنية، والتركيز الشديد والمتعمد على الفئات التي يتعذر الوصول إليها، ولا سيما الفقراء في المناطق الريفية؛ ووضع تقنيات وأساليب مبتكرة لتقديم حلول الصرف الصحي المستدامة للمجتمعات الفقيرة بأسعار معقولة. وزيادة الاهتمام بتحسين النظافة في المنازل والمدارس ومرافق الرعاية الصحية.