منظور عالمي قصص إنسانية

الأمم المتحدة: سعي لإنقاذ "الحمية المتوسطية" من الاندثار

تركز الحمية المتوسطية على الزيوت النباتية والحبوب والخضروات والبقول، وتناول كميات معتدلة من الأسماك واللحومالصورة:الفاو/ايمي فيتال
تركز الحمية المتوسطية على الزيوت النباتية والحبوب والخضروات والبقول، وتناول كميات معتدلة من الأسماك واللحومالصورة:الفاو/ايمي فيتال

الأمم المتحدة: سعي لإنقاذ "الحمية المتوسطية" من الاندثار

حذرت منظمة الأغذية والزراعة، الفاو، من أن منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط تمر بمرحلة من "التحول الغذائي" بالانتقال بعيداً عن نظام غذائي قديم طالما اعتبر نموذجاً للاستدامة الغذائية والحياة الصحية، ومثالاً يُحتذى في صون البيئة وتمكين المنتجين المحليين.

جاء ذلك في تقرير جديد أطلق اليوم في معرض "إكسبو ميلانو"، أعدته الفاو والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط. وقال ألكسندر ميبيك، منسق برنامج النظام الغذائي المستدام لدى فاو،" إن الحمية المتوسطية نظام مغذ ومتكامل في الثقافات المحلية، ومستدام بيئياً، كما يدعم الاقتصادات المحلية، مضيفاً "وهذا هو السبب في ضرورة استمرار تشجيعه ودعمه". وتركز الحمية المتوسطية على الزيوت النباتية والحبوب والخضروات والبقول، وتناول كميات معتدلة من الأسماك واللحوم، مرتبطاً بحياة طويلة وصحية.ونظراً إلى تركيزها على الغذاء ذي الأصل النباتي ظل هذا النظام الغذائي خفيفاً نسبياً على البيئة، لما يتطلبه من موارد طبيعية أقل مما يحتاجه الإنتاج الحيواني. وتؤدي العولمة وتطور تسويق المواد الغذائية وتغير أنماط الحياة - بما في ذلك تبدل دور المرأة في المجتمع - إلى تعديل أنماط الاستهلاك في منطقة المتوسط، للابتعاد عن الفواكه والبقوليات نحو استهلاك مزيد من اللحوم ومنتجات الألبان، وفقاً للتقرير.وحذر تقرير "فاو" والمركز الدولي للدراسات الزراعية من أن السياحة، والتوسع الحضري، ونضوب الموارد الطبيعية، وضياع المعارف التقليدية ساهمت جميعاً في التقليص السريع للتنوع الجيني الوراثي للمحاصيل والسلالات الحيوانية في جميع أنحاء حوض المتوسط.وبينما تواصل دول جنوب المتوسط نضالها يومياً في مكافحة نقص التغذية، تواجه البلدان في جميع أنحاء الإقليم صعوبات متزايدة بسبب انتشار السمنة والبدانة. وفي الوقت ذاته، يشهد الإقليم ككل ارتفاعاً في الأمراض المزمنة التي يسببها النظام الغذائي، في ما يؤدي إلى تفاقم حالات المرض والعجز والوفاة البشرية.وفي هذا السياق يدعو التقرير صانعي السياسات والباحثين والصناعات الغذائية إلى زيادة التعاون من أجل تكوين فهم أفضل لنظم الغذاء واتجاهاتها. ولا بد من الانتباه إلى الحرص على زيادة الاستهلاك الغذائي وإنتاجه بأساليب تحافظ على الموارد والمعارف المحلية الأصلية.وثمة حاجة أيضاً إلى حملات توعية لزيادة طلب المستهلكين على المنتجات المتوسطية التقليدية، مع التركيز على دمج أفضل تيار للاتجاهات الراهنة للغذاء والعادات الاستهلاكية، مع استخدام المنتجات المحلية في جميع أنحاء الإقليم. ودعماً لهذه الأهداف، أصدر المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط دعوة إكسبو للعمل من أجل الحمية المتوسطية، بهدف بذل جهود للحفاظ على النظم الايكولوجية الزراعية السائدة في البحر الأبيض المتوسط، وترشيد النظم الغذائية في المنطقة كي تصبح أعلى استدامة، وضمان الأمن الغذائي والتغذية للأعداد المتزايدة من سكان الإقليم. وتعمل منظمة "فاو" والمركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة في المتوسط - كمجموعة من 13 بلداً تتعاون في مجالات الزراعة، والغذاء، ومصايد الأسماك، والأقاليم الريفية لإقليم البحر الأبيض المتوسط - في تعاون وثيق للتعمّق في فهم كيف يمكن أن تصبح الحمية االمتوسطية أعلى استدامة.