منظور عالمي قصص إنسانية

مجلس الأمن يدعو إلى تعزيز التعاون للتصدي لتهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب

UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe
UN Photo/Loey Felipe

مجلس الأمن يدعو إلى تعزيز التعاون للتصدي لتهديد المقاتلين الإرهابيين الأجانب

قال الأمين العام بان كي مون إن عدد المقاتلين الإرهابيين الأجانب بأنحاء العالم زاد بنسبة تقدر بسبعين في المئة في الفترة بين منتصف عام 2014 ومارس آذار من العام الحالي، وإن تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين ينضمون لصفوف داعش وغيره من الجماعات الإرهابية آخذ في الزيادة.

وفي جلسة تناول خلالها مجلس الأمن الدولي تهديدات المقاتلين الإرهابيين الأجانب قال الأمين العام إن تلك الزيادة تعني وجود مزيد من أولئك المقاتلين على الخطوط الأمامية، وتوفر خبرات أكبر للإرهابيين، وتهدد بلدانهم الأصلية عندما يعودون إليها.

وأشار الأمين العام إلى البيانات التي تفيد بوجود أكثر من خمسة وعشرين ألف مقاتل أجنبي إرهابي ينتمون لمئة دولة سافروا إلى سوريا والعراق وأيضا إلى أفغانستان واليمن وليبيا.

"لا يمكن لأية دولة أن تتصدى لذلك التحدي وحدها. يتعين على الدول الأعضاء تعزيز التعاون وتبادل المعلومات وتطوير تدابير فعالة للسيطرة على الحدود وتقوية نظم العدالة الجنائية بما يتوافق مع سيادة القانون ومعايير حقوق الإنسان. إن الامتثال الكامل للقانون الدولي مركزي للنجاح."

وفي هذا السياق قال بان كي مون إن تجاهل جهود محاربة الإرهاب لسيادة القانون وانتهاكها للحريات الأساسية، لا يعني فقط تجاهل القيم السامية ولكن قد يؤدي أيضا إلى تأجيج التطرف العنيف.

وجدد بان الإعراب عن قلقه إزاء تقدم داعش والجماعات الأخرى في سوريا والعراق بالدعم المتزايد من المقاتلين الإرهابيين الأجانب بما يظهر أن هذا الامر يمثل تهديدا متناميا للسلم والأمن الدوليين، يتطلب عملا متضافرا من المجتمع الدولي.

وأعلن بان كي مون أنه يعتزم تقديم خطة عمل لمنع التطرف العنيف للدورة السبعين للجمعية العامة في وقت لاحق من العام الحالي.

وأشار بان إلى المشروع الذي يقوم به مركز الأمم المتحدة لمحاربة الإرهاب حول "تعزيز التفاهم لظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب في سوريا". وكان الأمين العام قد أعلن عن هذا المشروع في قمة مجلس الأمن في سبتمبر أيلول الماضي بهدف فهم العوامل الكامنة لتلك الظاهرة من أجل مساعدة الدول الأعضاء في وضع استجابات أفضل على الصعيد السياسي.

ورحب بان بإبداء كثير من الدول المتضررة الاهتمام بهذا المشروع.

وفي بيان رئاسي، أكد مجلس الأمن بأن الإرهاب "واحد من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين"، معربا عن القلق البالغ إزاء التهديد المتواصل الذي يمثله المقاتلون الإرهابيون الأجانب واستمرار تجنيدهم بأعداد كبيرة من جانب كيانات مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما.

بالإضافة إلى ذلك، أشار البيان القلق على بتسريع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وتكنولوجيا الاتصالات في جهود تجنيدهم من جانب الجماعات المتطرفة الذي قال ذلك، يبدو أن استهداف النساء والشباب مباشرة.

وأقر المجلس، في بيانه الرئاسي، بأن التصدي لذلك التهديد يتطلب معالجة عوامله الكامنة بصورة شاملة وبسبل، منها منع انتشار الفكر المتطرف المفضي إلى الإرهاب ووقف التجنيد ومنع سفر هؤلاء المقاتلين والحيلولة دون وصول الدعم المالي لهم، ومكافحة التطرف العنيف الذي يمكن أن يؤدي إلى الإرهاب.

كما أعرب المجلس عن القلق من أن الكثير من الدول الأعضاء لم يطلب من شركات الطيران العاملة في أراضيها تزويد السلطات الوطنية بمعلومات مسبقة عن الركاب المسافرين لدعم الإجراءات القائمة على الأدلة لتقييم المخاطر المحتملة.

وكرر مجلس الأمن الدعوة لتحسين التعاون الدولي والإقليمي ودون الإقليمي بهدف منع سفر المقاتلين الأجانب.

وفيما أعرب مجلس الأمن عن القلق إزاء ازدياد استخدام الإرهابيين ومناصريهم لتكنولوجيا الاتصالات في نشر الفكر المتطرف، أكد على ضرورة أن تعمل الدول الأعضاء في إطار من التعاون لمنع الإرهابيين من استغلال تلك التكنولوجيا في التحريض على دعم الأعمال الإرهابية وأن تحرص في الوقت نفسه على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية.