منظور عالمي قصص إنسانية

يوم الملاريا العالمي: دعوة لإغلاق الثغرات في الوقاية والعلاج

Roll Back Malaria Partnership (RBM)/Benjamin Schilling l PSI
Roll Back Malaria Partnership (RBM)/Benjamin Schilling l PSI

يوم الملاريا العالمي: دعوة لإغلاق الثغرات في الوقاية والعلاج

دعت منظمة الصحة العالمية مجتمع الصحة العالمي لمعالجة الثغرات الكبيرة في الوقاية والتشخيص والعلاج من الملاريا. وقالت إنه على الرغم من الانخفاض الكبير في حالات الملاريا والوفيات منذ عام 2000، والجهود المبذولة لتفادي الإصابة بالملاريا والحد من انتشارها، يودي هذا المرض بحياة أكثر من 500 ألف شخص في السنة الواحدة وهو يطال البلدان الافريقية خصوصا.

وتحدث ما لا يقل عن ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الملاريا في الأطفال دون سن الخامسة. ومع ذلك، في عام 2013، تلقى طفل واحد من بين خمسة أطفال في أفريقيا علاج الملاريا الفعال لهذا المرض، ولم تتلق 15 مليون امرأة حامل جرعة واحدة من الأدوية الوقائية الموصى بها، وما زال ما يقدر بنحو 278 مليون شخص في أفريقيا يعيشون في منازل دون ناموسية معالجة بمبيدات الحشرات.

وقال الدكتور هيروكي ناكاتاني مساعد المديرة العامة للمنظمة المسؤول عن البرنامج الخاص بالأمراض المدارية والإيدز والملاريا إنه "لا بد من الاعتراف بأن الحاجة ملحة إلى زيادة التدابير الوقائية وفحوصات التشخيص".

ويشمل إصدار للمبادئ التوجيهية المحدثة للمنظمة والتي تهدف إلى المساعدة على توسيع فرص الحصول على العلاجات الموصى بها، أحدث توصيات بشأن العلاج الوقائي للأطفال الرضع، والأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل.

ومن بين هذه التوصيات تناول مزيج من العلاجات يعرف ب "ايه سي تي اس". وفي العام 2013، تم توزيع 392 مليون جرعة من هذا المزيج في البلدان الأكثر تأثرا بالمرض، في مقابل 11 مليون جرعة في العام 2005. وبالرغم من هذه الجهود، "لا يتلقى ملايين الأشخاص علاجا من هذا المرض بسبب محدودية نفاذهم إلى مراكز العلاج".

كما توصي المبادئ التوجيهية بإجراء الفحوصات التشخيصية لجميع حالات الملاريا المشتبه بها لضمان استخدام الأدوية المضادة للملاريا للمصابين فقط. إلا أن المنظمة لفتت إلى أن 40 في المائة من الأشخاص المشتبه بإصابتهم بهذا المرض في افريقيا لا يقومون بإجراء هذه الفحوصات.

وتوصي المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها أن تجري الفئات الأكثر هشاشة، أي النساء الحوامل والأطفال دون الخامسة، علاجا وقائيا، للحد من خطر الإصابة بالملاريا. وأشارت إلى ان العلاجات الوقائية فعالة من حيث التكلفة، مع القدرة على إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح كل عام.

وقد اعتمدت خطة استراتيجية جديدة لمكافحة الملاريا خلال الفترة 2016 - 2030 من المزمع عرضها على الأعضاء خلال الجمعية العامة المزمع انعقادها في مايو 2015.

وتحدد الاستراتيجية الجديدة التي وضعت بالتشاور الوثيق مع البلدان الموبوءة والشركاء، الهدف المتمثل في خفض عبء المرض بنسبة 40 في المائة بحلول عام 2020، وبنسبة 90 في المائة على الأقل بحلول عام 2030. وتهدف أيضا إلى القضاء على المرض في 35 بلدا على الأقل بحلول عام 2030. وتوفر الاستراتيجية إطارا شاملا للبلدان لوضع برامج مصممة خصيصا من شأنها دعم وتسريع التقدم نحو االقضاء على الملاريا.

ويقول الدكتور بيدرو ألونسو، مدير برنامج الملاريا العالمي لدى منظمة الصحة العالمية، "علينا نقل مكافحة الملاريا إلى المستوى التالي. القضاء على المرض يتطلب التزاما سياسيا رفيع المستوى وتمويلا قويا وفعالا، بما في ذلك استثمارات جديدة هامة في مجال رصد المرض وتعزيز النظم الصحية والأبحاث. نحن بحاجة ماسة إلى أدوات جديدة للتعامل مع العقاقير الناشئة ومقاومة الحشرات، فضلا عن النهج المبتكرة التي من شأنها تسريع التقدم."