لجنة الأمم المتحدة تدعو إلى التعاون من أجل إنقاذ حياة المهاجرين

موظف مفوضية  اللاجئين يراقب إنزال ركاب من قارب خفر السواحل الإيطالية في باليرمو، صقلية. من صور: المفوضية السامية للاجئين / إف. مالافولتا
موظف مفوضية اللاجئين يراقب إنزال ركاب من قارب خفر السواحل الإيطالية في باليرمو، صقلية. من صور: المفوضية السامية للاجئين / إف. مالافولتا

لجنة الأمم المتحدة تدعو إلى التعاون من أجل إنقاذ حياة المهاجرين

مأساة أخرى في البحر الأبيض المتوسط تتطلب اتخاذ إجراءات متضافرة من جانب الجميع لإنقاذ حياة المهاجرين، هذا ما جاء في بيان للجنة الأمم المتحدة لحقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم اليوم.

وقال رئيس اللجنة فرانسيسكو كاريون مينا، "نعرب مرة أخرى عن شعورنا بالصدمة والفزع للخسارة المروعة للحياة في البحار بين أوروبا وأفريقيا". جاء ذلك في أعقاب وفاة عدة مئات من المهاجرين قبالة سواحل ليبيا يوم الأحد الماضي، وعمليات الإنقاذ التي قامت بها كل من إيطاليا ومالطا واليونان أمس.وأضاف، "ورغم صحة مقولة إنه لا يوجد حل سحري لحل هذه المسألة فورا، إلا أن هناك ثلاثة أشياء واضحة كوضوح الشمس بالنسبة للجنة، "أولها هو حماية حق هؤلاء الناس في الحياة والصحة، سواء كانوا مهاجرين أو طالبي اللجوء، من قبل ذوي المسؤولية عن هذه البحار. ينبغي أن تكون آلية البحث والإنقاذ قادرة على إنقاذ الناس في مواجهة المحنة "."ثانيا، يجب أن يتم إدارة تدفق المهاجرين نحو فرص العمل الحقيقي في أوروبا بطريقة أكثر تنظيما وقائمة على حقوق الإنسان. وأخيرا، فإن دوافع الفقر المدقع والصراع التي تجبر البشر على عبور البحار بحثا عن العمل والسلام وظروف معيشية لائقة لن تتلاشى دون اتخاذ إجراءات منسقة من جانب الدول.وشددت اللجنة على أهمية بذل المجتمع الدولي المزيد من الجهود لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي. واشارت إلى أنها ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه تشمل قضايا متداخلة متعلقة بالحماية الدولية، وحقوق الإنسان للمهاجرين والتهريب والاتجار، بالإضافة إلى العوامل التي تؤثر على الهجرة غير النظامية. وأحيطت اللجنة علما بالخطة الأولية ذات النقاط العشر، والصادرة عن الاتحاد الأوروبي مساء يوم الاثنين ، ورحبت بالاجتماع الذي سيعقد في 23 من ابريل نيسان. وفي هذا السياق، دعت اللجنة الاتحاد الأوروبي لإيجاد حلول قصيرة وطويل الأجل، تشمل إدماج حقوق الإنسان للمهاجرين وأفراد أسرهم. وأعربت اللجنة عن تعازيها لأسر من لقوا مصرعهم. وكان فولكر تورك، مساعد المفوض السامي لشؤون الحماية في مفوضية شؤون اللاجئين قد وصف اقتراح الاتحاد الأوروبي المكون من عشر نقاط "بالبداية الجيدة".إلا أن تورك قال أيضا إن هناك الكثير من التركيز على قضية المتاجرين بالأشخاص وقليل من التركيز على كيفية حماية المهاجرين المستضعفين.إلى ذلك قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسف، في بيان لها "تؤكد الحادثتان اللتان وقعتا في يومين فقط في البحر المتوسط على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية وسريعة، وشجاعة. لقد قام الآلاف - من الرجال والنساء، إلى المراهقين والأطفال وفي بعض الأحيان عائلات بأكملها- بالرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا بحثا عن الأمان والفرص، هربا من الصراعات الوحشية في بلادهم كما هو الحال في سوريا. وقد لقي 1،600 شخص على الأقل حتفهم حتى الان هذا العام، قبل أن يخطو على التراب الأوروبي."ويضيف البيان "أن الأطفال الذين يجدون أنفسهم في هذه الرحلات يتعرضون لسوء المعاملة والاستغلال وربما الموت، وإذا بقوا على قيد الحياة، غالبا ما يواجهون ظروفا غير آمنة وغير مناسبة و/ أو يتم تجريمهم. وهذا انتهاك لاتفاقية حقوق الطفل."وطالبت اليونيسف أن تكون مصلحة كل طفل من هؤلاء الأطفال مبدأ إرشاديا لجميع الإجراءات المعنية بالأطفال، في كل مراحلها. وأضافت، "بغض النظر عن وضعهم كلاجئين أو مهاجرين، يجب العناية بهم في مكان آمن - وليس في أحد مراكز الاحتجاز - مع إمكانية الوصول إلى التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والقانونية والتنفيذ الكامل للضمانات القائمة وخاصة للفئات الأكثر ضعفا." وتابع البيان موضحا، "مع تحول الطقس إلى الدفء في أوروبا من المرجح أن ترتفع أعداد المهاجرين، ومن شأن اتخاذ إجراءات حاسمة أن يجنب حدوث وفيات لا داعي لها. وهذا يعني تطبيق ضمانات الاتحاد الأوروبي القائمة للقاصرين غير المصحوبين، وتعزيز قدرات البحث والإنقاذ لإنقاذ وحماية الأرواح، وملاحقة المتاجرين بالبشر، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة في بلدان المنشأ - النزاعات والفقر والتمييز - لتجنب تكرار الخسائر المأساوية".