منظور عالمي قصص إنسانية

بان كي مون، ”التعلم من مآسي الماضي من أجل مكافحة العنصرية في الحاضر“

بان كي مون، ”التعلم من مآسي الماضي من أجل مكافحة العنصرية في الحاضر“

media:entermedia_image:d0b271c5-1222-430d-8d07-ee496e5508f1
في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون على أن اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري هو فرصة لتجديد التزامنا ببناء عالم يسوده العدل والمساواة وتنعدم فيه كراهية الأجانب والتعصب الأعمى.

وقال "علينا أن نتعلم من دروس الماضي ونعترف بالأضرار الجسيمة التي نجمت عن التمييز العنصري. ويعني ذلك الحرص على حفظ الذاكرة التي تختزن الأخطاء التاريخية حتى يتسنى لنا استخدام معارفنا من أجل القضاء على الإجحاف، وبث التسامح وعدم التمييز، واحترام التنوع في كل مكان ولصالح الجميع."وذكر أن أشخاصا من جميع الأعمار يعانون بشكل يومي من الكراهية والظلم والإهانة بسبب لون بشرتهم أو السلالة التي ينحدرون منها أو بسبب أصلهم الوطني أو الإثني، أو غير ذلك من الخصائص العرقية المفترضة. وهذا التمييز هو ما يرتكز عليه القمع والفقر والرق والإبادة الجماعية والحرب.وأشار السيد بان في رسالته إلى أن الاحتفال هذا العام يصادف الذكرى الخمسين للاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري وبدء العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي. "لقد أحرز تقدم في السنوات الخمسين الماضية في مكافحة العنصرية والتمييز العنصري. وشهدنا نهاية الاستعمار، وتفكك نظام الفصل العنصري وظهور حركة عالمية تدعو إلى المساواة. غير أن التمييز العنصري، على نحو ما يشهد عليه التاريخ والأحداث الراهنة، ما زال يشكل خطرا واضحا يهدد الناس والمجتمعات في جميع المناطق.""لا يمكن بناء سلام دائم إلا على أساس تمتع جميع الناس بالمساواة في الحقوق والكرامة، بصرف النظر عن انتمائهم العرقي أو نوع جنسهم أو دينهم أو وضعهم الاجتماعي أو أي وضع آخر." وتحقيقا لتلك الغاية، حث جميع الأمم على التصديق على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، من أجل تعزيز الدقة التاريخية، وعلى وضع سياسات وقوانين مُحْكمة من شأنها إنهاء جميع أشكال التمييز على نحو ما هو منصوص عليه في الاتفاقية.ومن جانبه قال سام كوتيسا رئيس الجمعية العامة، في رسالة وجهها للمشاركين في الجلسة العامة التذكارية للاحتفال باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري قرأها نيابة عنه أمين أمينوف الممثل الدائم لطاجيكستان، "إن موضوع الاحتفال لهذا العام،" التعلم من المآسي التاريخية لمكافحة التمييز العنصري اليوم"، يوجه انتباهنا ليس إلى مآسي الماضي، يدعو أيضا كل منا إلى التصرف بحزم لمكافحة جميع أشكال العنصرية والتمييز العنصري."وذكّر أن تعيين هذا اليوم الدولي لمكافحة العنصرية جاء تكريما لذكرى مقتل 69 متظاهرا أعزل ومسالما في شاربفيل، بجنوب افريقيا يوم 21 مارس آذار 1960.وأوضح أن هذه المأساة كانت مجرد واحدة من العديد من الأحداث العنصرية في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت مما دفع الشعوب والأمم والمنظمات للعمل من أجل إنهاء نظام الفصل العنصري.وأضاف أن "هذا العام يصادف إطلاق العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي. من خلال جلسة اليوم وغيرها من الفعاليات التي ستجرى في سياق العقد الدولي، سوف نعترف بالآثار العميقة والدائمة لمآسي حقوق الإنسان التاريخية؛ بما في ذلك، العبودية وتجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. يجب علينا استخلاص الدروس الهامة من هذه المآسي الماضية، حتى نتمكن من استخدام هذه المعرفة لمعالجة المظاهر المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري.""معا، ينبغي أن نستخدم هذا النقاش، وجميع المنابر الأخرى المتاحة للتنديد، بشكل لا لبس فيه، بجميع مظاهر العنصرية والتحيز والتعصب."ويشار إلى أنه يحتفل باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في يوم 21 آذار/مارس من كل عام. ففي ذلك اليوم من سنة 1960، أطلقت الشرطة الرصاص فقتلت 69 شخصا كانوا مشتركين في مظاهرة سلمية في شاربفيل، جنوب أفريقيا، ضد " قوانين المرور" المفروضة من قبل نظام الفصل العنصري. وفي إعلانها ذلك اليوم في سنة 1966، دعت الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري.