منظور عالمي قصص إنسانية

تعزيز التعاون الإقليمي مفتاح لبناء القدرة على مواجهة الفيضانات والانهيارات الأرضية

Photo: OCHA
OCHA
Photo: OCHA

تعزيز التعاون الإقليمي مفتاح لبناء القدرة على مواجهة الفيضانات والانهيارات الأرضية

في عام 2014، وقع أكثر من نصف الكوارث الطبيعية في العالم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وعلى الرغم من أنه كان عاما لم تشهد فيه كارثة ناجمة عن زلزال أو تسونامي، إلا أن المنطقة شهدت العواصف الشديدة والفيضانات والانهيارات الأرضية عبر الحدود، والتي مثلت 85 في المائة من مجموع الكوارث.

وتسببت الكوارث الطبيعية في وفاة أكثر من ستة آلاف شخص، مقارنة ب 18.744 حالة وفاة في عام 2013. وقد تأثر نحو 79.6 مليون شخص من الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء المنطقة.وبقي معدل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية في عام 2014 أيضا مرتفعا، حيث بلغ 59.6 مليار دولار، مبرزا بذلك الافتقار إلى المرونة الاقتصادية في المنطقة، وفقا لتقرير الكوارث الطبيعية في آسيا والمحيط الهادئ: 2014 السنة الذي صدر عن اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، إسكاب، اليوم. ويقدم التقرير تحليلا تشخيصيا عن وضع المرونة في المنطقة والدروس المستفادة.ووجدت الدراسة أن المنطقة غير مهيأة إلى حد كبير للاستجابة إلى الفيضانات والانهيارات الأرضية عبر الحدود. وتتطلب مثل هذه الكوارث، والتي قد تكون آخذة في الازدياد بسبب تغير المناخ، إلى تحسين تبادل المعلومات الإقليمية والتنسيق المشترك لعمليات الإنذار المبكر الفعال وعمليات الإجلاء. ويدعو التقرير إلى تعزيز التعاون الإقليمي للتصدي للكوارث عبر الحدود.وقالت السيدة شاميكا سيرمان، مديرة قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التابع للجنة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، إن أحد الدروس الهامة من عام 2014 هو أن أنظمة الإنذار المبكر تنقذ الأرواح. إن الإعداد الناجح لإعصار هدهد وهاجوبيت لا يكمن فقط في القدرة على التنبؤ بحركة وشدة العواصف، ولكن أيضا في القدرة على إشراك وتعبئة المجتمعات الضعيفة في التأهب للكوارث."ووفقا للتقرير، شهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ خمس حالات من الجفاف الشديد في عام 2014، مما أثر على 31.5 مليون شخص. ويدعو التقرير إلى زيادة الاهتمام بالكوارث بطيئة الظهور مثل الجفاف، التي تلقى أقل اهتماما ولكنها تؤثر على أفقر الفقراء في المنطقة.ويشير التقرير إلى الدور المتكامل للتعاون الإقليمي في تبادل المعلومات الفعلية حول العواصف والفيضانات وغيرها من الكوارث، والمساعدة على توقع المخاطر ونشر معلومات الإنذار المبكر في مختلف البلدان.وشهد عام 2014 استخداما واسع النطاق للتكنولوجيات المبتكرة - التطبيقات الفضائية، وأدوات وتقنيات الجغرافية المكانية، والملاحة والاستعانة بمجموعة كبيرة من مصادر خارجية - لرصد وتقييم الكوارث الكبرى. وتم تتبع العواصف من منشأها عبر المحيطات إلى اليابسة بواسطة كوكبة من الأقمار الصناعية الخاصة بالطقس، ورادارات ومجموعة من شبكات المراقبة في جميع أنحاء المنطقة.ويستعد القادة وصناع القرار في مختلف أنحاء آسيا والمحيط الهادئ لوضع اللمسات الأخيرة على إطار عالمي جديد للحد من مخاطر الكوارث، والذي سوف يخلف إطار عمل هيوغو 2005 ، في مارس/ آذار في سينداي باليابان.وتبين الدروس المستفادة من عام 2014 بوضوح أن بناء القدرة على التكيف لا يزال يمثل أولوية رئيسية في مجال حماية الأرواح والممتلكات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.